القاهرة _إسلام خيري
أبدت الفنانة عبير صبري سعادتها الغامرة بالنجاح الذي حققه مسلسلها "ستات قادرة"، الذي يذاع خلال الفترة الحالية عبر شاشات القنوات الفضائية، مؤكدة أن ردود الفعل فاقت كل توقعاتها، ولمست ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك، وتوتير، واليوتيوب"، وكذلك السوشيال ميديا، والشارع المصري.
وأكدت صبري في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، أنها لا تعتبر مسلسل "ستات قادرة" مثل أي مسلسل بالنسبة لها، بل تصفه "كالطفل الذي ولد على يديها"، فمنذ أول لحظة من كتابته على الورق، وهي مؤمنة بالفكرة والعمل ككل، مشيرة إلى أن إيمانها به جعلها لا تشارك في العديد من الأعمال الدرامية التي عرضت عليها لمدة عامين، إذ أنها كانت تراهن على نجاح العمل، مضيفة "الحمد الله كسبت الرهان، وحقق المسلسل نجاح فوق المتوقع".
وأضافت "إيماني بالمسلسل لم يكن من فراغ، فهو يحتوي على كل مقومات النجاح اللازم توافرها في أي عمل درامي، من سيناريو ممتاز وجديد ومختلف، عن المتواجد على الساحة الفنية، ويناقش قضايا مهمة تشغل بال الشعب المصري كله، ومن الواقع المعاش، وكذلك مخرج متمكن من أدواته جيدًا كالمخرج أحمد عاطف، وفريق مميز، ومنتج محترف يعرف جيدًا ما يحتاجه عمله، لتحقيق النجاح المطلوب، ولديه خبرة كبيرة في التوقيت الأنسب، لعرض العمل، إضافة إلى كل ذلك شخصية مميزة ومختلفة عما قدمته سابقًا، حيث أن شخصية "توحة" في المسلسل بها جرأة غير تقليدية، فكل هذه العناصر متوافرة في العمل، وهذا ساعد على النجاح".
وتابعت "المسلسل في مجملة لا يوجد فيه تعالي في الكتابة، أو الطرح، أو التمثيل، أو الملابس، فهناك بساطة ومشغول فقط بالسرد، وليس بالديكور والإضاءة وعوامل الإبهار، لذلك تجد المشاهد سعيد ومستمتع وهو يشاهد العمل، وأن سر نجاح العمل يكمن في البساطة التي توجد به". وفيما يخص الاستقرار على ثلاثة نماذج نسائية فقط، أوضحت أن المسلسل لا يتناول الثلاث قصص فقط بشكل نمطي بحت، بل أن المسلسل يعرض العديد من القضايا والسلبيات، التي توجد داخل المجتمع المصري، كما أن الثلاث شخصيات هم أنماط مختلفة لنماذج سلبية داخل المجتمع، فأحدهم تأتي من الصعيد إلى القاهرة للعمل، ولا تملك سوى جمالها، ولا يوجد لديها أي مقومات أخرى مما تضطر إلى استغلال هذا الجمال، لجلب المال وهذه الشخصية موجودة بكثرة داخل المجتمع، ونفس الشيء بالنسبة لشخصية البنت الطيبة التي لا تريد سوى الحصول على المال، وتقلد صديقتها مما يجعلها تقع في العديد من المشاكل، ونفس الشيء بالنسبة لشخصية البنت التي تبيع الملابس ولا تملك أي شيء آخر، مما تضطرها الظروف للعمل في السرقة لجلب المال، فالمسلسل حاول أن يضع يده على صلب الموضوع من خلال هذه الحالات التي ما أكثرها داخل الشعب، وهي الطبقة التي لا تمتلك شيئًا حتى تعيش، فلا يوجد لديهم أهل ولا مال ولا تعليم ولا شيء من الأمور، والمقومات التي تسند الناس فهذه الحالات اعتبرها النماذج الأمثل لعرضها في العمل.
