دبي ـ جمال أبو سمرا
مواهب متميزة يمتلكها عدد من الشباب الإماراتي، ظهرت خلال اللقاء بهم في جمعية النهضة النسائية عند الإعلان عن إطلاق مبادرتي سواعد إماراتية و فتاة القمة حيث استضافهم فريق "سبق" للسيارات -المشارك في رعاية المبادرتين - لتسليط الضوء على مواهبهم وكيفية تطويرها ودأبهم وسعيهم الجاد لتحقيق أحلامهم، التي ربما تتعارض مع دراستهم الجامعية لكنهم يصرون على النجاح على الصعيدين خاصة أن الدراسة تعد أساسية ولا غنى عنها، التقينا هؤلاء الشباب الذين تحدثوا عن تجاربهم حتى يكونوا قدوة للطلاب المشاركين في المبادرتين فيصبوا فيهم روح المنافسة والأمل .
علي الجابري 19- عاما - طالب في السنة الأولى تخصص هندسة ميكانيكية في جامعة بوليتكنيك أبوظبي يمتلك موهبة الارتجال الكوميدي أو "ستاند أب كوميدي"، أكد "بدأت موهبتي في الارتجال تتشكل منذ صغري، عندما كنت أتحدث مع أصدقائي كنت أجدهم يتجمعون حولي ويزيد عددهم بالتدريج، وأجدهم يصغون لما أقول ويضحكون، ووقتها اكتشفت وجود موهبة الارتجال الكوميدي عندي، وشدني ذلك بعد فترة للمشاركة في عدد من المسرحيات التي عرضت على مسرح الجامعة وأبوظبي الوطني ومنها "البيت متوحد"، و"فيروز صابه فيروس" وغيرها من الأعمال، شاركت أيضا على مسرح المدرسة بمجموعة من عروض الارتجال الكوميدية .
يؤكد الجابري دعمني كثيرا الفنان عبدالله بوهاجوس وكان أول من اكتشف موهبتي في التمثيل ووضع خطواتي الأولى على المسرح، واكتشف موهبة الارتجال الكوميدي عندي الفنان كانو الكندي وكنت أكتب النصوص التي أرتجلها بنفسي، ومعظمها تدور في إطار كوميدي ساخر عن بعض المشكلات التي يعانيها المجتمع مثل غلاء المهور، وارتداء الفتيات للعباءات الملونة والمزخرفة بشكل لافت للنظر والتي تعتبر دخيلة على مجتمعنا، وكذلك اختلاف معاملة الآباء للأبناء عما كان عليه الوضع في الماضي، وكنت أتناول أيضاً بعض المواقف الساخرة التي تحدث لي مثل قيامي بأخذ سيارة الوالدة من دون علمها واكتشافها الأمر بعد ذلك .
يضيف "دراستي للهندسة الميكانيكية عامل أساسي في حياتي خاصة أن الفن في مجتمعنا لا يجد الدعم المطلوب للإنفاق عليه، ولكنني أحب موهبتي، وأطمح أن أعمل في المجالين سواء الهندسة أو الفن، وحالياً أقوم بتصوير مسلسل جديد على اليوتيوب بعنوان "وين تبا" ويدور في إطار كوميدي هادف ويتناول الأخطاء المجتمعية وطريقة علاجها، وسيعرض لي أيضاً على مسرح أبوظبي الوطني في نهاية شهر آذار / مارس أول عرض كوميدي ارتجالي بعنوان "عرب 100%"، وأطمح مستقبلاً إلى المشاركة في فيلم سينمائي طويل ينافس أفلام هوليوود وأن تكون هناك جهة ترعى الموهوبين في عروض كوميديا الارتجال في الإمارات .
وإذا كانت موهبة الارتجال الكوميدي جديدة على المجتمع الإماراتي، فانفرد طالب آخر هو علي حسن الفردان بموهبة تغيير الصوت وتقليد الردود الآلية لشركات مثل الاتصالات والطيران وغيرهما، الفردان 18 عاما يدرس في جامعة ولينجتون الدولية في دبي وتخصص في التسويق والأعمال، ولكن بقيت موهبته تشكل هاجساً له ويريد أن يعبر عنها .
يضيف "اكتشفت موهبتي منذ أكثر من خمس سنوات، ووقتها كنت أقوم بالاتصال هاتفيا بشركات اتصال أو طيران أو حتى البنوك، وعندما انتظر على الهاتف حتى يرد علي موظف خدمة العملاء كنت أحفظ ما يقوله جهاز الرد الآلي وبعد أن أغلق السماعة أجدني أردده بحرفية تامة، وكأن الجهاز يكرر، وزدت على هذا بأنني أقلد الأصوات أيضا باللغتين البريطانية والأميركية، وكذلك بمعظم اللهجات العربية مثل المصرية والفلسطينية والسورية وغيرها من اللهجات المختلفة، ومارست تلك الهواية مع زملائي على الهاتف، وعرضتها في المناسبات المختلفة على مسرح المدرسة، وحاليا أتمنى أن أقف على خشبة المسرح لعرضها" .
