الفنانات نادية لطفي وإلهام شاهين ونيللي

قدمت الفنانات نادية لطفي وإلهام شاهين ونيللي، أعمالًا اعتبرت من علامات السينما المصرية، فهن من أهم الفنانات في مصر والوطن العربي، ويحتفل العرب اليوم 3 يناير/كانون الثاني بذكرى ميلاد جميلات الشاشة العربية.

ولدت الفنانة القديرة نادية لطفي، في حي عابدين في القاهرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية في مصر عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما واختار لها الاسم الفني (نادية لطفي) اقتباسا من شخصية فاتن حمامة نادية في فيلم لا أنام للكاتب إحسان عبد القدوس، واسمها الحقيقي "بولا محمد لطفي شفيق".

وتألقت في العديد من الأفلام بعضها مع الفنانة سعاد حسني مثل (السبع بنات). وقدمت عملًا تلفزيونيًا واحدًا وهو "ناس ولاد ناس" وعملًا مسرحيًا واحدًا وهو "بمبة كشر"، وكان لها نشاط ملحوظ في الدفاع عن حقوق الحيوان مع بداية ثمانينات القرن العشرين. واعتبر دورها في "السمان والخريف" لم يكن سهلًا، فالفنانة نادية لطفي بملامحها البريئة احتاجت إلى مجهود خرافي لكي تتحول إلى "ريري" فتاة الليل التي ينتشلها البطل من الطرقات. وحينما عُرض على نادية الدور كانت قد حسمت أمرها برفض الدور، ولكنها ترددت قليلًا وفكرت في رسم ملامح الشخصية أولًا قبل أن تعطي جوابها النهائي، وبالفعل أحضرت ملابس تتناسب مع شخصية فتاة الليل وارتدتها وقامت بعمل الماكياج الذي ظهرت به بعد ذلك.

وكانت بالمصادفة على موعد مع الأديب الراحل أمين يوسف غراب، واستقبلته بنفسها وهي مرتدية شخصية "ريري" دون أن تكشف حقيقتها، وبالطبع لم يتعرف عليها بل قال لها بلهجة شديدة "فين ستك، إنتي جديدة هنا ولا إيه، ازاي مش عرفاني". ولم تتمالك الفنانة الشقراء، نفسها من الضحك وهنا فقط عرفها غراب من ضحكتها المميزة، وأعجب كثيرًا بتقمصها لتلك الشخصية وهو ما حفزّها على قبول الدور، وأصبح الفيلم إحدى علامات مشوارها الفني وعلامة هامة في تاريخ السينما المصرية.

وتزوجت نادية لطفي، في حياتها ثلاث مرات، الأولى كانت عند بلوغها العشرين من عمرها من ابن الجيران الضابط البحري "عادل البشاري" ووالد ابنها الوحيد أحمد الذي تخرج من كلية التجارة ويعمل في مجال المصارف، والثانية من المهندس "إبراهيم صادق شقيق"، وكان هذا في أوائل سبعينات القرن العشرين ويعتبر أطول زيجاتها، والثالثة من "محمد صبري".
أما الفنانة إلهام شاهين ولدت في حي مصر الجديدة في القاهرة عام 1962. ودرست في مدرسة نوتردام ثم حصلت على بكالوريوس معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل عام 1982، بدأت العمل في المسرح عام 1980 وقد تحدد لها أجر مبلغ 100جينه وبعد الضرائب والدمغات وصلت إلى 70جينه اشترت بهذا المبلغ خاتمًا لا زالت تحتفظ به حتى الآن.

وبدأت حياتها الفنية، عندما قدمها المخرج كمال ياسين في مسرحية حورية من المريخ، وقدمت العديد من المسرحيات منها قنبلة الموسم، المتحذلقات، المصيدة، بستان الوهم، النسانيس.

وكانت انطلاقة إلهام شاهين السينمائية فعليًا في فيلم "أمهات في المنفى" عام 1981 ثم العار عام 1982 الذي كان بدايتها الحقيقية وبداية معرفة الجمهور بها. وتعد فترة الثمانينات، الفترة الأكثر رواجًا في السينما لإلهام شاهين حيث قدمت خلالها 33 فيلمًا منها لا تسألني من أنا، العبقري خمسة، موت سميرة، الهلفوت، رمضان فوق البركان، السيد قشطة، كما قدمت مسلسلات عديدة منها محمد رسول الله جزء 3، أبواب المدينة جزء 2، رحلة عذاب، وقال البحر، أخو البنات، الشيطان والحب، دوامة الحياة.

