قِطَع نقدية معدنية أثرية

أكَّدَت وزارة الثقافة المغربية أن سكانًا في دوّار بني مكرين في قرية الواد لخضر في قيادة الصهريج في دائرة العطاوية في إقليم قلعة السراغنة، عثروا صُدفةً على قِطَع نقدية معدنية أثرية من أحجام مختلفة في مسجد الدوّار، حينما كانوا يهمّون بإعادة ترميمه وإصلاحه، قبل أن يُخبروا السلطات المعنية التي انتدبت خبراء للبحث في ماهية تلك القِطَع ، فيما تعود القطع الأثرية إلى فترات من القرن الـ 19 في عهدي الحاكمَيْن الإسبانيَّيْن ألفونسو وإيزابيل.
وأكَّدَت الوزارة في بلاغ عمَّمَته على وسائل الإعلام المغربية أنها انتدبت لجنة مختصّة مكوَّنة من خبراء في المجال إلى الدوّار على إثر هذا الاكتشاف، حيث تكلفت بالمعاينة المباشرة لتلك القطع النقدية المعدنية، التي اتضح من خلال الأبحاث أنها عبارة عن عملة نقدية إسبانية تعود إلى الفترة التاريخية الممتدة بين سنتين 1848 و1868 ميلادية.  
وأفضت نتائج الأبحاث المذكورة إلى أن بعض تلك القطع النقدية كبيرة الحجم ومن معدن الفضة، وتمثل عملة إسبانية مؤرخة خلال الفترة الممتدة بين السنتين المذكورتين، حيث تعود 12 قطعة منها من فئة 20 ريالاً إلى الحقبة التاريخية التي تولى فيها الحكم في إسبانيا الملك إيزابيل الثاني، مقابل 79 قطعة نقدية متوسطة من المعدن ذاته.
وأُخضِعَت 186 قطعة نقدية موزعة على ثلاثة أصناف، تم العثور عليها صدفة من قبل عمّال بناء المسجد المذكور، إلى الخبرة العلمية الضرورية قبل تحديد نوعيتها، وطبيعة المعدن المستخدم في إنجازها، والفترة التاريخية التي تعود إليها، والملوك والرؤساء الذين تزامن صكها مع توليهم الحكم في إسبانيا، قبل حملها إلى مقر وزارة الثقافة في انتظار إيداعها في معمل مختص.
وتعود القطع التسعة والسبعون إلى الفترة التاريخية المؤرخة ما بين سنتي 1865 و1885، أي الفترة التي تعود إلى عهدي ألفونسو الثاني عشر وإيزابيل الثاني، في الوقت الذي تم فيه العثور أيضًا على 95 قطعة نقدية صغيرة الحجم من معدن الفضة مسكوكة ما بين نهاية القرن 18 ونهاية القرن 19، غير أن غالبيتها فيه ثقب واحد أو ثقبان.
وأكَّدَ بلاغ وزارة الثقافة المغربية أن هذا الاكتشاف أبلغ به سكان الدوار، وتأكدت منه اللجنة المختصة التي عقدت اجتماعا بقيادة الصهريج حضره المدير المحلي للوزارة في منطقة مراكش تانسيفت الحوز والمفتش المحليي للآثار التاريخية في المنطقة، ورئيس الحرس الوطني في القيادة وقائدها وقائد مركز الشرطة في سيدي إدريس وعميد شرطة مراقبة الحدود في الإقليم.