أكبر الأنهار الجليدية

ظهرت دراسة مثيرة للقلق حول المناخ بشأن فقدان الجليد في الجزء الغربي من القارة القطبية الجنوبية في وقت سابق هذا العام، وعاد العلماء ليثيروا المزيد من القلق حول الجزء الشرقي من القارة حيث تتعرض أكبر الأنهار الجليدية للذوبان.

وتشير الدراسة إلى أن الذوبان يمتد في وادٍ تحت سطح البحر بعمق 5 كيلومترات تحت الجرف الجليدي على ساحل المحيط المتجمد، مما يزيد احتمال ارتفاع مستوى سطح البحر إلى ثلاثة أمتار أو أكثر.

وتراقب كل الجهات الباحثة و"ناسا"، حالة القارة الجنوبية المتجمدة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات باستمرار  لترصد كم الجليد فيها، والمنطقة الحرجة تحت الماء حيث الجليد حجر الأساس.

ووجد الباحثون في فترة بين 1996 و2013 تراجع شرق القارة القطبية الجنوبية بمقدار 3 كيلومترات في بعض الأماكن، وهذا يعتبر سريعًا ولكنه غير سريع مقارنة بذلك الذي حدث في غرب القارة القطبية حيث يقدر التراجع بين 1-2 كيلو متر سنويًا.

ويصبح السؤال الأساسي هو عدم استقرار الغطاء الجليدي البحري بالطريقة نفسها الموجودة في غرب القارة القطبية الجنوبية، وبالتالي ذوبان الجليد تحت سطح المحيط المتجمد، معطيًا الفرصة للمزيد من الماء الدافئ للدخول تحت المحيط المتجمد لتذويب المزيد من الجليد وتراجع خط التأريض أكثر فأكثر إلى أسفل.

ويأتي الجواب على السؤال "بلا" فالجليد هناك عميق جدًا بسبب المنحدرات المسطحة، وهذا جزء من الجبل الجليدي، وتعتبر التضاريس الجليدية في المنطقة الشرقية من القارة هي من النوع الذي يبدأ تراجعه بسرعة ولكن سرعان ما يصبح أبطأ، فهي لا تذوب بالمعدل نفسه من البداية حتى النهاية، وهي منطقة يصعب زعزعة الاستقرار فيها بشكل كبير، ولكن ارتفاع درجة حرارة المياه سيؤثر على المنطقة أيضًا، بذوبان الكثير من الجليد وبالتالي ارتفاع مستوى سطح البحر على المدى الطويل.

وتوضح الكثير من الدراسات أن غرب القارة القطبية هو أكثر خطورة على ارتفاع مستوى البحر من شرق القارة، على المدى القصير، ولكن لا يستطيع العلماء تقليل القلق حول المنطقة وقدرتها على التسبب في ارتفاع كبير في سطح البحر في نهاية المطاف.

وتعد المنطقة الشرقية للقطب الجنوبي حساسة جدًا تجاه محيطها وحرارته، والذي أكدت بعض بعثات المراقبة والبحث أن مياه المحيط الدافئة وصلت إلى شرق القارة الجنوبية المتجمدة، والمياه الدافئة لديها اليد العليا في الأمر فهي تعتبر الأكثر قوة في التغلب على مقاومة المنطقة بمرور الوقت.

وأفاد المراقبون بأن الدراسة الجديدة تبحث في تزعزع استقرار الكتل الجليدية الضخمة المغمورة بالغالب والتي تضرب بجذورها أكثر من ألف متر تحت مستوى سطح البحر، دون ذكر أن الجليد يرتفع 100 متر أخرى في الهواء فوق سطح البحر، ويؤدي تزعزع الاستقرار للكتل تحت البحر إلى جرف الجليد فوقه.

وما زال العلماء ينظرون إلى الجزء الشرقي للقارة المتجمدة كواحدة من الأسرار الأكثر غموضًا في أبحاث المناخ، ويعتقد العلماء أنه في فترة كانت فيه حرارة الأرض أعلى والمحيطات والبحار أعلى، أكثر من لو انهار الجزء الغربي من القطب الجنوبي، وهم يبحثون عن هذا الجليد المفقود أو المياه المفقودة، التي ستعادل تلك المستويات التي كانت في الماضي.
وفي النهاية يؤكد العلماء على أن الجزء الغربي من القارة المتجمدة هو مكمن خطر ارتفاع مستوى سطح البحر على نطاق واسع وفي وقت قريب، ويطالبون دائمًا بإجراء المزيد من البحوث للبحث عن الحل.