وكانت أكثر سنوات ازدهارها وتألقها عامي 1986 و1987 حيث قدمت خلال عام 1986 وحده 10 أفلام منها نأسف لهذا الخطأ، سترك يا رب، احترس عصابة نساء، السكاكيني، محامي تحت التمرين، وعد ومكتوب، ابنتي والذئاب، رغبة وحقد وانتقام، وقدمت مسلسل ناس مودرن. وخلال عام 1987 قدمت 8 أفلام منها الهاربات، لقاء في شهر العسل، عطشانة، بنات حارتنا، العبقري والحب، الزوجة تعرف أكثر، رجل في عيون إمرأة. كما قدمت تجربة فريدة من خلال تقديمها لأول مرة الفوازير تحت اسم فطوطة والأفلام،  ومثلت في مسلسل الهروب إلى السجن. عام 1988 قدمت 5 أفلام هي حكاية نص مليون دولار، الهانم بالنيابة عن مين، الأوهام، البوليس النسائي، السجينتان. عام 1989 قدمت أفلام بستان الدم وأيام الغضب.

وتراجع مجمل عدد الأعمال السينمائية المقدمة مع بداية التسعينات، ولكنها تميزت بالأدوار الجديدة ما أضاف إلى رصيدها الجماهيري الكثير، فقد قدمت أشهر أفلامها منها موعد مع الرئيس، الحب المر، الحجر الداير، لحم رخيص، الهروب إلى القمة، الجنتل، يا دنيا يا غرامي، دانتيلا، هارمونيكا، القتل اللذيذ، جنون الحياة، الظالم والمظلوم. كما شهدت التسعينات نشاط خاص للفنانة إلهام شاهين في المسلسلات التلفزيونية حيث قدمت الكثير منها ليالي الحلمية الجزء 4 و5و 6، البراري والحامول، نصف الربيع الآخر، الحاوي. كما مثلت في مسرحية بهلول في اسطنبول مع الفنان الكبير سمير غانم، إخراج محمد عبد العزيز.

وقدمت الفنانة إلهام خلال سنوات 2000، الكثير من الأعمال بتزايد ملحوظ لأعمالها الدرامية. ومن الأفلام التي عرضت الأخطبوط، سوق المتعة، وحياة قلبي وأفراحه، عليه العوض، نحب عيشة الحرية، صيد الحيتان، الرغبة، خالي من الكوليسترول، واحد صفر. كما قدمت من المسلسلات سامحوني ماكنش قصدي، الكومي، بنات أفكاري، الإمبراطور، السيرة العاشورية "الحرافيش" الجزء الأول والثاني، نجمة الجماهير، مسألة مبدأ، إمرأة من نار، بنت أفندينا، على نار هادئة، أحلام لا تنام، إمرأة فوق العادة، قلب إمرأة، قصة الأمس، علشان ماليش غيرك،

نعم مازلت آنسة، إمرأة في ورطة. آخر أفلامها كان خلطة فوزية عام 2009 وحصلت على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان روتردام عن دورها فيه و  قضية معالي الوزيرة عام 2012.
و قدمت إلى الآن حوالي 135 عملًا بين مسلسلات وأفلام ومسرحيات. وهي الآن أطلقت عملًا سينمائيًا "يوم للستات" الذي تخوض فيه تجربة الإنتاج لأول مرة بالإضافة إلى مسلسل درامي جديد ليتم عرضه في رمضان 2013. وحصلت إلهام شاهين على العديد من الجوائز المصرية والعالمية عن أفلامها مثل الهلفوت، أيام الغضب، الهروب إلى القمة، يا دنيا يا غرامي، وفيلم الجنتل، حتى أطلق عليها البعض لقب "صائدة الجوائز".

وولدت الفنانة والنجمة نيللي 3 يناير/كانون الثاني لعام 1949، وهي من أصول أرمينية من سورية، واشتهرت بالاستعراضات في فوازيرها ومنها "زي النهاردة"، و"صندوق الدنيا"، و"أم العريف"، و"عروستي". كما قدمت نيللي عددًا من الأفلام منذ أن كانت طفلة حتى كبُرت ومنها "الحرمان"، و"المراهقان"، و"بيت الطالبات"، و"نورا"، و"شلة الأنس".

واشتهرت نيللي، بتقديم أغنيات للأطفال التي ما زالوا يستمعون لها حتى الآن، ومن أشهر أغانيها للأطفال أوبريت اللعبة حيث قدمته وصممت استعرضاته، وكان من تأليف صلاح جاهين، وألحان هاني شنودة، وإخراج رحمي. ومنها أغنية كان في فراشة و ده مين و ياعصفورة العصافير .