فيلم "سبوت لايت"

كان من المتوقع حصول فيلم "سبوت لايت"، لكاتبه ومخرجه "توماس مكارثي"، على إحدى جوائز الدورة الـ88 من "الأوسكار"، مع استبعاد حصوله على جائزة أفضل فيلم، بسبب عادة انتصار الصورة في كثير من الأفلام التي حازت هذه الجائزة في أعوام فائتة، لكن "أوسكار" هذا العام جاء ليعيد الأمل في قيمة السيناريو وقيمة القصة التي يجب أن تتوافق مع عرض وإدارة يحترمان شكل تقديم الحكاية، ولذلك فحصول الفيلم على أوسكار أفضل سيناريو أصلي كانت واردة، وبالرغم من أن العادة أن يحصل صاحب أوسكار أفضل مخرج على جائزة أفضل فيلم، إلا أن هذه المعايير اختلفت هذا العام، فحصل أليخاندرو غونزاليس إناريتو، مخرج فيلم "العائد" على أوسكار أفضل مخرج، وحصل "سبوت لايت" على جائزة أفضل فيلم، وانتصر ايضًا لدور الصحافة في كشف أهم القضايا التي تعتبر من الخطوط الحمراء.

ويدور الفيلم حول فريق تحقيق استقصائي في صحيفة "بوسطن غلوب" يتكون من أربعة صحافيين، استطاعوا بمهنية أن يطيحوا بسمعة الكنيسة الكاثوليكية في بوسطن التي تورطت بتعيينها قساوسة متورطين بالتحرش الجنسي بالأطفال، إضافة الى أن الفضيحة أدت إلى استقالة "برنارد لوو" كاردينال بوسطن سنة 2002. والأهم من ذلك شهادة الضحايا بعد أكثر من 30 عامًا على تلك التحرشات، إضافة الى تورط الأمن وبعض المحامين في طمس كل الحقائق والدلائل على تلك الأفعال، فالحكاية بدأت مع قضية قس واحد لتنتهي بأكثر من 200 قس متورط.

الفيلم الذي أدى دور البطولة فيه مارك رافالو، مايكل كيتون، رايتشل مكادامز، ييف شرايبر، جون سلاتري وستانلي توكسي، لم يسلط الضوء في طريقة التحقيق الصحافي على الكنيسة فحسب، بل تناول فساد الشرطة والهيئة التشريعية وبعض السياسيين في بوسطن.