"حجر القدس" المزعوم

كشف علماء الآثار عن منصة حجرية فريدة على شكل هرم عُمرها 2000 عام داخل الحديقة الوطنية في مدينة داوود بالقرب من أسوار القدس القديمة، بالقرب من الشارع الذي يمر عبر المدينة ويستخدمه الحجاج وهم في طريقهم إلى حائط البراق.

 

واعتقد الخبراء في البداية أن المنصة ربما تكون مدخل لأحد المباني أو قاعدة لأحد التماثيل، ولكن عندما كشفوا هيكل المنصة الحجري وجدوا أنها منصة فارغة تقع على جانب الطريق.

وبيّن علماء الآثار المسؤولون عن عملية الحفر احتمالية استخدام المنصة بشكل رسمي لتقديم الأخبار أو الإعلانات للجماهير العابرة، لكنهم عثروا على نصوص تاريخية وأوانٍ فخارية حول المنصة مما يرجح أن تكون المنصة مقر لجمع ممتلكات الحجاج المفقودة.

 

وصرَّح المدير المشارك في أعمال الحفر من سلطة الآثار الإسرائيلية الدكتور  Joe Uziel، أنَّ "هذا نصب فريد ولم يتم العثور عليه في أي مكان آخر على حد علمنا، وتستقر المنصة في الشارع الرئيسي من عهد الهيكل الثاني والذي يؤدي من بركة سلوام إلى جبل الهيكل، وسار الكثير من الحجاج اليهود هنا قبل ألفي عام للمشاركة في الخدمات في المعبد، ونعتقد أن هذا الهيكل هو منصة ضخمة استخدمت لجذب انتباه الجمهور الذي يمر في الشارع الرئيسي للمدينة".

واكتشف علماء الآثار البريطانيون جزءًا من المنصة قبل حوالي 100 عام، واعتقدوا خطأ أنها تمثل خطوات لأحد المنازل التي دُمرت، ولكن عندما عادوا إلى الموقع وجدوا أنه يرتكز فوق قناة صرف صحي قديمة عمرها 2000 عام تحمل مياه الأمطار خارج المدينة، كما عثروا على أوانٍ فخارية وحجرية وزجاجية حول المنصة المُكتشفة ما يشير إلى استخدامها في أحد أشكال التداول والتجارة.

وتشير السجلات التاريخية إلى استخدام المنصات الحجرية في الأغراض العامة خلال فترة الهيكل الثاني كنوع من كتلة المزاد، وذكرت المشناة والتلمود أيضا استخدام منصة حجرية للمفقودات خلال فترة الهيكل الثاني وفقا لعلم الحاخامات، فمن يفقد شيئا يذهب ويبحث عنه هناك ويدلي بمواصفاته، ومن يجد شيئا يذهب ويضعه هناك عند المنصة حتى يعثر عليه صاحبه.

ومن المقرر أن يقدم العلماء المشاركون في الحفر النتائج التي توصلوا إليها في المؤتمر السنوي لمدينة داوود لدراسات القدس القديمة.

وأضاف الدكتور Uziel: "يعتبر الغرض الذي استخدمت المنصة من أجله تحديا كبيرا لعلماء الآثار، وتوصلنا إلى احتمالية استخدام المنصة للتحدث للحجاج أثناء سيرهم نحو المعبد لجذب انتباههم وذلك من خلال الرجوع للمصادر التاريخية لهذه الفترة".

وتابع: "من كان يقوم بهذه المهمة لابد وأنه أقام هذه المنصة رغبة منه في إدارة الأمور باعتبار المنصة جزءًا من الشارع، وربما كانت الرسائل التي تذاع هنا من خلال المنصة لصالح الحكومة أو الوعظ أو نشر بعض الشائعات .. لكننا لا نعرف على وجه الدقة".

وأضاف عالم الآثار Szanton المشارك في أعمال الحفر: "لا يزال الغرض من هذه المنصة لغزا لنا، ومن المؤكد أن تتيح المصادر اليهودية معلومات قيمة حول الهياكل مثل هذه المنصة على الرغم من عدم وجود دليل قاطع بشأنها في الوقت الحاضر".