"ليوا للرطب" يعتبر نكهة الماضي بأدوات معاصرة

تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، انطلقت، مساء الأربعاء، فعاليات الدورة الـ12 من مهرجان ليوا للرطب، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، وذلك في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية في إمارة أبوظبي، ويستمر المهرجان حتى 30 من تموز/يوليو الجاري.
وشهد انطلاق المهرجان رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، ومدير مهرجان ليوا للرطب، عبيد المزروعي، وعدد من كبار المسؤولين، وأعيان المنطقة، وممثلو الوسائل الإعلامية.
وتجوّل المزروعي والوفد المرافق في أروقة المهرجان مروراً بالأجنحة المشاركة، واطلع مشاركات المتسابقين في مسابقة الرطب في يومها الأول، التي تم خلاله استلام أطنان من فئة (الدباس)، وكذلك مسابقة أكبر(عذج)، واطلع كذلك على المشاركات في مسابقة أجمل مجسم تراثي.
ورفع المزروعي أسمى آيات الشكر والتقدير إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة، لدعمه اللامحدود لمشروعات صون التراث، وتشجيعه الدائم على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات والفعاليات التراثية، مشيداً بما يبذله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على كل الصعد، لصون التراث العريق، والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة.
وأضاف أن "الرعاية الكريمة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، تؤكد وتجذر مكانة النخيل في نفوس الإماراتيين، وتؤكد الدعم الموصول الذي يقدمه سموّه لدعم قطاع الزراعة في الدولة".
وثمّن المزروعي توجيهات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، بدعم مسابقة جائزة المزرعة النموذجية، ضمن المهرجان بمبلغ مليون درهم، وبذلك ترتفع قيمة الجوائز للمراكز الـ10 الأولى في المسابقة إلى مليون و500 ألف درهم، مؤكداً أن "دعم سموّه يأتي في إطار تشجيع المزارعين على بذل مزيد من الجهود والاهتمام بمزارعهم، وفق أرقى المعايير والشروط الزراعية العالمية".
وذكر المزروعي إن "ما يشهده المهرجان من توسع حجم المشاركة من قبل المتنافسين في مختلف فئات مسابقات الرطب، يعكس الهدف الأسمى من المهرجان في المحافظة على التراث والعادات والتقاليد، فضلاً عن دعم مزارعي دولة الإمارات بشكل عام، وأصحاب مزارع النخيل على وجه الخصوص"، مضيفاً أن "زيادة حجم زوّار المهرجان، التي تزداد عاماً بعد عام من مختلف الجنسيات، ومن مواطني دولة الإمارات، وأبناء المنطقة وأسرهم، تعكس مدى نجاح المهرجان في الوصول إلى جميع الفئات والجنسيات".
وأوضح مدير المهرجان عبيد خلفان المزروعي، إن "اللجنة المنظمة حرصت على تقديم باقة متنوّعة من البرامج والأنشطة والفعاليات، التي تلبي احتياجات الجمهور، وتحقق مطالبهم المتنوّعة من المهرجان، حيث تتميز هذه الدورة من المهرجان بالعديد من المفاجآت التي تخدم جهود دعم الموروث الثقافي الإماراتي، من أجل الإسهام في إحياء التراث في نفوس الأجيال الجديدة".
وأضاف مدير المهرجان أن "المهرجان يشهد هذا العام إضافة شوطين لمزاينة الرطب، ضمن فئتي (الخلاص) و(الدباس)، المخصصين لأصحاب المزارع، التي تزيد نسبة ملوحة المياه فيها على 12 ألف درجة، وقد خصصت لكل فئة 15 جائزة نقدية تساوي الجوائز المقدمة في الفئات الثانية من المزاينة"، مشيراً إلى أن "هذه الإضافة تؤكد حرص اللجنة المنظمة على دعم مزارع النخيل، وتقديم الفرص المتساوية لهم لخوض المنافسة، ودعم مسيرة أصحاب المزارع ذات الملوحة العالية".
وأكد أن "مجموع الجوائز المقدمة هذا العام تبلغ نحو ستة ملايين درهم، وتشمل مزاينات الرطب الرئيسة بفئاتها التسعة: (فئتا الدباس والخلاص للمزارع التي تقل نسبة ملوحة المياه فيها على 12 ألف درجة، وفئتا الدباس للمزارع التي تزيد نسبة ملوحة المياه فيها على 12 ألف درجة، وفئة الخنيزي، بومعان، الفرض، النخبة الرئيس، النخبة التشجيعي، وأكبر عذج)"، مضيفاً أنه "تم زيادة المساحة المخصصة للمهرجان هذا العام لتصبح نحو 20 ألف متر مربع، بزيادة قدرها 20%، مقارنة بالعام الماضي، وذلك لمواكبة ما يشهده المهرجان من إقبال متزايد عاماً بعد عام، سواء من مشاركين أو زوّار".
ويستعرض جناح "تالة للألواح الخشبية" أهمية تدوير مخلفات النخل في الحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد، ويقدم نموذجاً عملياً ريادياً، من خلال تحويل مخلفات النخيل إلى ألواح خشبية ذات جودة عالية.
ويقدم مركز خدمات المزارعين بأبوظبي، برامج توعية للزوّار والمزارعين بأهمية أشجار النخيل وثمارها من الرطب والتمور وكيفية المحافظة عليها، ويستعرض الخدمات الفنية والإرشادية المقدمة لأصحاب المزارع، بما يخص أشجار النخيل، وأحدث أساليب الإدارة المتكاملة لآفات النخيل، خصوصاً سوسة النخيل الحمراء، التي تعدّ أكثر الآفات تهديداً لأشجار النخيل.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز بالإنابة، ناصر الجنيبي، أن "المركز يسعى من خلال البرامج والمشروعات التي يطرحها إلى تقديم أفضل الحلول والابتكارات والممارسات الزراعية المناسبة للظروف المحلية بدولة الإمارات، وتحسين تغذية أشجار النخيل للحفاظ عليها كإرث عظيم، علاوة على رفع إنتاجية وجودة الرطب والتمور في مزارع إمارة أبوظبي".