أسواق المال المحلية

واصلت أسواق المال المحلية أداءها الأفقي المصحوب بخسائر في القيمة السوقية للشركات المدرجة، بلغت خلال الأسبوع الماضي 10.8 مليارات درهم، في وقت قال فيه محللان ماليان إن النتائج المالية للشركات، وفي مقدمتها شركة (إعمار) العقارية، لم تنجح في تهدئة مخاوف المستثمرين، وإعادة الثقة بأسواق المال المحلية، لافتين إلى أن أسواق المال العالمية تشهد أداء مغايرًا تمامًا لما تمر به نظيراتها المحلية، إذ تسود الأولى ارتفاعات معقولة لا تتجاوب معها الثانية بشكل مطلوب.

وتوقعا أداء متذبذبًا لأسواق المال المحلية خلال الفترة المقبلة، في ظل ضعف السيولة، وإحجام المستثمرين الكبار والمحافظ عن الدخول، لافتين إلى أن أوضاع المنطقة تفرض حذرًا واضحًا على سلوك المستثمرين، ربما يمتد حتى نهاية العام الجاري.

وتشير البيانات الصادرة عن هيئة الأوراق المالية والسلع إلى تراجع المؤشر العام لسوق الإمارات للأوراق المالية بنسبة (سالب 1.48%) عند مستوى 4450 نقطة، فيما بلغت قيمة التداولات الأسبوعية 2.2 مليار درهم حصيلة التعامل على 1.4 مليار سهم.

وذكر مدير إدارة الأصول في شركة “المال كابيتال”، طارق قاقيش، إن “أسواق المال العالمية سواء الأوروبية أو الصينية أو الأميركية، شهدت أداء ايجابيًا على مدار الأسبوع الماضي، في وقت كان ينتظر فيه أن يكون تجاوب الأسواق المحلية معها أقوى من ذلك، خصوصًا في ظل توالي إفصاحات الشركات للربع الثالث، وتحديدًا القطاع العقاري الذي ترقبته الأسواق”.

وأضاف أن نتائج الشركات العقارية التي أعلنت جاءت ضمن التوقعات، وفي مقدمتها شركة “إعمار” العقارية التي أثرت إيجابًا في السوق لبعض الوقت، لكنها لم تفلح في جذب مزيد من الأسهم للأعلى، لافتًا إلى أن التأثير الأكبر في الأداء العام للأسواق، ناجم عن مخاوف تنتاب المستثمرين وعدم استرجاعهم الثقة بعد.
وأوضح قاقيش أن الحذر يسيطر على الجميع في ظل أوضاع المنطقة، وحالة عدم اليقين التي تدعمها تقارير اقتصادية صادرة عن مؤسسات مالية دولية بشأن النمو الاقتصادي العالمي.

ورأى أن تراجع السوق السعودي خلال الأسبوع الماضي، أثر أيضًا في المستثمرين الذين اعتادوا الربط الدائم بينه وبين الأسواق المحلية.
وتابع إنه ربما يكون الأداء المتذبذب السمة الغالبة على أسواق المال المحلية خلال الفترة المقبلة، في ظل ضعف السيولة وإحجام المستثمرين الكبار، والمحافظ، عن المخاطرة بالدخول وأخذ أي قرارات استثمارية آنية”.

وذكر المدير العام لمركز الشرهان للأسهم، جمال عجاج، إن “النتائج المالية للشركات، وفي مقدمتها شركة (إعمار) العقارية، لم تنجح في تهدئة مخاوف المستثمرين وإعادة الثقة بأسواق المال المحلية”.

وأوضح أن أداء هادئًا أفقيًا يسيطر على المؤشرات اليومية للأسهم، مصحوبًا بتداولات ضعيفة تدور في المتوسط حول 250 مليون درهم لكل سوق.

وأضاف عجاج أن أسواق المال العالمية تشهد أداء مغايرًا تمامًا لما تمر به نظيرتها المحلية، إذ تسود الأولى ارتفاعات معقولة لا تتجاوب معها الثانية بالشكل المطلوب.
وأشار إلى أن أغلبية نتائج الشركات كانت متوقعة، ولم تأتِ مفاجئة للمستثمرين، لذلك كان التفاعل معها طبيعيًا، مشددًا على أن أوضاع المنطقة، والقلق من عدم هدوئها في الفترة القريبة، يفرض حذرًا واضحًا على سلوك المستثمرين ربما يمتد حتى نهاية العام الجاري