القاهرة – محمود الرفاعي
توفي الفنان العالمي عمر الشريف ظهر الجمعة عن عمر يناهز 83عامًا، بعد مسيرة فنية طويلة قدم خلالها عشرات الأفلام العربية والعالمية التي نال عليها أعلى وأغللى الجوائز.
ولد عمر في 10 نيسان/أبريل 1932 باسم ميشيل ديمتري شلهوب في الإسكندرية من أسرة كاثوليكية، كان والده يعمل تاجر أخشاب، وطيلة فترة شبابه كان مولعًا بالفن إلى أن التحق بمسرح مدرسة فيكتوريا كوليدج وكان زميلًا للمخرج العالمي يوسف شاهين.
وكانت بدايته في السينما عندما التقى المخرج يوسف شاهين الذي علم بقصة حبه للتمثيل وقدمه في دور البطولة أمام فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" الذي لقي الكثير من الجماهيرية الذي جعل عمر الشريف وفاتن حمامة ثنائي لايفترق، وفى عام 1955 تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة التي أنجبت له طارق، وفي أوائل الستينات التقى بالمخرج العالمي دافيد لين الذي اكتشفه وقدمه في العديد من الأفلام، ومع انشغال عمر بالعالمية بدأ في إهمال زوجته وبيته مما أدى إلى انفصاله عن فاتن حمامة في منتصف السبعينات.
وحقق نجاحًا منقطع النظير في فيلمه الأول "لورنس العرب Lawrence of Arabia" في عام 1962 لقي شهرة جماهيرية كبيرة وأصبح العالم الغربي كله يتابع أفلامه. واستمر عمر مع نفس المخرج دافيد لين (David Lean) ليلعب عدة أدوار في عدة أفلام منها فيلم دكتور جيفاغو وفيلم "الرولز رويس الصفراء (The Yellow Rolls Royce) وفيلم "الثلج الأخضر Green Ice"، وغيرها الكثير في الأعوام التالية، وفي السبعينات، مثّل فيلم "الوادي الأخير The Last Valley" عام 1971، وفيلم " بذور التمر الهندي The Tamarind Seed"، "Jaggernaut" عام 1974، إلا أنها لم تلاق النجاح المنتظر نظرًا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية ذلك الوقت. وبعد ذلك قل ظهوره مما دفعه إلى تمثيله أدوار مساعدة مثل دوره في فيلم "النمر الوردي يضرب مجددًا The Pink Panther Strikes Again" عام 1976.
وأدى عمر الشريف أدوارًا كوميدية منها دوره في فيلم "السر Top Secret" عام 1984، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية واكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات وكضيف شرف الذي يساعد ظهوره لدقائق في أي فيلم على نجاحه كما في فيلم "المحارب الثالث عشر The 13 Warrior" عام 1999، كما ظهر أيضًا في الكثير من الأفلام التلفزيونية.
واشتهر عمر الشريف في أفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء، بينما مثل في أفلامه العربية جميع الشخصيات الهزلية والأدوار الجادة والرومانسية والكلاسيكية، وفى أثناء غيابه عن مصر كان لايتوقف عن العمل في مسلسلات إذاعيه مصرية منها "أنف وثلاث عيون" و"الحب الضائع"، وبعد انحسار الأضواء العالمية عنه عاد إلى مصر في التسعينات وتفرغ للعمل العام.