دمشق- صوت الامارات
صدمة حزينة تعرض لها الوسط الفني العربي، برحيل المخرج السوري، حاتم علي، عن عمر يناهز الـ 58 إثر أزمة قلبية مفاجئة تعرض لها أثناء إقامته بمصر.وفي معلومات لا يعرفها الكثير، حاتم مواليد 1962 وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1986 قسم التمثيل، وبدأت حياته الفنية كممثل بصحبة المخرج هيثم حقي، عندما شارك في مسلسل "دائرة النار".ابن الجولان السوري، الذي ظل مهموما بأحوال الفن العربي حتى رحيله، لا يهمه كم الأعمال التي يقدمها بقدر اهتمامه بالجودة، ولعل حزنه على أوضاع الدراما السورية، دفعه للحديث قبل سنوات عما يجري.
واحدة من أهم أقواله كما قال في احدى التصريحات، أنه لا توجد صناعة سينما بالمعنى الاحترافي داخل الوطن العربي سوى بمصر، وهو أمر له أسباب تاريخية، مشددا على أن القطاع العام في سوريا عليه تحمل تبعات تجربته الفاشلة، بعد أن تم وأد القطاع الخاص."الأموال الكثيرة لا تعني بالضرورة عملا فنيا متميزا".. ربما هي واحدة من أهم الجمل التي ذكرها المخرج حاتم علي في لقاءات سابقة، لذلك كان يحرص دوما على أن تترك أعماله بصمة لدى المشاهدين والصناع.كما شدد الراحل على أن الحرية هي أساس الإبداع، والعالم العربي يحتاج إلى مساحة من الحرية لخلق بيئة ثقافية واجتماعية، خاصة أن الأزمة لا تتعلق بعدم وجود مواهب بقدر تعلقها بكيفية إدارة وتطوير هذه المواهب.وتميزت أعمال كثيرة أخرجها علي بضخامة الإنتاج، بينها خصوصا مسلسلات تاريخية تروي حقبا هامة في التاريخ العربي والإسلامي.ومن أبرز هذه الأعمال "صلاح الدين الأيوبي" الذي عُرض في 2001 وتخطت شهرته حدود العالم العربي. كذلك الأمر مع مسلسلي "الملك فاروق" (2007) و"عمر" (2012) اللذين استحوذا على اهتمام كبير في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأثرى المكتبة التلفزيونية بأعمال كثيرة استقطبت اهتمام ملايين المشاهدين العرب، من أبرزها مسلسل "الفصول الاربعة" وهو من أشهر الإنتاجات التلفزيونية السورية في العقدين الماضيين.هذا وأخرج حاتم علي 49 عملا، ولعل مسلسل "الزير سالم" الذي عرض قبل 20 عاما كان بمثابة التحول في مسيرة المخرج السوري، بعدما فرض نفسه وقتها على الساحة الإخراجية. العمل في مصرواتجه للعمل في مصر، وقدّم مسلسلات منها: "تحت الأرض" لأمير كرارة ودينا الشربيني، "حجر جهنم" لكندة علوش وشيرين رضا وإياد نصار، "كأنه امبارح" لرانيا يوسف وأحمد وفيق.كما أنجز ثلاثة أفلام روائية طويلة: "العشاق" 2005، "سيلينا" 2009، و"الليل الطويل" 2009 الحائز على جائزة ثور تاورمينا الذهبي وجائزة النقاد الكبرى في أوسيان سيني فان في الهند، وله فيلم روائي قصير" شغف" 2005 إنتاج المؤسسة العامة للسينما.وأشرف على إنتاج مسلسلات للتلفزيون عبر تأسيسه شركة صورة للإنتاج الفني، ومنها: "مطلوب رجال" 2010، و"المنتقم" 2012".
متزوج ولديه ولدان.. وتعرض للفص الراحل متزوج من الكاتبة السورية، دلع الرحبي، ولديه منها ولدان، كما أنه تعرض من قبل للفصل من نقابة الفنانين السوريين بدعوى عدم تسديده للرسوم.إلى جوار الإخراج برزت موهبة الكتابة، ولعل فيلم "زائر الليل" الذي صدر في نهاية التسعينيات كان دليلا على ذلك، بعدما حصد ذهبية مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون.آخر مسلسل مع روبى كما نال جائزة أفضل مخرج من مهرجان القاهرة للإعلام العربي عن مسلسل "الملك فاروق" الذي عرض في العام 2007، وكان واحدا من أنجح المسلسلات العربية.حاتم علي الذي نال شهرة كبيرة على صعيد الأعمال التاريخية، رحل بعد أن كان مسلسل "أهو ده اللى صار" لروبي وأحمد داود ومحمد فراج الذي عرض العام الماضي، هو الأخير في مسيرته الفنية، ليرحل صاحب أعمال "عمر" و "العراب" و "حجم جهنم" خلال التحضير لمسلسل جديد كان يتناول فترة الاحتلال العثماني للوطن العربي.
وفاة لأسباب طبيعية وتوفي المخرج والممثل السوري البارز حاتم علي في القاهرة، وقال مسؤول أمني في القاهرة لوكالة فرانس برس إن علي توفي داخل غرفته في أحد فنادق القاهرة "لأسباب طبيعية"، لافتا إلى إبلاغ السلطات المصرية سفارة سوريا في القاهرة بالوفاة "واستدعاء مسؤول منها لحضور مراسم استخراج تصريح الدفن".وقد نعت نقابتا المهن التمثيلية في مصر وسورية عبر فيسبوك المخرج الراحل.وكتب المخرج السوري الليث حجو وهو صديق مقرّب للمخرج الراحل، عبر صفحته على فيسبوك "لم يرضَ هذا العام أن ينتهي دون أن يعصر قلوبنا وأرواحنا بالحزن على فراق الأحبة"، مبديا "بالغ الحزن" على وفاة "الأستاذ والصديق و الشريك حاتم علي".رحيل موجعكذلك كتب الممثل ومقدم البرامج السوري أيمن زيدان الذي تعاون مع علي خصوصا في المسلسل التاريخي "ملوك الطوائف" سنة 2005، عبر فيسبوك "يا لهذا الرحيل الموجع (..) أما سئمت أيها الموت من خطف الأحبة حاتم رحيلك أوجع من كلمات الدنيا".كما نعى الممثل ومقدم البرامج السوري باسم ياخور المخرج الراحل، قائلا في منشور عبر فيسبوك "ترجل الفارس مبكرا عن صهوة جواده تاركاً في قلوب الكثيرين غصة" و"إبداعات لن تنسى".
قد يهمك ايضأ: