بيروت ـ أحمد الحاج
كشفت المخرجة والكاتبة والممثلة السينمائية اللبنانية تالة خليل التي ستبدأ تصوير المرحلة الاخيرة من فيلمها في بيروت إن قصة الفيلم التي نالت إعجاب منتجين عالميين أنها تعكس جانبا من حياتها والعيش في الغربة لعقدين من الزمن.ووصلت تالة خليل المقيمة في العاصمة البريطانية لندن، مساء الثلاثاء، إلى بيروت لاستكمال تصوير مشاهد فيلمها "Lossing Lana".
ولفتت تالة في مقابلة معها على قناة OTV اللبنانية أنه "كان من المخطط أن يتم تصوير العديد من المشاهد في بيروت ولكن بسبب الاوضاع في لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت وانتشار
فيروس كورونا بقينا نمدد المواعيد، واليوم نحن هنا في بيروت لاستكمال التصوير كما يلزم والمشاهد الخاصة بالشخصية الرئيسية في قصة الفيلم.وأشارت أنها كتبت قصة الفيلم وهي تعتبرها شخصية وتحدي بالنسبة لها وتعكس ماضيها ولم تكن تتوقع أن تتحول قصتها لفيلم وأن تمثل هي فيه ولم تخطط لذلك ابداً.وصرحت تالة أنها عرضت قصتها على العديد من الاشخاص وعبروا عن أحاسيسهم اتجاهها وشجعوها أكثر على خوض تجربة التمثيل وهذا ما حصل.
وكشفت أنه كان "هناك ممثلة عالمية ولكن إثر إرجاء التصوير بسبب انتشار فيروس كورونا لم تستطع القدوم معنا إلى بيروت وأكثر عمليات التصوير حتى الان كان داخل أستوديو في بلغاريا، عندها كان موقف المخرجة بأن لا خيار لدينا إلا أن أمثل مكانها رغم أنني لم أخوض تجربة التمثيل من قبل، وشرحت فكرتها بأنني أعرف السيناريو أكثر من أي شخص آخر، وبدأنا التصوير".وتابعت تالة: " هذه التجربة كانت أكثر شيء فوري قمت به في حياتي ولأن ما قمت به في التمثيل لم أستطع القيام به في الحقيقة".
وأكدت أن الفيلم سيكشف عند عرضه إذا أنها ممثلة حقيقة أم لا.
ووصفت خليل الممثل المغربي الفرنسي أسعد بواب الذي يشاركها في الفيلم بأنه المعلم الافضل لها بسبب النصائح والتعليمات التي قدمها لها وتعليمها طريقة التمثيل وهو قام بالعديد من الاعمال لـ"نتفليكس".وعبرت عن سعادتها بفريق العمل العالمي ومتعدد الجنسيات، مع منتجة لبنانية، وأميركي ومخرجة إيرانية إلى جانب المخرج اللبناني رودني حداد، ووصفت الجو الذي يجمعهم بالعائلي.وأضافت تالة أنها ما زلت حتى الآن تنتقد نفسها في قصتها وأنها كانت يجب أن تتصرف بطريقة مختلفة، وشددت على أن بيروت والشعب اللبناني هم قلب الفيلم، مؤكدة أن لا شي يعوض التصوير في لبنان وتصوير شعبه لأنه مكان فريد من نوعه وشعبه مميز.
وعبرت أيضا عن سعادتها وشعورها خلال لقائها مواطنين لبنانيين بعد 20 عاماً في الاغتراب وأن هذا الاحساس لا تشعر بها إلا في لبنان.وختمت تالة أنها لم تكن تتوقع أن تصل لهذه المرحلة وتتمنى أن تنشر الأمل لباقي منتجي الافلام ويجب على كل شخص أن يؤمن بحلمه.وقصة الفيلم، الذي لعبت تالة الدور الأساسي فيه، كان محوره علاقتها، بوالدها، الذي انقطعت عن رؤيته عقدين من الزمن، والتي كانت كافية ليدور في مخيلتها الكثير من الأفكار. وكانت مناسبة مرضه، في بيروت في العام 2014، وهي بعيدة عنه كل هذه السنوات.
ما أشعل عزيمتها على الكتابة عن كل ما اعتراها من مشاعر وأحاسيس، قبل أن تصل إلى قناعة أنه لا بد من اللقاء، ومواجهة الواقع، ولو من باب السعي للتصالح مع حقائق عاشتها كل هذه السنوات.
لكن القدر كان بالمرصاد ولم يحصل ما كانت تاله تمني النفس بحصوله. لكن ما عكسه الفيلم، والدور الذي لعبته، كان في الحقيقة، أكثر جرأة مما حصل على أرض الواقع. حين سعت للتوجه إلى بيروت، للتصالح مع ذاتها، ومع والدها، من دون أن يعكس ذلك النية للتسامح مع ما خلّفه الفراق من شؤون وشجون.ومنذ اللقاء الأول بين المخرجة تينا وتالة في بداية شهر شباط/فبراير 2020، وما تلاه لاحقا من لقاءات، بدأ العمل الجدي لتحويل النص المكتوب على الورق والمرسوم في مخيلة تالة، إلى حقيقة واقعة، عندما بدأ التصوير للفيلم ينفَذ بعد عام بالتمام والكمال،أي بداية شهر شباط/فبراير العام 2021.
يذكر أن تالة ولدت لأم دبلوماسية مخضرمة، هي السيدة إنعام عسيران. وأبٌ، هو رجل الأعمال علي رمضان، عاشت عشرين عاما تقريبا، متنقلة في عواصم العالم بعيدة عن وطنها الأم، لأسبابٍ، لا مجال لذكرها الآن. ولطالما كانت تالة تحلم بأن تدخل عالم الإخراج من بابه الواسع. ورغم محاولة الأم ثنيها عن ذلك، ودفعها لاختيار حقل آخر. كان اختيارها دراسة التسويق والعلاقات العامة في جامعة ويستمنستر وسط العاصمة البريطانية، لندن، ما تم التفاهم بشأنه، قبل أن تعود الطامحة إلى ولوج عالم السينما لتتَعلم فن الاخراج السينمائي في جامعة لندن "يو سي أل"، ولتحقَق ما كان يجول في خاطرها وتحلم به منذ زمن.
قد يهمك ايضاً