المنيا - جمال علم الدين
أعلن وزير الآثار المصري، الدكتور خالد العناني، عن كشف أثري مهم في منطقة الغوريفة في منطقة تونا الجبل، التابعة إلى مركز ملوى، في محافظة المنيا، وهي عبارة عن جبانة فرعونية قديمة على بعد 4 كيلومترات من منطقة تونا الجبل، وقد عثر بداخلها على قناع من الذهب وتوابيت مومياوات تؤرخ لبعض الأمور المتعلّقة بحياة الفراعنة في الماضي ، كما يضم الكشف 8 مقابر، عثر بداخلها على 40 تابوتًا لكهنة وكبار موظفين كانوا يعبدون "تحوتي"، وبها مجموعة مجوهرات في حالة جيّدة، وتوابيت خشبية مطعمة و4 أواني كوبانية، وأكثر من ألف تمثال .
وأوضح العناني، في مؤتمر صحافي عقده اليوم السبت في المنطقة الأثرية في تونا الجبل، بحضور السكرتير العام لمحافظة المنيا، محمد عبدالفتاح، نائبًا عن المحافظ عصام البديوي ورئيس مركز ملوى، إبراهيم العربي، ورئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب عمرو غلاب، أنّ هذا الكشف الأثري يصنف من الاكتشافات الأثرية المهمة ويفسر كثيرا من الأمور المتعلقة بحياة الفراعنة، مؤكدًا على أنّ محافظة المنيا واعدة في الاكتشافات الأثرية، وتحظى باهتمام خاص من جانب الوزارة، وشهدت قبل عام واحد افتتاح متحف ملوى الذي تعرض للتخريب والنهب علي يد الجماعات المتطرّفة خلال أحداث العنف، وأصبح الآن في صوره أفضل مما كان عليه بكثير، كما تم الاعلان عن كشف آثري هام لجبانة أثرية، مايو/أيار الماضي، وقد لفت الكشف انتباه العالم أجمع لأهمية منطقة تونا الجبل، في غرب مركز ملوى، مؤكدًا أن البعثة تحتاج 5 سنوات لإنهاء العمل في هذا الموقع، متابعا بقوله: منطقة تونة الجبل ستشهد اكتشافات أثرية جديدة.
ولفت العناني الى أهمية منطقة "الغوريفه" التي تم العثور على الكشف الجديد بها، والتي كانت مطمعًا للصوص، وقد وصلوا إليها منذ سنوات قد تمتد للستينات والسبعينات، والمنطقة واعدة لأنها تعد عاصمة الإقليم الخامس عشر لإقليم مصر الوسطى، وبدأت الحفائر فيها نهاية عام 2017، والكشف يضم جبانة أثرية جديدة، لها قيمة علمية وكل متخصص أثري سيدرس شكل التابوت والبقايا الآدمية التي تم العثور عليها، وقد نحتاج لسنين عمل ودارسة لكي نفهم تلك المنطقة، منوّهًا إلى أنّ هناك بعثة من ميونخ، وهيلدزهايم ، إضافة لبعثات مصرية خالصة تعمل منذ سنوات ماضية، وتكتشف بشكل منتظم وتلفت انتباه العالم لمصر بشكل دائم، ومن وسط الصعيد من مركز ملوى نرسل رسالة أمان للعالم كله، مفادها أننا ننعم بالأمن والأمان وأعرب عن شكره لمحافظ المنيا عصام البديوي الذي بذل جهودًا مضنية، لافتا إلى أنه اعتذر عن الحضور لارتباطه بمؤتمر هام خارج المحافظة، كما أشاد بدور نواب المحافظة ولجنة السياحة التي تفقدت المنطقة.
وأفاد وزير الآثار بأنّ الوزارة افتتحت متحف ملوى في العام 2016، عقب الانتهاء من تطويره بعدما طالته يد الإرهاب بالحرق والتدمير في أغسطس 2013، كما تم الإعلان عن كشف أثري مهم يضم 17 مومياء بحالتها في منطقة "تونا الجبل" في 2017
وقال الأمين العام لهيئة الآثار المصرية، الدكتور مصطفى الوزيري، إن كلمة "الغوريفة" وهي اسم المنطقة التي عٌثر بها على الكشف، تصغير لكلمة غرفه، ومعروفة بين الأثريين أن مقابر الدولة الوسطى موجودة في الناحية الشرقية للنيل، ومقابر العصر اليوناني والروماني موجودة في الجانب الغربي، ولم نعثر على مقابر الدولة الحديثة حتى الأن في مناطق ملوى الأثرية، وقد وجدنا آثار سرقات كثيرة، وفي 2004 تم ضم تلك المنطقة لأملاك الآثار، واتفقنا على عمل حفائر علمية تابعة للآثار، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدأنا الحفائر العلمية وعثرنا على أول تابوت، ثم عثرنا على مومياء، وبرونز مذهب وبقايا ماسك و4 أوان كابونية ، والمجموعة كاملة عبارة عن جبانة عائلية، ودرسنا العظام الآدمية المتبقية ووجدنها لنساء ورجال وبنت في عمر الـ15 عامًا، وكلب مستأنس، وأضاف في يوم 31/12/2017 تم العثور علي جعران مكتوب عليه "هابي نيو ير" "عام سعيد"، وعثرنا على تمائم، وعين، وتمية قلب، والكثير من المقتنيات الأثرية بالرغم من ارتفاع درجة الحرارة داخل المقبرة التي تصل ل40 درجة مئوية، فالجبانة تعود لعصور متأخرة، وقد شهدت تونا الجبل على مدار 5 أعوام علي الأقل حفائر بأيد مصرية خالصة، وعثرنا على أبيار وأكثر من 40 تابوت حجري، والمنطقة مليئة بالطفلة والرطوبة ولذا تم عمل التابويت من الحجر الجيري، ونسبة الرطوبة أثرت سلبًا عليها، واللصوص الذين وصلوا لتلك المنطقة كان هدفهم كسر التابوت والعثور على ما يسموه بالزئبق الأحمر، ولم يهتموا كثيرًا بسرقة الآثار الموجودة.
وأوضح مصطفى الوزيري، أن كشف اليوم تضمن العثور على 4 أوانٍ "كانوبية"، ومومياوات، وقناع، ومجموعة يُطلق عليها "دفنة عائلية"، وعظام آدمية لمجموعة من الرجال والسيدات وفتاه عمرها 15 سنة، وعظام كلب، وفي 2017 عثرت البعثة على جعران وتميمة على شكل قلب وأشياء كثيرة.