الشارقة - صوت الإمارات
افتتحت صباح أمس الثلاثاء في قصر الثقافة في الشارقة، الدورة الخامسة من ملتقى الإبداع الخليجي الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، بحضور عدد من الكتاب والأدباء والباحثين في ثقافة الطفل من دول الخليج والعراق واليمن، ومن الأردن ضيف شرف الملتقى لهذا العام، ويستمر لمدة ثلاثة أيام بواقع جلسات مسائية وصباحية، ويناقش محاورًا عدة في موضوع "ثقافة الطفل في عالم متغير": "الطفل في الفضاء الإلكتروني"، و"أدب الطفل من التراث إلى الخيال العلمي"، و"أدب الطفل ومستقبل اللغة العربية"، و"أدب الطفل والإعلام"، كما سيتضمن أمسية شعرية .
وفي كلمته بهذه المناسبة رحب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتّاب حبيب الصايغ، بالمشاركين في الملتقى الذي يأتي في ظروف الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين لليوم الوطني للإمارات، ليمثل احتفاء من نوع خاص وعلى طريقة الأدباء، ونقل الصايغ للأدباء تحيات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد الكتّاب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وكذلك تحيات وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.
وأضاف الصايغ "لا نتجاوز البدهي، إذا قلنا إنَّ الثقافة في دولة الإمارات جزء من التنمية الشاملة التي تمتلك في الوقت نفسه سمتي التوازن والاستدامة، وكما أراد الآباء المؤسسون، وفي طليعتهم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ها هو نهج رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يتمسك بالثوابت، ويفصل بينها وبين المتغيرات ويضع المعنوي في مطلق الأوليات، ذاهبا، بالعمل المثابر، إلى نفي إشاعة القطيعة بين الأجيال التي كدنا نصدقها في مرحلة من المراحل من فرط التكرار" .
وتابع "لا بد من الثقافة التي هي وعي وبصيرة وإبداع، والتي هي حب الوطن وأبرز وجوهه العمل بالمعنيين اليومي والاستراتيجي" .
وعن موضوع الملتقى لهذا العام، أوضح الصايغ "المعرفة إنما تكون منذ الطفولة، والمستقبل إنما يكون هناك، ولا ثقة في أجيالنا الطالعة خارج ذلك الرهان، وما يراد بالتأكيد تكوين أرث متراكم وموثق يكون أمام التربويين والمثقفين والمعنيين وصانعي القرار، أخيرًا: لماذا هذا الملتقى؟ قلنا إنَّ هنالك منظومة أو منظومات تجمع، مثلا وزراء الثقافة أو الإعلام أو التعليم دوريًا، على المستوى الرسمي، وقلنا إننا على المستوى الأهلي ومنظمات المجتمع المدني أحوج ما نكون إلى اللقاء، واللقاء خليجي عربي، حيث الوطن العربي عمق امتداد، ومن هنا إضافة العراق واليمن، ومن هنا فكرة دولة ضيف في كل ملتقى، فأهلاً بالأردن، نريد، أن نسهم، ثقافيا، ما استطعنا، في خدمة أجندتنا الوطنية التي تتفوق اقتصاديًا وسياسيًا وفي الثقافة أيضًا، بل خصوصًا، لدينا تحديات واستحقاقات.
من جانبها، استذكرت نائبة رئيس مجلس إدارة الاتحاد، الأمينة العامة للملتقى أسماء الزرعوني، "بدايات التخطيط للملتقى والدورات الأربع التي مرت سريعًا وشهدت نجاحات كثيرة، نحن مدينون بنجاحاتنا إلى الدعمِ الذي نتلقّاه من قيادةِ هذا البلد، وعلى رأسِها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخوه نائبِ رئيسِ الدولة رئيسِ مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ويأتي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ليكملَ الدعمَ على خير وجوهه، وهو المفكّرُ والأديبُ وراعي النهضةِ الثقافيةِ في الشارقة، ويفرض عليّ المقام أيضًا أن أذكر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وذلك لأياديه البيضاءِ علينا في اتّحاد كتّاب الإمارات، وملتقى الإمارات للإبداع الخليجي خصوصاً" .
وأكدت الزرعوني أنَّ مستقبل الشعوب مرتبطٌ بواقع الثقافة بوصفِها تمثّلُ الجانبَ النفسيّ والعقليّ والجماليّ والروحيّ للحضارة الذي تتحد مع الجانب المادي لصناعة الإنسان، وهذا ما وعته الإمارات التي أصبحت نموذجا حضارياً أخاذاً، فمن الجوائزِ العالميّةِ، إلى معارضِ الكتبِ المتميّزة، إلى الأسابيعِ الثقافيّةِ والأدبيّةِ والفنيةِ، إلى الملتقيات التي أثْرَت المشهدَ الثقافيّ في الإماراتِ كلّها، وختمت الزرعوني بأن التصميم طبع الإعداد والتنظيم للسنوات الماضية وأملت أن يتواصل روح الفريق الذي يعملون به .
كلمة الضيوف ألقتها أمل عبد الله من الكويت التي شكرت اتحاد الكتاب على هذا الملتقى، قائلة "إنَّ أبناء الإمارات آمنوا بأنَّ الثقافة كالماء والهواء للإنسان، ولنا أن نفخر بهؤلاء الرجال الأفذاذ الذين أعطوا للثقافة، وخدموها بكل وسيلة، ولا شك أنَّ تخصيص الملتقى للطفل يشكل جزءًا من هذه الرؤية الشاملة للثقافة ولأبنيتها التي تبدأ من الطفل" .
وشهد الافتتاح عرضًا غنائيًا راقصًا لطالبات مدرسة "إشبيلية" للتعليم الأساسي، حث على الوطنية والإخلاص وعلو الهمة .