دبي ـ جمال أبو سمرا
أطلق عليها شيخة المصورين الإماراتيين، وكرمها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشدمؤخراً ضمن أوائل الدولة ال ،43 هي شيخة السويدي التي تعدت السبعين عاماً وامتلكت موهبة التصوير منذ نعومة أظافرها، تكشف لنا في هذا الحوار عن سعادتها بلقاء الشيخ محمد بن راشد والتي تمنت أن تلقاه وجهاً لوجه، وفخرها بالتقدم الذي وصلت إليه الدولة و دبي بشكل خاص، وتكشف عن شغفها بالتصوير وكيفية تعلمه والبيت الذي نشأت وتربت فيه، وإلى نص الحوار .
كيف ترين تكريمك ضمن أوائل الدولة ال 43؟
- التكريم أسعدني كثيراً خاصة عندما رأيت الشيخ محمد بن راشد، فهذه هي المرة الأولى التي أراه فيها وجهاً لوجه، وكنت أتمنى منذ زمن طويل رؤيته، وعندما تحقق الأمر بالتكريم أحسست وقتها أنني شفيت من مرضي، وأشكره على التطور الكبير الذي لحق بإمارة دبي، فعندما كنت صغيرة وسافرت في إحدى المرات إلى مدينة مسقط ورأيت وقتها السيارات وهي تمشي على الجسور، تمنيت أن تكون بلدنا مثلها، وها هي أصبحت في غاية الروعة و التقدم بفضل شيوخنا الكرام ورئيس الدولة حفظهم الله جميعاً و بارك في صحتهم .
تسلمت الجائزة في مجال التصوير، فكيف بدأت قصتك في هذا المجال؟
- منذ زمن طويل عندما كنت طفلة صغيرة عمري لا يتعدى 7 سنوات، حيث نشأت في بيت محمد شريف وهو رجل فاضل استضافني في بيته ورباني، وكان يعمل وكيلاً في مكتب قمر قندي وكان الأخير لديه مركبان يذهبان إلى الهند في ذلك الوقت، وكنت أذهب إلى مكتب قمر قندي، فلفت نظري في إحدى المرات استخدام العاملين لجهاز غريب يلتقطون به الصور، فسألتهم عنه وعرفت أنه كاميرا للتصوير، ووقتها دعاني أحد العاملين لدخول المكتب و تجربة الكاميرا والتي كان يطلق عليها في ذلك الوقت "عاكس"، وغلبني طموحي لأسأله عن كيفية تشغيلها، وذهلت عندما رأيت صورة إنسان بوجه وملامح كاملة، فعرض علي وقتها هذا الشخص إعارتي الكاميرا لتجربتها .
كيف كان رد فعلك مع التجربة الأولى لها؟
- أخذت الكاميرا وصورت بها كل ما قابلته وقتها، وتكررت المرات التي أخذتها منه بعد ذلك فعندما كنت أجد عرساً أو مناسبة في الفريج الذي أعيش فيه كنت أستعير الكاميرا والتقط بها بعض الصور، فكان يفرح الحضور بي بشكل كبير، وبعد مرات عدة وعندما لاحظ مربي شغفي بالكاميرا وحبي لالتقاط الصور قرر شراء كاميرا لي، وهذه الكاميرا غير موجودة حالياً وتوجد فقط في المتاحف وكانت من نوع أدفا، بعدها تعرفت إلى بنات طبيب أحد الشيوخ الكبار وصاروا أصدقائي وعلموني التصوير، وكنت أضبط الكاميرا على زر الأوتوماتيك وألتقط الصور معهم، وتعلمت معهم أيضاً التحميض، كنا ندخل جميعاً إلى إحدى الغرف المظلمة ونغلق الباب خلفنا ونحضر أطباقاً فيها مجموعة من البويات المختلفة لتحميض الصور، وكانت في البداية يطلق عليها دفلاتر ثم هيبو حتى تطور الآن ووصلنا إلى التصوير الرقمي أو الديجيتال .
ما هي أهم الأحداث التي رصدتها بالكاميرا في ذلك الوقت؟
- في أحد الأيام احترق مركب يطلق عليه "داره" ووقتها صورت احتراق المركب وذهبت إلى المستشفى التقط صوراً للجرحى والمصابين، وكان من أهم الأحداث التي رصدتها بالكاميرا، وكنت أسافر أيضاً على متن المركب المتجه إلى الهند بصحبة زوجة الرجل الذي يربيني عندما كانت تذهب للعلاج، فكنت ألتقط صوراً للبحر و العمال على متن المركب خاصة أن الرحلة كانت تستغرق ستة أيام على متنه، وكنت أصور أيضاً المستشفيات والشوارع المضاءة بالأنوار في الهند، وكان ذلك الأمر مذهلاً بالنسبة لي في ذلك الوقت .
كيف كانت مشاركاتك في المعارض؟
- شاركت في معرض بدار ابن الهيثم في البستكية وآخر في المركز التجاري العالمي وثالث في معرض في شرطة رأس الخيمة وغيره في المنطقة التراثية في الشارقة، والتقط صوراً متنوعة منها تراثية وأخرى كنت أظهر فيها بعض ملامحنا الإماراتية مثل الشيلة والكندورة ومنها صور لأبنائي وأحفادي، والتصوير حالياً سهل للغاية و لكن في أيامنا كان صعباً .
هل ورث أحد الأبناء موهبة التصوير عنك؟
- لدي ولدان وأربع بنات، الابنان أحدهما مدرب كاراتيه والآخر مهندس في "طيران الإمارات"، وبناتي واحدة معلمة لغة عربية و أخرى تعمل في دار للأيتام و الثالثة فنانة تشكيلية و الرابعة ربة منزل، وابنتي خلود الفنانة تحب الرسم وموهوبة فيه، حصلت على جائزة العويس في لندن، بينما أبناء ابنتي سميرة معلمة اللغة العربية موهوبون في الرسم و التصوير ._