لندن كاتيا حداد
إن اتجاهات أزياء السيدة فيفيان ويستوود سياسيًا مشحونة دائمًا برسائل خفية، ولكنها كانت جلية في أبعاد هذه المجموعة، فقد عادت المصممة إلى لندن بعد عدة سنوات من العرض في ميلان، حيث جمعت بين المجموعات الرجالية واالنسائية لحشد قواتها في استهداف ذوي جيوب المنتفخة والفاسدين وأولئك الذين يعتدون على السلطة، كان من المستحيل عدم استخلاص أوجه الشبه بين هجوم ميريل ستريب مؤخرًا على دونالد ترامب في حفل توزيع جوائز غولدن غلوب، على الرغم من أن ويستوود أحجمت عن أي إشارة صريحة إلى الرئيس المنتخب المثير للجدل.
بدلا من ذلك مزقت زي النخبة إربًا، مثل ملابس المصرفيين في الثمانينات من البذلات المزدوجة، إذ اكتفت بالصدر الذي يشبه الصندوق مع التلابيب المتضخمة والأكتاف المبالغ فيها التي أنشئت في مختبر ويستوود المحتدم، وتوجه العارضين إلى المنصة بوتيرة سريعة في سلسلة من الأشكال الملتوية التي في باطنها تهاجم الرئيس الرأسمالي.
وقد كتبت كلمة " IOU" على الأحزمة والسترات التي ارتداها العارضون بلا سراويل مع مطابقة السروال بالتيجان المزيفة المرقعة جنبا إلى جنب مع القش الملتوي العشوائي، مع سرخس الغابات والحلي المبهرجة، وأضافت للملابس الاكسسوار المصنوع من خردة البلاستيك والشظايا بدلا من الميداليات والخواتم، وجاءت الأحذية بأنماط من التعرج، كما لو بها لهب، كما سيطر على الأجواء روح مهرج البلاط، وجاءت البذلات بشعار متضخم يشبه شارة النبالة، الأبيض أيضا كان له دور في تلك المجموعة، مثل السترات البيضاء المخططة بالأسود وربطات العنق البيضاء، والمعاطف الطويلة.
وقد زاوجت الشالات الخشنة ببلوزات الكروشيه، في إشارة إلى البروليتاريا إلى جانب الفئة القوية التي تمثل واحد في المئة، وهي الرمزية التقليدية للنخبة والطبقات الأرستقراطية، وظهر في العرض البطاطين التراثية في البذلات التي صممت بأحجام هزلية، مع تشغيل موسيقى رقصة فرسان بروكوفييف، مما أعاد إلى الأذهان المشاهد الافتتاحية للمسلسل التلفزيوني The Apprentice "البرنامج الذي يصور حياة صبي المدينة الخانع"، مصاحبة لصفارات الإنذار المخيفة، إن عرض ويستوود للتذكير فقط كيف يمكن لعرض الأزياء أن تكون استفزازية وقوية، وإشارة إلى أن بوديكا القرن الـ21 قد عاد إلى تفاقم الوضع القائم مرة أخرى.