مجموعة جديدة غريبة الأطوار للمتشردين

يعد أسبوع موضة "الهوت كوتور" في باريس، واحدًا من الاحتفالات التي تضم أفخر وأغلي العباءات المصنوعة يدويًا، تلك المصنوعات التي لا يتحمل شرائها سوى أصحاب الثروات وفئات معينة من الناس.

أحدث ديمنا غفاساليا، ضجة عندما بدأ عارضوا الأزياء الرجال الذين يقدمون مصنوعاته في النزول على مدرج العرض في باريس، وهم أناس في منتصف العمر مرتدين أحذية مهلهلة، وملابس رثة ومعطفًا تم تثبيتها برباط العنق، كما ألبس رائد التصميم الجورجي مجموعته الأنيقة، ماركة هوديي لمجموعة من المتشردين في عرض غريب الأطوار حيث ظهرت معاطف بلاستيكية، وأحزمة طويلة بشكل مبالغ فيه.

كما كان الحال غالبًا منذ ظهور الماركة الجديدة علي الساحة عام 2015، لم تكن رسالة ومفهوم المجموعة الجديدة لها واضحة لكن هذا لا يعوق قدرة غفاساليا على أسر النخبة من خلال أزيائه. المظهر المتدني والخارجي نظرًا للالتواء الكائن بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، كان واحدًا من عروض باريس حيث كسر غفاساليا القوالب النمطية  لمعرض الفن المقام في مركز بومبيدو، وكانت باريس هي "مدينة النور" بكل ما فيها من عظمة وفقر.

نزل على مدرج العرض ضمن تلك المجموعة مرتديًا الفراء المتعجرفين والمغلفين بشراسة الطبقة العليا، عرضه سائح ألماني وهو يرتدي سترة شفافة مضادة للمطر وسروال قصير وجوارب بنية على الحذاء الرياضي، كما قدم العرض عامل مكتب ببدلة غير متناسقة ومعطف.

ظهر غفاساليا، الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، وكأنه يحمل مرأة ساخرة من عاصمة الموضة في العالم، ومن نفسه من خلال بيع ملابس الفقراء للأغنياء، وقال غفاساليا، الذي رحل عن وطنه بعد أن مزقته الحرب عندما كان طفلا متجهًا لألمانيا: "إن ركوب المترو يلهمه خلال العبور على  واحدة من أفقر وأكثر أجزاء باريس تنوعًا".

وجه انتقادات شديدة لمحب "باريسيني" حيث تلك الأحياء الفقيرة، التي يبرز فيها التناقض الشديد مع الطبقة العاملة واللعب على التحيزات القديمة ضد الفقراء، أثار ذلك العرض الغريب قليل من الضحك بصوت عالٍ، عند عرض موديل جوني هاليداي على شاكلة رعاة البقر الباريسي مرتدين سرواله الجينز وذلك القميص الأخضر الذي يرتديه السائح الألماني وكتب عليه عنوان أغنية البوب شلاغر "أنا محظوظ جدًا للمجئ من أوسنابروك"، غالبًا ما يعرض غفاساليا في أسبوع "هوت كوتور" فستان زفاف. 

كما يقدم ضمن مجموعته الأنيقة بدلة وعادة ما يجد الأصوليون صعوبة في تقبل أن شخصًا ما يعيد تقطيع ويعيد عمل في الملابس الموجودة في أسبوع الأزياء، إلا أن تلك الملابس جميعها ملابس جاهزة، لكن لكل ابتكار من ابتكارات غفاساليا شعار مثل "أكمام الغوريلا" وغير ذلك من شعارات.