حي السيدة زينب

يعتبر حي السيدة زينب هو من الاحياء الشعبية الأكثر شهرة في مصر والعالم العربي على حد سواء وذلك لما يحتويه من علامات فارقة في تاريخ مصر مما أثرت في إعادة تكوين  الشخصية المصرية، وسمي  بهذا الاسم نسبه الى وجود مسجد السيدة زينب حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي جاءت الى مصر حاملة رأس اخوها سيدنا الحسين بعد مقتله واتخدت من القاهرة حماية ، بسبب حب اهل مصر لآل البيت


حي العراقة والتاريخ
وأكد رئيس تحرير الهلال السابق، الاديب محمد الشافعي، أن حي السيدة زينب له صفة تاريخيه خاصة وتمثلت هذه العراقة  ان هذا الحي هو الذي احتضن في أوائل القرن الماضي كفاح زعيم الامة سعد زغلول ضد الانجليز فبيت الامة كما اطلق عليه المصريين وهو بيت سعد زغلول يبعد حوالي امتار قليلة عن مسجد السيدة زينب  وكانت اجتماعاته في رموز الكفاح في ذلك المنزل هي النواه الأولى لثورة 1919


الأكلات الشعبية الثقافة الإنسانية  
وأشار صاحب أحد محلات الاكلات الشعبية، الأستاذ محمد رضا، إلى أن حي السيدة زينب يتسم بعدة سمات أهمها انه متكاتف  وكل من يعمل في الحي يحاول بقدر الإمكان ان يكرم زائري الحي والمسجد الخاص بالسيدة زينب رضي الله عنها، مضيفًا أن  لهذا الحي تاريخًا ثقافيًا بارزًا ، مشيرًا إلى أن مدرسة السنية تقع في الشارع المواجهة للمسجد هي اول مدرسة للفتيات في مصر وكانت تستقبل أوراق الممتحنين في الثانوية العامة على مدار عشرات الأعوام فكانت هذه المدرسة بها مستقبل تعليم مصر، بالإضافة الى وجود مدرسة الخديوية الثانوية التي تعلّم فيها كبار الشخصيات العامة وهي تقع على طول الطريق المؤدي الى الميدان، ومن اشهر من تخرج فيها ( أمير الشعراء احمد شوقي و الزعيم مصطفى كامل والفنان محمود المليجي )

وكشف رضى عن اشهر الاكلات في الحي وهي "الفول والطعمية ومن اشهر المحلات هنا سلسلة محلات عائلة ( الجحش) وسوبيا الرحماني اشهر من صنع مشروب السوبيا في مصر ومعروف هذا المشروب في هذا الحي .. وأيضا لحمة الراس والمومبار البلدي .. وانتشرت هذه الاكلات في الحي لأن المذبح الذي كان يتولى ذبح الماشية كان يقع خلف مسجد السيدة ولكنه نقل في عهد الرئيس السابق مبارك حمايه لسكان الحي من المشاجرات التي كانت تحدث داخله".


الشيخ محمد رفعت
وأكد الأستاذ حسن مظهر موظف على المعاش واحد قاطني حي السيدة، أن هذا الحي يتميز بعدة طقوس لا توجد في كثير من الاحياء الشعبية فمثلا في مولد السيدة زينب أغلب سكان الحي القدامى يقدمون الولائم إلى زائري السيدة وكل بيت يفتح بابه لمن يريد أن يرتاح، مضيفًا ان الشيخ محمد رفعت احسن من قرأ القرآن في العالم كله كان يقرأ في هذا الحي وفي مسجد السيدة في بداية حياته وكل من كان يريد ان يسمعه يأتي ويسمعه في صلاة الفجر

وأوضح مظهر أن كان حي السيدة كان ملهمًا لكثير من المبدعين فكان صلاح جاهين يأتي الى هنا متأملا في اركان هذا الحي يوميًا في رمضان حيث انه كان يعمل في مجلة صباح الخير القريبة من ميدان السيدة، وأضاف : "كنا نشاهد أيضا احسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وفضيلة الامام محمد متولي الشعراوي، والأديب الراحل محمد جلال الذي كتب عدة مؤلفات عن الحي مثل ( قهوة المواردي وحي المنيرة )" .

وكشف مظهر أن  يوم الاحد من كل أسبوع يصلي الناس الفجر مجتمعين وهناك من يقوم بتوزيع الإفطار على المصلين لان السيدة زينب توفيت يوم الاحد