الفنان الإماراتي إسماعيل عبدالله

أبدى الفنان الإماراتي إسماعيل عبدالله، بصفته الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إعجابه الشديد بالعديد من المواهب الواعدة، التي بدأت تتلمس طريقها على خشبات مسارح عربية ومحلية عدة، مؤكّداً أن "مستقبل المسرح العربي عموماً، يعدّ مرهوناً بطاقات تلك المواهب، ومدى قدرتها على الاستفادة من خبرات القامات والخبرات المسرحية الحالية، فضلاً عن استيعابها واستفادتها من فرص التدريب والتأهيل المتاحة".

وأعرب عبدالله عن تفاؤله بمستقبل (أبوالفنون) على الصعيد العربي، رافضاً الآراء المتشائمة التي تشير إلى أن المسرح العربي يمرّ بمرحلة "شك" وتراجع أمام سطوة الدراما التلفزيونية والمسرحية.

وأشار عبدالله إلى حجم الفرص الكبيرة التي استحقها العديد من المواهب المسرحية العربية في مسرحيات مهمة، بعضها مثّل دولها تمثيلاً مشرفاً في محافل مسرحية إقليمية ودولية، بما في ذلك عروض مهرجان المسرح العربي، وعروض عربية عديدة استضافتها مدن أوروبية مختلفة. واعتبر أن "التدريب والتأهيل الجيدين هما فرسا الرهان في المرحلة المقبلة"، كاشافاً عن تدشين المرحلة الجديدة من المشروع الاستراتيجي لتنمية وتطوير المسرح المدرسي، المتمثل بعقد سلسلة من الدورات الخاصة بتأهيل الفرق المحورية العربية لتأهيل المدرسين والمشرفين والمنشطين للمسرح المدرسي في كل الدول العربية، بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم، والمؤسسات المعنية بتطوير التعليم فيها. وقال عبدالله إن "الدورات الجديدة تركز على توحيد المفاهيم العامة لدى المؤطرين للعمل في المسرح المدرسي وطرق تنميته وتطويره، من أجل تنمية شخصية الطالب وقدراته التعبيرية، وصولاً إلى خلق جيل يؤمن بالحوار، متقبل للآخر، إيجابي الاختلاف، ومتذوق للجمال، والإسهام في خلق بيئة حاضنة صحية وحيوية لصقل المواهب الفنية لدى الطلاب، ويأتي ذلك كله إنسجاماً مع الرؤية الاستراتيجية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من أجل خلق أجيال عربية تتفهم وتحب وتحضن المسرح، وتمهّد الطريق للمواهب بالصقل واحتراف المسرح، ليكون ذلك مدماك الأساس في تنمية المسرح العربي والمجتمع العربي كله، لما يمتلكه المسرح المدرسي من أثر في المجتمع بأكمله".

وأشارعبدالله إلى أن "لجنة متابعة استراتيجية تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي، ومعها لجنة التدريب وتصميم البرامج، قد وضعت البرامج بصيغ راعت فيها العديد من معطيات خاصة بالبلد المستهدف، والطبيعة المجتمعية، إضافة إلى تقدير الحاجة المتفاوت تبعاً للتجربة التي يعيشها في المسرح المدرسي، حيث يقوم فريق الهيئة المحوري، الذي يعقد دورات خاصة به، على الإشراف والتدريب والقياس والمراجعة". وستنطلق الدورات اعتباراً من شهر سبتمبر المقبل. وكشف عبدالله أن "الترتيبات تجري مع وزارات وجهات عربية أخرى، لاستكمال حلقة التدريب، التي يتوقع الانتهاء منها في منتصف عام 2017، حيث يتوقع أن يصل عدد المتدربين المستفيدين من هذه الدورات ليكونوا مدربين في بلادهم، إلى ما يزيد على 1000، وهذا يحقق هدف المرحلة القصيرة المدى لمدة عامين، ما يؤسس بشكل جديد عملية الانتقال إلى مراحل جديدة من الخطة طويلة المدى من تنمية وتطوير المسرح المدرسي، التي تصل إلى ثماني سنوات، حسب ما تضمنته الاستراتيجية التي تمت العام الماضي".