الأقصر – محمد العديسي
الأقصر – محمد العديسي
رفض عضو اتحاد كتاب مصر الأديب حسين القباحي إحياء احتفالات "عروس النيل" في مدينة الأقصر، والمقرر إقامتها نهاية العام الجاري.
وأكد القباحي، مهاجمًا مشروع المهندس ممدوح حمزة، أن "مثقفو الأقصر ومبدعوها لن يسمحوا بتضليل العالم، وتلويث سمعة الحضارة المصرية القديمة، بدعوى تنشيط السياحة، والترويج لها", مشيرًا إلى أن "الأقصريين لن يتهاونوا مع من يريد أن يتاجر بتاريخنا،
وتراثنا الفكري والإنساني، دون وعي أو إدراك حقيقي للمكانة الراقية، التي تمثلها حضارتنا المصرية القديمة، في وجداننا ووجدان العالم المتحضر"، لافتًا إلى أن "المصري القديم لم يترك شيئاً من تفاصيل حياته اليومية إلا و تركه مدوناً في بردياته، أو مرسوماً ومنحوتاً على جدران معابده، لاسيما تلك التفاصيل التي ترتبط بأمجاد ملوكه، وانتصاراتهم، أو طقوس عبادته، وما يتصل بتقديس آلهته، ومظاهر احتفالاته الدينية، ومنها أعياد (الأوبت)، أو ما أطلق عليه فيما بعد وفاء النيل"، موضحًا أن "نقوش جدران فناء الملك أمنحتب الثالث، في معبد الأقصر، صورت كيفيةَ الاحتفال في هذا العيد، وكذلك تلك النصوص التي تم تنفيذها أثناء حكم توت عنخ آمون، كما صورت مناظر رحلة الذهاب من الكرنك إلى الأقصر على الجدار الغربي، وصور طريق أو رحلة العودة على الجدار الشرقي، ما لم يعد معه مجال لاجتهاد أو إعمال للخيال".
ويذكر أن أعياد "الأوبت" كانت من المناسبات التي حرص مثقفو الأقصر على إبرازها وتقديمها من جديد إلى العالم، كنموذج راق لحضارة، تعلي من قيمة البناء والزراعة والصناعة والكتابة والمعرفة والموسيقى وكل الفنون الجميلة، التي يعشقها العالم، مع سعيهم لإحياء طريق الكباش، والترويج لأوبرا "عايدا"، وعرضها من جديد في مواقعها الطبيعية، وأماكن حدوثها.
وسبق أن نظمت مدينة الأقصر، في أوائل التسعينات من القرن الماضي، احتفالية كبرى في أعياد "الأوبت"، من داخل وأمام معبد "الكرنك"، في عهد اللواء يحيى البهنساوي، وشارك فيها عدد كبير من كبار فناني مصر، منهم عزة بلبع، ونيفين علوبة، ومحمد نصر يس، وحسين خليفة، وغيرهم من مبدعي الأقصر، ومسرحييها، التي لاقت رواجًا عالميًا.