القاهرة _ فاطمة علي
ظهرت فكرة ورش الكتابة الدرامية منذ أعوام قليلة، واعتبر المنتجون أنها فرصة جيدة للهروب من المبالغ الكبيرة التي يتقاضاها بعض كتاب الدراما المعروفين، وحاولت "صوت الإمارات" أن تتعرف على آراء النقاد في ورش الكتابة، وهل هم بديل حقيقي عن كبار الكتاب، أم ليس لديهم الخبرة الكافية في المجال.
في البداية، تحدث الكاتب الكبير بشير الديك، رافضًا فكرة ورش الكتابة الدرامية، لأنها تبتعد عن فكرة الروح الواحدة للعمل، إذ أن العمل الدرامي عبارة عن بناء متكامل ولا يمكن فصل السيناريو عن الحوار، مضيفًا أنه رغم نجاح بعض تجارب ورش الكتابة إلا أن التوافق الكامل لم يكن موجودًا بشكل كافي، لأن العقل البشري واحد ولا يمكن تجزئته، فمثلًا التوأم لا يكون لهم نفس طريقة التفكير، ولكن يجوز أن يكون هناك شخص مسؤول عن قصة العمل وآخر يكتب السيناريو والحوار، وهذا حدث في روايات كبار الكتاب، مشيرًا إلى أن لجوء بعض المنتجين لورش الكتابة هو نوع من الاستسهال وتوفير النفقات، موضحًا أن ورش الكتابة ستنجح في أعمال وتفشل في أخرى.
أما الناقدة ماجدة خير الله، فترى أن نجاح ورش الكتابة الدرامية يتوقف على وجود شخص متخصص متابع للكتابة أو للورشة، ويقوم بنظام الإشراف على الكتابة ويكون على علم بطريقة تفكير الكتاب في الورشة، وهذا يعني أن نجاح ورش الكتابة الحكم عليها سواء بالسلب أو الإيجاب يتوقف على وجود قائد متخصص في الكتابة ومتابع لكل تفاصيل كتابة العمل.
من جانبه، يعتبر الكاتب وليد يوسف، أن ورش الكتابة ليست ظاهرة جديدة بل هي موجودة بطريقة أخرى، فمثلًا قبل بداية كتابة أي عمل يتم عقد جلسات عمل مع صاحب قصة العمل والمخرج والبطل، وهي أشبه بورش الكتابة ويتم فيها الاتفاق على الخطوط العريضة للعمل ومن ثم يقوم الكاتب بكتابة السيناريو والحوار، وهذا كله لصالح العمل فقد يتدخل المخرج في حذف أو إضافة جمل حوارية من النص قد تكون غير مناسبة من وجهة نظره، مضيفًا أنه ليس ضد فكرة ورش الكتابة لأنها تثري الدراما بأفكار جديدة.
فيما أكدت المؤلفة سماء عبدالخالق، التي شاركت في كتابة مسلسل "حلاوة الدنيا"، أن الكتابة كانت تتم تحت إشراف السيناريست تامر حبيب، وقد سبق وشاركت أيضًا في كتابة مسلسل "غراند أوتيل" العام الماضي، وحقق نجاحًا كبيرًا، وهذا سبب تكرار التعاون بينهم، مضيفة أن نجاح ورش الكتابة يعتمد في الأساس على التوافق والارتياح وهو أيضًا سبب كبير في نجاح أي عمل.