عرض أزياء ريتشارد كوين

أصبحت الملكة إليزابيث، رمزًا للموضة خلال فترة حكمها البالغة 66 عامًا، وتعدّ مصدرًا لإلهام بعض أشهر دور الأزياء في العالم، بداية من "دولتشي آند غابانا"، و"غوتشي" إلى "ستيلا مكارتني وإرديم"، ولكن حين قرّرت أن الوقت قد حان لحضور عرض أزياء لنفسها، وهو الأمر الذي لم تفعله من قبل، اختارت عرض مصمّم الأزياء ريتشارد كوين، وتوجهت الملكة في زيارة مفاجئة إلى أسبوع الموضة في لندن، برفقة مستشارة ملابسها الشخصية، أنجيلا كيلي، لتجلس في الصف الأمامي، لعرض الأزياء الذي شهد خوذات الدرجات النارية، والسترات الضخمة، وقد حصل المصمّم الشاب البالغ من العمر 28 عامًا على جائزة الملكة إليزابيث الثانية الافتتاحية للتصميم البريطاني.

وتمثّل عرض أزياء كوين في خليط بين الحقيقة والخيال، وقال كوين "عرفت منذ أسابيع أن الملكة ستحضر، ولكنني احتفظت بالسر، وكان الأمر مضحكًا لسماع الناس يحاولون تخمين ماذا يجري حيث أقول لهم إنه شيئا كبيرا، وفي لحظة ما كان فريقي مقتنعا بأن كيت موس هي من ستحرض عرض الأزياء، وكانوا يقولون لي إعقد صفقة كبيرة معها، ولكن حين رأوا الملكة بدأوا في الصراخ.. الملكة هناك!".

وأعاد بعض المنظّمين خططهم على وجه السرعة ليتمكنوا من الحضور، حين علموا أن الملكة ستحضر عرض كوين، فحين علم إدوارد إنينفول، محرر مجلة فوغ بريطانيا، وهو في طريقه إلى أسبوع الموضة في ميلانو أنه أضاع فرصة لقاء الملكة، يشاع أنه بكى، والتقى كوين الملكة حين قدّمت له الجائزة مع أنجيلا كيلي، وعلّق كوين "كانت إيجابية جدا وطيبة"، وربما لم يكن غربيا أنها تحب الفساتين ذات النقوش الزهرية والورود والمعاطف والقبعات المشرقة أن تستقر على حضور عرض كوين، حيث أضاف كوين "لأن الألوان والزهور هو الجزء المفضل لها"، وكانت أسعد لحظاته حين علم أن الملكة ستجلس في الصف الأمامي لمشاهدة مجموعة الخريف/ الصيف، والتي سيطرت عليها الأقمشة والأوشحة الحريرية والتي تفضّل الملكة وضعها حول رأسها حين تكون في بالمورال، ولم تكن الملكة الوحيدة التي حضرت بعد ظهر يوم الثلاثاء، حيث تعتبر رئيسة تحرير مجلة فوغ الأميركية آنا وينتور، احدى ملكات الموضة في العالم، وكان وجودها اعتراف بأن العرض الثاني لمصمّم الأزياء يحظى بنجاح كبير، حيث قال "جاءت آنا خلف الكواليس قبل العرض وأخبرتني عن رأيها في تصاميمي، وكان الأمر مضحكًا حين ذهبت إلى والداي وقدّمت نفسها لهما، فوالدي ليس لديه فكرة من تكون، وقالت إنه من اللطيف مقابلة والدي، وهنا شعرت بأنني في اجتماع لمجلس الآباء في المدرسة".

وما يزال كوين يعيش مع والديه في كنيت، وهو أصغر أشقائه البالغ عددهم 5، وقرر دراسة تصميم الملابس النسائية بعد توجيه من مصور الأزياء تيم ووكر، والمخرج تيم بيرتون، وعلى الرغم من أنه لا يمكن أن يكون للملكة أي منافس، صعد نجم كوين من خلال تصميمه الملابس للمغنية الأميركية ليدي غاغا، وكذلك تصميمه ملابس العلامة التجارية " أتش آند إم"، وكان أول عرض له بعد الانتهاء من دراسة الماجستير في ليبرتي، حيث استخدم مطبوعات الأزهار في أرشيف ليبرتي في مجموعة تصاميم تخرّجه، كما أنه صمّم مجموعة من الحقائب والتي ستكون متوفرة في وقت لاحق من هذا الربيع.

وأعلن قصر دبينهامز صباح يوم الثلاثاء أن كوين سيكون جزءًا من مجموعة المصمّمين في القصر، وفي حين أن القطع التي صمّمها يجب أن تباع بآلاف الجنهيات لتغطية التكاليف، فهو حريص على أن يجعل تصاميمه في متناول الناس، قائلا "أعتقد أنّ الكثير من الناس سيقولون إنه يصمّم الأزياء في دبينهامز، ولكن أقول لهم إنني لا أحكم على سيارة شخص ما حين يكون في الحافلة، فأنا أتلقى الكثير من الرسائل على البريد الإليكتروني من فتايات مراهقات يسألن عن أماكن بيع الفساتين التي أصمهها، ولا أريد القول بإنكن لا يمكنن دفع ثمها".