أبوظبي – صوت الإمارات
يعد الخامس من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي يوماً فارقاً للعلم والقراءة عندما تنادت دولة الإمارات من القمة انتصاراً لمبادرة رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أن يكون 2016 عاماً للقراءة، فهبت جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأفراد بجميع مستوياتها لتجسد هذه المبادرة على أرض الواقع، نظراً لما تحمله فضيلة القراءة من أهمية وقيمة منذ نشأة البشرية، حتى كادت تكون الفضيلة الوحيدة التي أجمعت الإنسانية على قيمها وعبر الحقب والأجيال.
ففي الخامس من كانون الأول 2015 وبتوجيهات من رئيس الدولة، أقر مجلس الوزراء إعلان 2016 عاماً للقراءة، وأصدر المجلس توجيهاته بالبدء في إعداد إطار وطني متكامل لتخريج جيل قارئ، وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة.
وأوضح رئيس الدولة بعد إطلاق المبادرة: "وجهنا أن يكون عام 2016 عاماً للقراءة؛ لأن القراءة هي المهارة الأساسية لجيل جديد من العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين"، مضيفاً أن تأسيس اقتصاد قائم على المعرفة، وتغيير مسار التنمية ليكون قائماً على العلوم والابتكار، وتحقيق استدامة للازدهار في دولتنا، لا تكون بإدمان استيراد الخبرات من الخارج بل بغرسها في الداخل ورعايتها حتى تكبر، وتنشئة جيل متعلم قارئ واعٍ لتطورات العالم الذي نعيش فيه، وملمّ بأفضل أفكاره وأحدث نظرياته في كافة القطاعات.
ووجّه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالبدء في تنفيذ توجيهات رئيس الدولة، عبر إعداد إطار وطني شامل لتخريج جيل قارئ وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة. وقال: "لدينا معارض للكتاب ومهرجانات للثقافة وجوائز للأدباء والشعراء ومبادرات لحماية اللغة والتشجيع على القراءة.. ونحن مؤهلون لنكون عاصمة للثقافة والقراءة والمعرفة والمحتوى".
وأضاف أن "دولة الإمارات وضعت هدفاً لها خلال الفترة القادمة بتغيير مسار التنمية ليكون معتمداً على العلوم والمعرفة والابتكار، وبأن الحاجة لمثل هذه الكوادر تتطلب تغييراً سلوكياً مجتمعياً للدفع بأجيالنا نحو القراءة والمعرفة والاطلاع لتخريج أجيال من العلماء والباحثين".
وأوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "نريد لدولة الإمارات أن تكون منارة للعلم والمعرفة كما كانت الأندلس وغرناطة وبغداد وغيرها من الحواضر التي كانت مصدراً للتنوير والمعرفة على مدى قرون عديدة.. ونحن قادرون ومستعدون وواثقون بقدرتنا على تحقيق ذلك". ووجّه بتشكيل لجنة عليا للإشراف على عام القراءة تضم في عضويتها المسؤولين الحكوميين المعنيين، وأهم الشخصيات الوطنية المشرفة على الفعاليات الثقافية والمعرفية الوطنية الهادفة لنشر ثقافة القراءة بالدولة والجوائز المتعلقة باللغة العربية أو بنشر الكتاب، وممثلين عن الاتحادات المعنية بالكتاب والأدباء والناشرين، وذلك برئاسة وزير شؤون مجلس الوزراء محمد بن عبدالله القرقاوي. وستقوم اللجنة بوضع خطة استراتيجية متكاملة وإطار وطني شامل للتشجيع على القراءة وإحداث تغيير سلوكي مجتمعي لنشر ثقافة القراءة في كافة المرافق والمجالات ولدى جميع الفئات.
وحضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في 11 يناير الماضي "خلوة المائة" التي تضم أهم 100 شخصية وطنية معنية بعام القراءة، لوضع إطار عام ومناقشة مبادرات وطنية دائمة تعمل على ترسيخ القراءة عادة مجتمعية دائمة في دولة الإمارات. وأكد أن "عام القراءة هو بداية لتغيير دائم في مجتمع الإمارات لتنشئة جيل قارئ واع للتطورات من حوله، ومستعد لقيادة مرحلة جديدة من التنمية في بلده، وأن خلوة المائة الهدف منها وضع استراتيجية عشرية ومبادرات وبرامج مستدامة نستطيع من خلالها إحداث تغيير حقيقي في أجيالنا القادمة، وترسيخ القراءة عادة أصيلة في مجتمعنا وفي كافة مرافقنا".