لو روش يكشف عن رؤيته لعمل مُنسّق الملابس

تختلف وظيفة مُصمّم الأزياء عن الإستايلست أو منسق الملابس، فالأخير هو المسؤول عن نجاح أو فشل تنسيق الملابس خلال ظهور النجوم في مقابلات التلفزيون أو في المهرجانات على السجادة الحمراء، ويظهر ذلك بوضوح في هوليوود، وهنا يتضح لنا دور هذا المنسق.

يتخذ الموضة لغة تواصل
يبدل "لو روش" البطاقة الرئيسية إلى جناح بينتهاوس وسط إشارة الضوء الأحمر الصغير بعلامة ممنوع الدخول، حين يتكرر هذا الأمر عدة مرات، يتصل روش بأحد مساعديه، للإبلاغ عن ذلك، وفي حقيقة الأمر فإن هذا الرجل تعب كثيرا خلال أسبوع الموضة في نيويورك.

وساعد روش هذا الأسبوع، الممثل الكوميدي "نيفاني هاديش" في اختيار ملابسه، كما أنه شارك في عرض الأزياء للعلامة التجارية الصينية بوسيدنغ، يقول روش: "لا يتحدث المصمم باللغة الإنجليزية، وأنا لا أتحدث اللغة الصينية، لكن لغة الموضة قوية جدا، وخلال قياس الملابس تمكننا من النظر إلى بعضنا البعض والإشارة فقط بنعم أو لا"، ومِن ثم كانت هناك حفلات كثيرة، من بينها الخاصة بالنجمة ريهانا، وحينها ارتدى روش من دار أزياء "شايابرلي"، معلنا عن عشقه للملابس العتيقة، رغم أنه في نفس الوقت وأثناء وقوفه أمام باب غرفته في بينتهاوس، اعتمد الملابس الرياضية، لكن التي يعود موديلها إلى فترة السبعينات، حيث البدلة الرياضية البوليستر والبنطلون الأسود العتيق، وزوج أحذية رياضية من العلامة التجارية "كونفرس"، وحين فتح باب غرفته كانت هناك أكياس الطعام، والفساتين والأقمسة اللامعة، وغيرها من الملابس.

يصنف نفسه مهندسًا وليس مُنسقًا
ويعرف روش عبر تطبيق "إنستغرام" باسم "luxurylaw" ويتابعه 370 ألف شخصا، وهو الآن نجم تلفزيون يصور العديد من المسلسلات، وأيضا أحد أعضاء لجنة تحكيم برنامج "America’s Next Top Model"، وهو المسؤول عن التحول الكامل في مظهر المغنية الكندية، سيلين ديون، في العام 2016، وكذلك نجم عالم ديزني زندايا، وفي مايو/ أيار، حصل على المركز 12 في قائمة أقوى منسق ملابس لنجوم هوليوود، وهو الآن أقوى مصمم أميركي من أصل أفريقي، في هذا المجال.

ويحب روش أن يرى نفسه كونه مهندسا يخرج صورا رائعة للجمهور، وهذا يعكس التغير الذي طرأ على نجوم هوليوود في العام 2018 بفضله، قائلا "ما أقوم به في عالم الأزياء يشبه دور المهندس المعماري، حيث المسح والتخطيط والبناء، ومصادر المواد، كل ذلك، أنا أفعل نفس الشيء، لكن باستخدام المجوهرات والشعر والمكياج".

ونشأ هذا الرجل المبدع في أحياء ولاية شيكاغو، وهو أكبر إخوته الخمسة، ويقول: "كان الأمر صعبا جدا، لم يكن لديّ ديناميكيات العائلة الأكثر استقرار، لذلك في وقت مبكر، قررت التصرف بطريقتي الخاصة".

التقى زندايا في سن 14
وذهب روش إلى رفوف الملابس النسائية ليرى موديلات الملابس، كما أنه اعتاد فحص ملابس والدته، وبعدها قرر الانتقال إلى لوس أنغلوس، وطار إلى إحدى قاعات التسوق، واقتحم عالم السجادة الحمراء، وحينها التقى زندايا، حيث قال: "حينها كانت تبلغ من العمر 14 عاما، وكانت فتاة جميلة تقف بجانب والدها"، وانتهى به الأمر بعد ذلك إلى اصطحابها والتسوق لحضور أغنية "Never Say Never" لجستين بيبر، وكانت النتيجة النهائية هي حضور النجمة الصغيرة، وهي ترتدي تنورة باللون الأخضر من ألكسندر ماكوين، وسترة فضية من أليف أولفا، ومنذ ذلك الحين تستعين بروش في تنسيق ملابسها.

ومنذ البداية، كان لدى روش خطة لظهور زندايا، حيث يقول "لم يرغب أحد في تنسيق ملابسها حين لم تكن معروفة، لذلك كنت أجعلها ترتدي أشياء يرتديها الآخرون، ولكن بعد ذلك بدأ الناس يعرفها باسمها، ومنذ ذلك الحين أصبح لها أسلوبها الخاص".
ويضيف: "أنا أحب أن ألعب دورا في حياة النساء، وأجعلهن يشعرن بالجمال، فحين ترتدي إحداهن من تنسيقي، أشعر ببداية رحلة جديدة، والشخصية الجديدة التي تظهر في الملابس، هذا يدفعني للجنون حين أراهن في الملابس، ولكن في نفس الوقت هذا هو دوائي"، وفي ما يخص شخصيته، قال: "الأهم هو أن الناس الذي يشبهونني ويأتون من حيث أتيت يرون أم كل شيء ممكن"، وكما هو الحال أصبح روش من أشهر 5 شخصيات من أصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة.

التنوّع أفضل الوسائل في عالم الموضة
ويجادل روش بأنه يجب أن يكون هناك تنوع خلف الكواليس وكذلك على السجادة الحمراء، قائلا: "إذا كنت تناضل من أجل التضمين، فعليك أن تنساب بين الشعر والمكياج، وتنظر إلى المصورين والمهندسين الصوتيين، لكنني أرى أن التنوع والاختلاف هما أساس هذه الصناعة الراقية التي تتميز بالنخبوية".

أرسل روش زندايا إلى مهرجان الأوسكار على السجادة الحمراء، في عام 2015، وهي ترتدي فستانا حريريا باللون الكريمي من فيفيان ويستوود، وحينها كانت تبلغ من العمر 19 عاما، وقد جذبن الأنظار إليها، كما اختار أن يكون شعرها مجعدا كثيفا كالأفارقة، وبمكياج بسيط.

ويفتخر روش بأنه يلعب دورا كبيرا في حياة الفنانات، ويضع بصمته عليهن، ففي العام 2017 وضع بصمته على سيلين ديون في حفلة توزيع جوائز بيلبورد، كما كان منسق ملابسها خارج المهرجان حين ظهرت وهي ترتدي سويت شيرت عليه صورة من فيلم "تيتانيك"، ومن بين النجمات اللاتي ساعدهن في اختيار إطلالتهن، آن هاثاواي، وأريانا غراندي، وعارضة الأزياء روبي روز.