تظاهرة لانصار مرسي

برغم التخوف الكبير الذي صاحب فناني مصر ومبدعيها بعد تولي الرئيس المعزول محمد مرسي لمقاليد الأمور العام الماضي، نتيجة لبعض التصريحات المعادية للفن التي خرجت من مؤيدي التيار الإسلامي، إلا أن التجربة أثبتت أن هؤلاء لم يتركوا فرصة إلا واستغلوها للإستفادة من شهرة فناني مصر وكان آخرها الإدعاء على البعض منهم بأنهم من مؤيدي مرشح جماعة الإخوان في الرئاسة المصرية.
 في الأيام التي أعقبت ثورة 30 حزيران/يونيو ظهرت اللجان الإلكترونية المؤيدة للإخوان بكثافة للدفاع عن رئيسهم السابق، وابتكار أساليب جديدة لذلك متخذين مبدأ  "الغاية تبرر الوسيلة" حيث دأبوا على سرقة الحسابات الخاصة ببعض الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، مستبدلين صورهم بصورة مرسي وكتابة بعض "البوستات" التي تروج لفكرة أن ما حدث في مصر إنقلاب وليس ثورة شعبية خرج فيها الملايين، وكانت آخر ضحايا هؤلاء اللصوص الفنانة زينة والتي سٌرق حسابها الخاص، وتضمنت صفحتها بعض الكلمات التي تُعلن تأييدها للرئيس المعزول محمد مرسي، وتقول إن زينة ذهبت إلى ميدان رابعة العدوية لتأييده والمطالبة بعودته، مما دفع الفنانة الشابة لنفي هذه التصريحات وتؤكد على تأييدها لقرارات عبدالفتاح السيسي.
وقبل عملية السطو الأخيرة بأيام قليلة كان قد تم سرقة الحساب الخاص بالفنانة بسمة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكتب سارقها عدد من التصريحات على لسان بسمة منها : "أخيراً قررت ارتداء الحجاب واعتزال الفن لرعاية إبنتي الحبيبة نادية، وأتمنى عودة الدكتور الرئيس محمد مرسي رئيس كل المصريين في القريب العاجل إن شاء الله، كما كتب مخترق الحساب أيضا : "قررت الانضمام لإخواني المسلمين حقنا لدماء المصريين، والإضراب عن الفن لحين عودة الدكتور محمد مرسي، الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد.
ووضع مخترق الحساب صورة كبيرة لشعار الإخوان المسلمين، وصورة أخرى للرئيس المعزول محمد مرسي، ثم هدد مخترق الحساب بعد اكتشاف سرقة الحساب من قبل أصدقاء بسمة قائلًا : "كل يوم هاخترق حساب علماني جديد".
كما تعرضت الصفحة الخاصة للفنانة نيرمين الفقي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي للقرصنة، من قبل من ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين.
وفوجئت الفقي بقيام مجهولين بنشر صور الرئيس المعزول مرسي على صفحتها وكتابة عبارات مؤيدة له، بالإضافة إلى إرسال رسائل هجوم ضد أصدقائها.
وقالت الفقي أن ما "حدث أمر متوقع لاسيما أن اللجان الإلكترونية للإخوان، تعمدت القرصنة على حسابات النجوم وكتابة عبارات مؤيدة للمعزول، ظناً منهم أنهم قد يؤثرون على الرأي العام بهذه الطريقة".
وكان عقب ثورة الـ 30 من يونيو مباشرة استنكر الفنان خالد صالح ما نشره أحد المواقع الإلكترونية نقلاً عن حساب وهمي له على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" حول طلبه من شرفاء الجيش المصري وقف الاعتداء على المصريين وسحب إعلان السيسي ورفضه للإنقلاب، وهو كلام بعيد تماماً عن الصحة، لاسيما وأنه كان من أوائل الموجودين في الميادين يطالب برحيل محمد مرسي والنظام بأكمله وكان في كثير من الأوقات يترك تصوير مسلسله الجديد "فرعون" والذي عٌرض على الشاشات في رمضان المنقضي من أجل رفض مايحدث لمصر، وكان الفنان خالد صالح قد أكد أكثر من مرة في تصريحات لـ "العرب اليوم" أثناء فترة الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بأنه لايملك أي حساب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ولا صفحة رسمية على "فيسبوك"، وهو الأمر الذي يثبت سعي الجماعة الحثيث نحو الاستفادة بكل ما أوتوا من قوة بشهرة الفنانين من أجل إبراز مطالبهم.
وفي نفس الإطار كان النجم أحمد عز قد نفى تماماً علاقته بالحساب الذي يحمل اسمه على "تويتر"، وطالب عز وقتها من جمهوره ألا ينساقوا وراء هؤلاء المدعين، وأنه في حالة تدشينه لحساب على أي من مواقع التواصل الإجتماعي من المؤكد أنه سيعلن عنه، ليتواصل مع جمهوره.
وكان هذا الحساب كثيراً ما ينشر تصريحات على لسان عز، مبرزاً أراء سياسية تٌعلن تأييده للرئيس مرسي، مستعيناً ببعض الأخبار الفنية التي تخصه لخداع جمهوره.
وكنا من قبل في "العرب اليوم" أيضاً تابعنا مع الفنان آسر ياسين نفيه المستمر لكل ما نشر في فترات سابقة على مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، و "تويتر"، والتي كانت تشير جميعها لتأييده للرئيس مرسي ورفضه لكل محاولات الخروج عليه، مؤكداً أن ليس له علاقة بكل هذه الحسابات التي تصدر عنها تصريحات وأراء على لسانه، مستنكراً وقتها لموقف بعض المواقع التي كانت تتغاضى عن نفيه المستمر لامتلاكه لهذه الحسابات ونقل أراء وهمية عنه لغرض في نفسها هي فقط.