متحف الشارقة

أبرمت مؤسسة "بارجيل" للفنون اتفاق إعارة طويل الأجل مع "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، لعرض واحدة من لوحاتها الفنية المتميزة في المتحف.

ويأتي هذا التعاون بين المؤسستين احتفاء باختيار الشارقة عاصمةً للثقافة الإسلامية لعام 2014، وسعيًا إلى إثراء معرفة الجمهور بالتاريخ الإسلامي والمساهمات الجليلة التي قدمها الإسلام للحضارة البشرية في مختلف العلوم.

وتعير مؤسسة "بارجيل للفنون"، بموجب الاتفاق الجديدة، إلى "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، لوحة فنية فريدة للفنان السـوري محمود حماد، بعنوان "العلماء العرب"، تعود لعام 1988، وسيتم عرضها بصورة دائمة ضمن صالة "ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا" في المتحف.

وأعرب مؤسس مؤسسة "بارجيل" للفنون سلطان سعود القاسمي، في تعليق له على التعاون مع "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، عن "الفخور بالتعاون مع هذا المتحف المرموق الذي يُعنى بصون وإثراء ثقافة وتاريخ الحضارة الإسلامية، ويشرفنا أن تتاح لنا مثل هذه الفرصة الثمينة للاحتفاء باختيار الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 عبر تسليط الضوء على باقة من الأعمال الفنية النادرة وعرضها أمام جمهور الشارقة".

بدورها، أكّدت مدير عام "إدارة متاحف الشارقة" منال عطايا، "يسعدنا أن نثري مقتنيات المتحف بهذه اللوحة الفنية المتميزة؛ فهي تعد بلا شك عملاً تثقيفيًا بامتياز وإضافة قيّمة إلى صالة (ابن الهيثم للعلوم والتكنولوجيا)، كما تجسّد الدور المحوري الذي لعبه العلماء والباحثون المسلمون في مسيرة حياتهم".

وتصور لوحة "العلماء العرب" مجموعة من ألمع المفكرين والعلماء المسلمين ممن ساهموا بصورة فعّالة في تطوير العلوم والقيم الإنسانية على المستوى العالمي.

وتحمل هذه اللوحة بين طياتها مضامين غنية عن الإنجازات التي سطرها هؤلاء العلماء في مجالات الفلك، والهندسة، والكيمياء، والأحياء، والجغرافيا وغيرها؛ وهي شاهد على القفزات الهائلة التي حققوها في استكشافهم وتوثيقهم للعالم المادي.

ومن الشخصيات الإسلاميّة التي تضمنتها اللوحة أبو بكر الرازي، وابن خلدون، وابن النفيس، وغيرهم من علماء المسلمين الذين حققوا شهرة واسعة في عصرهم؛ إذ يعد الرّازي مثلاً من الشخصيات المهمّة في مجال الطب، ولاسيما طب الأطفال والعيون.

ويعتبر ابن خلدون أحد أبرز المؤرخين العرب، ومن الآباء المؤسسين لعلوم التاريخ والاجتماع والاقتصاد الحديثة، ومن أشهر أعماله "مقدمة ابن خلدون" الذي استعرض فيه رؤية مبكّرة عن التاريخ العالمي، فيما يعد الطبيب العربي ابن النفيس الدمشقي المكتشف الأول للدورة الدموية الصغرى.

يذكر أنَّ الفنان محمود حماد ولد في مدينة جرابلس السوريّة؛ وهو يعتبر أحد أبرز رواد الفن السوري المعاصر، ويحفل سجله بالعديد من الإبداعات المتميّزة، وانتقل حماد إلى العاصمة الإيطاليّة روما في خمسينات القرن الماضي، لدراسة الفن في "أكاديمية الفنون الجميلة"، ثم عاد إلى موطنه في عام 1960، ليصبح مدرسًا للتربية الفنية، وشارك في تأسيس "كلية الفنون الجميلة" في جامعة دمشق، ثم تولى عمادتها بين الأعوام 1970- 1980.

وفاز حماد بالعديد من الجوائز المرموقة أثناء مسيرته الفنية، ومنها الجائزة الأولى في مسابقة الفنون من مدينة نابولي عام 1975.

وتعد مؤسسة "بارجيل للفنون"، التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرًّا لها، مبادرة مستقلة تهدف إلى إدارة وحفظ وعرض مجموعة مقتنيات سلطان سعود القاسمي الفنية الشخصية.

وتسعى مؤسسة "بارجيل للفنون" أيضًا إلى توفير منصة عامة لتمكين الجمهور من تبادل وجهات النظر والتحاور في شأن الفن الحديث والمعاصر، مع التركيز على الفنانين المتشبعين بالتراث العربي عبر العالم، فضلاً عن توفير مورد ثري للمعلومات في الفن الحديث والمعاصر على الساحة المحلية والعالمية، عبر استضافة المعارض الداخلية، وإعارة الأعمال الفنية للمنتديات الدولية، وإصدار المطبوعات الورقية والمنشورات الإلكترونية، وابتكار البرامج التفاعلية لعامة الجمهور.

ويهدف "متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، الذي أعيد افتتاحه عام 2008، إلى حفز المعرفة وتسليط الضوء على غنى وتنوع الفنون والتاريخ والعلوم والثقافة الإسلامية.

ويضم المتحف أكثر من 5 آلاف عمل فنّي من العالم الإسلامي، بما فيها أعمال الخط العربي، والمنحوتات، والخزف، والقطع النقدية، والزجاج، والمخطوطات، والمشغولات المعدنية، والأدوات العلمية.

ويقيم المتحف معارضًا منتظمة لروائع التراث الإسلامي، كان آخرها معرض "عواصم الثقافة الإسلامية الأولى: الإرث الفني لدمشق الأمويّة وبغداد العباسيّة"، والذي يستمر حتى 17 كانون الثاني/يناير 2015.