وكشفت صبري أنها تتفاءل بعرض المسلسل في مواسم آخري بعيدة عن موسم رمضان، خاصة أن الموسم الرمضاني به أعمال كثيرة ولا يستطيع المشاهد رؤيتها، وهذا ليس من الحكمة أن يتم وضع العديد من الأعمال الدرامية في موسم واحد، يعرض فيه العديد من المسلسلات الدرامية، وهو الأمر الذي يعرضها حتمًا للظلم رغم جودة العمل، إلا أنه مع العلم بذلك لكن هناك ما يزال يصر على العرض الرمضاني فقط، ولا ينظر للمواسم الأخرى.
ونفت إمكانية تقديم جزء ثانِ من المسلسل، بسبب انشغالها بأعمال أخرى، منها مسلسل "كابتن انوش"، والذي أظهر فيه بدور كوميدي لأول مرة مع مجموعة كوميدية كبيرة من الفنانين، منهم بيومي فؤاد الذي اعتبر نفسي من جمهوره، ومع المخرج معتز التوني، الذي اعتبره من مخرجين الكوميديا الناجحين، وبالتأكيد سيفيدها كثيرًا، وبعدها تشارك في عمل جديد أخر لرمضان.
وواصلت حديثها قائلة "إنه للأسف الشديد في السنوات الماضية، العمل الدرامي دائمًا كان يدور حول قصص الرجال، ونادرًا ما تجد بطولة نسائية سوى لنجمة واحدة، لكن عندما عرض عليّ مسلسل "ستات قادرة"، فكرت أنه مع المخرج أحمد عاطف، سيكون المسلسل نسائي والرجال ضيوف، وقصص النساء تكون في الصدارة، ونتحدث عن مشاكلهم، لا سيما أنني أميل لهذه النوعية من الأعمال، فسعدت بمجرد قراءتي للورق، كما أن الوقت الجاري أصبح مناسب لتقديم مشاكل النساء في أعمال درامية خاصة بهم، وهذا ما حدث في مسلسل "ألوان الطيف"، وفيلم "اللي اختشوا ماتوا" وحاليا "ستات قادرة".
وبيّنت عبير صبري أنه من المؤسف أن نرى تراجع واضح في إعطاء المرأة حقوقها، والحصول عليها، وأن كانت المرأة المصرية استطاعت أن تثبت أنها قوية وفعالة وناجحة، وشاركت في الثورات والانتخابات، وكانت مشرفة عندما تركوها تعمل، لكن عندما يضيف المجتمع لمسته يجعلها تتراجع، فالمجتمع هو من يجني على المرأة. وعن كيفية الحفاظ على جمالها قالت "أهم شيء هو تناول الطعام الصحي، والبعد عن الأكلات المليئة بالدهون، لأن هذا ينعكس سلبًا على البشرة والوجهة، وأحرص بصفة مستمرة على ممارسة الرياضة، وأعشق التصميمات البسيطة في الملابس، لأنها تعكس الأنوثة والجمال، وأحب اللون الأبيض والأزرق وأعتبرهما رمز الصفاء".
وتحدثت عن علاقتها بشقيقتها الإعلامية مروة صبري، قائلة "مروة بالنسبة لي أبنتي، وصديقتي، وليست أختي فقط، وأخاف عليها من أي شر يمكن أن يصيبها، ودائمًا أنصحها في الأمور كافة، وأتمنى لها كل الخير والنجاح في حياتها. وعن هوايتها أوضحت أنها عاشقة للقراءة، وللسفر، ومشاهدة دول العالم، والتعرف عليهم عن قرب، وأوروبا هي أكثر البلدان التي تهوي السفر إليها.
واختتمت عبير صبري حديثها، قائلة "أن العمل لا يشوه صورة المرأة نهائيًا، ولا أجد فيه ما يسئ لها، إذ أن من يشاهد العمل يتيقن أنه لا يحتوي على أي مشاهد خارجة، أو حتى ألفاظ خارجة، حتى في مشاهد شقق الدعارة في المسلسل، لا يوجد أي مشهد يخدش الحياء، أو يتم تقديمه بشكل غير لائق، بالعكس كل المشاهد يتم تقديمها بدون أي إغراءات، ولا يوجد في المسلسل ما يثير حفيظة الجمهور أو يضايقه، ولكن من الممكن أن من يقال عن جرأة المسلسل، نظرا لقوة الشخصيات، وأنها لا تخشى شيء فالجرأة هنا على الورق".