أمسية ثقافية

في أمسية عبارة عن رحلة فيها مزج بين موسيقى شرقية صوفية والفلامنكو التعبيرة الفنية التي يتميز بها الغجر، يحيي المنشد الباكستاني صاحب الصوت الرخيم، فايز علي فايز، مع عازف القيثارة الإسباني الشهير المشهور باسم "تشيكيللو" غدًا، الأمسية الثانية من سلسلة عروض "أمسيات" التي تقام في حديقة المشرف المركزية في أبوظبي.

وهي أمسية ستتحد فيها الأرواح، وتنتفي الحدود الجغرافية بين باكستان والأندلس من خلال القوة الإيقاعية في غناء القوالي والآلات الموسيقية الرقيقة في غنائية الفلامنكو.

وتقام سلسلة عروض "أمسيات" إلى مارس المقبل، بالتوازي مع "موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية، وحفلات "بيت العود"، وهي تجسد موضوع البرنامج الموسيقي الذي تقدمه "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" هذا الموسم تحت شعار "الموسيقى والشعر".

وشهدت ليلة أول من أمس، انطلاقة أولى عروض هذه السلسلة بأمسية موسيقيّة مميزة، أحيتها الباحثة الموسيقية والمغنية اللبنانية المتألقة عبير نعمة، بعنوان "أغنيات لرحلة روحية" في قلب العاصمة أبوظبي.

وتأتي سلسلة عروض "أمسيات" تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، وتهدف إلى تقديم أنماط موسيقية مختلفة، ترجمةً للحوار الشعري الذي يعكس بمضمونه فهمًا مشتركًا للموسيقى، ويتماشى مع التعريف العربي لمفهوم العالمية، متضمنة عروضًا موسيقية وشعرية متنوعة من الإمارات، أذربيجان، لبنان، باكستان، تركيا، يقدمها عدد من أشهر الفنانين والعازفين المبدعين في عالم الموسيقى الروحية والتقليدية، بمن فيهم المنشد الباكستاني فايز علي فايز، والمغني والموسيقي الأذربيجاني عليم قاسيموف، وعازف الناي التركي قدسي أرغونر.

ولد فايز علي فايز عام 1962 في مدينة شرقبور الباكستانية، ويعد رائد موسيقى القوَّالي الصوفية الكلاسيكية، وكذلك خليفة للموسيقار الكبير نصرت فاتح علي خان، إذ يمارس فنَّ موسيقى القوَّالي الروحية المتوارثة عن الأجداد منذ 700 عام، تتلمذ فايز في هندوستان (شمال الهند) على الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الصوفية الروحية، وقدم العديد من التسجيلات للسوق المحلية في باكستان.

ولأنه من محبي "القوالي"، الموسيقى التقليدية الكلاسيكية، فقد سجل كأحد أهم المراجع لهذا النوع من الموسيقى، كما كان التأثير الكبير لنصرت فاتح علي خان واضحًا جدًا في أعماله، وفي يونيو 2005، تعاون فايز علي فايز ومجموعة من فناني الفلامنكو الإسباني ميغيل بوفيدا، دوكوندي وتشيكيللو لأداء أمسية في مهرجان فاس الدولي للموسيقى الروحية، وأتت هذه الأمسية لتؤكد مدى الترابط التاريخي بين الفلامنكو والقوّالي في شبه القارة الهندية.

أمّا تشيكيللو فولد في برشلونة عام 1968، بدأ دراسة الغيتار عندما كان صبيًا في أندية الفلامنكو الموجودة في برشلونة، ليصبح فيما بعد أحد طلاب مانوللو سان لوكار. في بداياته عمل كموسيقي في استديو تسجيل لمجموعة متنوعة من الفنانين، بينهم توماتيتو ودوكوندي، مايتي مارتين، جينيسا أورتيغا، وخوان مانويل سيرات، كما عمل أيضًا كمدير موسيقي على العديد من التسجيلات، في عام 1992، شارك في المعرض العالمي وبينالي الفلامنكو في إشبيليه