دبي -صوت الإمارات
بعد أن تمكن أكثر من 200 طالب وطالبة من الإمارات من الوصول إلى التصفيات النهائية في "تحدي القراءة العربي"، أعلن أول من أمس عن الفائزين بالمراكز الأولى على مستوى الدولة، بينما تم الخميس تكريم الفائزين بالمراكز الأولى في المناطق التعليمية المختلفة في الإمارات، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أقيم في كلية التقنية العليا، في مدينة دبي الأكاديمية. وأكد الفائزون على شعورهم بالمسؤولية بعد تحقيق هذا الفوز، وإصرارهم على المزيد من التحدي.
وحضر الحفل الختامي وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، الذي قال إن "اهتمام القيادة الرشيدة بالقراءة تجسد في إطلاق حزمة من المبادرات النوعية، ومنها تخصيص عام 2016 عاماً للقراءة، إلى جانب وضع الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2026، وهذا يحمل دلالات عميقة بأن القراءة ونشر مفهومها وتشجيع أفراد المجتمع عليها تحتل مكانة رفيعة، وأهمية كبيرة في أجندة القيادة، إذ تنشرها كفكر ومنهجية بين مختلف أطياف المجتمع".
وأشار مدير عام مجلس أبوظبي الوطني للتعليم، وعضو اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي، الدكتور علي راشد النعيمي، إلى أن الوصول إلى أكثر من 3.5 ملايين طالب عربي هو إنجاز معرفي وعلمي استراتيجي، كما أن مشروع تحدي القراءة العربي هو بعث عربي حضاري بقيادة استراتيجية من دولة الإمارات، تؤكد على المسؤولية التاريخية تجاه منطقتنا من خلال هذه المبادرة. وشدد النعيمي على أن مجلس أبوظبي للتعليم تبنى المشروع منذ البداية، وخصص له مشرفين ومنسقين، لأنهم جزء من حراك معرفي لإحياء روح العلم والثقافة والتسامح في الأجيال العربية الجديدة.
وتحدثت أمين عام مشروع تحدي القراءة العربي، نجلاء سيف الشامسي، خلال الحفل. وقالت "وراء كل نشء ينمو قوياً في معرفته، ومتميزاً في تعلمه، ووراء كل مجتمع مثقف تعمل مكوناته ضمن شراكة واعية لتربية النشء، قائد محب، وحريص على مستقبل أمته، أمين على مقدراتها الحضارية، نقدم جميعنا له الشكر والامتنان، القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم".
وأعلن عن الفائزين في المراكز الأوائل من كل منطقة تعليمية، وكذلك عن الأوائل على مستوى الدولة، وحققت المركز الأول، الطالبة فاطمة النعيمي، في الصف 12 بمدرسة أكاديمية رأس الخيمة الأميركية للبنات، وقالت إن "القراءة تعزز المعلومات، فهي تعزز الثقافة بشكل غير مباشر، فيصبح المرء قادراً على استرجاعها في وقت لاحق". وأضافت أن "الضغوط التي واجهتني خلال التحدي تكمن في كون المنهج الدراسي كبيراً، لكني تعلمت كيف أقرأ في الكثير من الأوقات، ومنها استراحة المدرسة، وفي السيارة في أثناء عودتي من المدرسة".
واعتبرت أن هدفها من المشاركة كان التحدي، وتطوير قراءتها، ومناقشة الكتب مع ناس لم تعتد على مناقشة الكتب معهم. وتخطط النعيمي لدراسة الهندسة الميكانيكية والكيميائية، لافتة إلى أنها توازن بين القراءة والمعرفة الأكاديمية كون ما تأخذه من العربي هو الجزء الروحاني، كما أن نظرة المرء للحياة تتبدل مع القراءة، وكذلك احترامه للآخر، فيصبح أكثر تقبلاً وتسامحاً مع الناس.
ووصفت القراءة بكونها تشكل المخرج من ضغوط الحياة، فهي بالنسبة لها عالم آخر منفصل. أما استعدادها للنهائيات، فلفتت إلى أنها ستحرص على قراءة المزيد عن الكتب التي قرأتها والكتّاب الذين قرأت لهم، كي تمثل الإمارات خير تمثيل، منوهة بأن فوزها أتى بسبب نوعية الكتب التي قرأتها، وبأنها قرأت الكثير من الكتب من مجالات تحبها كثيراً. وأشارت النعيمي إلى كونها تحب الادب والشعر، بينما كان تكريمها لحظة مهمة، أشعرتها بالمسؤولية. وشددت النعيمي على أن الجيل الجديد يقرأ، لكن ليس بالطريقة التقليدية التي اعتاد عليها الجيل القديم، فيما كانت رسالتها للطلاب أن يقرأوا ما يحبونه، كي يتمكنوا من المحافظة على حب القراءة، فهي ليس بالضرورة أن تكون عادة يومية، بل تحتاج الى مزاج جيد.