وعلى الرغم من أن طلاب المرحلة العلمية بعد انتهاء الثانوية العامة يفكرون في الالتحاق بتخصصات طب أو هندسة أو علوم إلا أن جمعة القايدي اختار تخصصا مختلفا تماما عن أبناء جيله لدرجة أنه كان الطالب الوحيد العربي الجنسية في الكلية التي درس فيها، تعلم القايدي اللغة اليابانية وحصل على البكالوريوس في الترجمة اليابانية و الماجستير في العلاقات الدولية، وأشار "كنت من أوائل الثانوية العامة وحصلت على منحة من الدولة للدراسة في اليابان، وكنت وقتها قررت دراسة هندسة الشبكات إلا أن مجال الترجمة كان جديداً في ذلك الوقت خاصة اللغة اليابانية، وعدد قليل من الأشخاص في الدولة يجيد التعامل بهذه اللغة على الرغم من قوة التعاون الاقتصادي بين اليابان والإمارات، ولذلك قررت أن أكون جسر تواصل لغوياً وثقافياً بين البلدين"
يضيف "مكثت في اليابان أكثر من 7 سنوات، في البداية التحقت لمدة عامين بمعهد لدراسة اللغة اليابانية وكان معي مجموعة من الطلاب حاصلين على منح دراسية في اليابان، ولكن عندما قررت دراسة الترجمة نقلت إلى جامعة أخرى لم يكن فيها أي عربي وكنت أنا الوحيد فيها حتى أتقنت اللغة اليابانية وأجيد الترجمة من العربية إليها والعكس، وبعد أن أنهيت دراستي وقررت استكمال الماجستير لمدة عامين في العلوم الدولية" .
يرى القايدي أن أكثر ما كان يؤلمه عدم معرفة الكثير من اليابانيين أي شيء عن الإمارات، يعتقدون أن العرب مازالوا يسكنون الخيام، و المنطقة العربية والشرق أوسطية تعيش في حروب مستمرة، نتيجة للصورة التي تبثها القنوات الفضائية في بعض الدول، وكان ذلك من أسباب تعلمه اليابانية حتى يتمكن من نقل الصورة الصحيحة عن بلده وبلاد العرب .
ومن فتيات القمة كثيرات ملهمات للطالبات في المبادرة منهن خلود الريس والتي ربما بعض كلمات نطقتها معلمة كانت السبب وراء تمسكها بحلمها عندما أخبرت معلمتها بأنها تتمنى أن تصبح مخرجة رسوم متحركة ومصممة شخصيات، فأحبطتها المعلمة بقولها "لن تنفعي في أي شيء، و هذه الموهبة التي تقولين إنك تمتلكينها مجرد أوهام في رأسك"، هذه الكلمات التي مازالت تتذكرها خلود محمود عقيل الريس 21 عاما دفعتها لتحقيق حلمها فطورت من موهبتها في مجال الرسوم المتحركة ورسوم الشخصيات ثلاثية الأبعاد، وتدرس حاليا في جامعه زايد الرسوم المتحركة تصف "ربما كانت هذه الكلمات التي تبث اليأس في قلب أي شخص جعلتني أصر على تحقيق حلمي، فمنذ صغري يستهويني مجال الأنيميشن وكان أبي يحاول جاهدا مساعدتي بتوفير البرامج المختصة الثلاثية الأبعاد ولكني وجدتها صعبة، بعد فترة انجذبت نحو أفلام "ديزني" وألعاب الحاسب الآلي فقررت تعلم هذه البرامج بنفسي وتطوير مهاراتي، ولا أنسى الدعم المعنوي الذي تلقيته من أمي وأبي وأصدقائي خصوصا صديقتي المقربة عنود عبدالله، وكذلك أمي، ظلت تشجعني على دراسة الرسوم المتحركة ولم تبخل علي بشيء، ودائما ما كانت تردد "إذا أحببت شيئا يا فتاتي سوف تبدعين فيه وتتميزين" .
تضيف "بعدها التحقت بالدراسة في الجامعة في التخصص نفسه وطموحي الحالي العمل في شركة توفور 54 في أبوظبي حتى أجني المبلغ المطلوب للدراسة في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة وأحصل على ماجستير في الرسوم المتحركة ثم أنفذ حلمي الأكبر لبناء شركة خاصة في الإمارات ودعم الدولة في هذا المجال الفني وأتمنى أيضا افتتاح معهد لتعليم الأنيميشن والتصميم ثلاثي الأبعاد ومنافسة الشركات العالمية في هذا المجال .
وتوصي الريس كل فتاة بألا تفقد الأمل وراء حلمها وتثابر عليه وتجتهد وتتخطى الصعوبات التي تواجهها في سبيل تحقيقه .
وتنافس أيضا عنود عبدالله زيد سعيد 23 عاما في كلية علوم الاتصال والإعلام في جامعة زايد ومتخصصة في الاتصال المرئي وإخراج الأفلام السينمائية، تمتلك عنود موهبة صناعة الأفلام والموسيقى، وتحب أيضا الرسم والشعر والكتابة، وشعارها "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس" عن مجالها الذي اختارته وموهبتها تزيد "هذه الهوايات إكسير الحياة بالنسبة لي، بدأت موهبتي في صناعة الأفلام منذ أكثر من سبع سنوات تقريبا، وأعزف على الجيتار والبيانو وبعض الآلات الموسيقية الأخرى منذ أكثر من عشرة أعوام .
موهبة العمل في المجال الإعلامي وتقديم البرامج جذبت أميرة محمد خريجة قسم صحافة بأميركية دبي، والتحقت حديثا بمؤسسة أبوظبي للإعلام، تروي أميرة تجربتها في العمل في هذا المجال تقول: "كنت أتمنى منذ صغري العمل في مجال تقديم البرامج، وواصلت حلمي حتى التحقت بالجامعة وتخرجت في قسم الصحافة، وبعدها أتيحت لي فرصة العمل في قناة nbs ولذلك أرى نفسي من المحظوظين، ولكنني دعمت هذه الفرصة بالتعلم ممن سبقوني في هذا المجال وسماع آرائهم فيما أقدمه سواء من رئيس القناة التي أعمل بها أو من أصدقائي أو من يتابعون برامجي، وعندما أنهي تصوير أي برنامج أصر على أن أراه على شريط فيديو كي أقف على أخطائي وأتجنبها في الحلقات التالية .