فاس ـ حميد بنعبدالله
تكرم جمعية "بعث الموسيقى الأندلسية" في مدينة فاس المغربية، عميد الموسيقى الأندلسية في المغرب مولاي أحمد الوكيلي، بمناسبة الذكرى 25 لوفاته، في حفل فني كبير يقام، مساء الجمعة 4 تشرين الأول/أكتوبر، في القاعة الكبرى لمدينة فاس في حي البطحاء، بمشاركة جوق الرباط للطرب الأصيل بقيادة الفنان إدريس كديرة.وتنظم هذه المناسبة بدعم من وزارة الثقافة، و"الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون" ومؤسسة "الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير"، كما تنظم ندوة علمية للتعريف بإنجاز هذا الفنان الراحل وجوانب مختلفة من شخصيته، تحتضنها صباحًا الغرفة التجارية في مدينة فاس، ويشارك فيها عدد من أصدقاء الراحل وبعض الباحثين الجامعيين والمتهمين والنقاد.وأعطى الوكيلي، الذي يعتبر أحد أبرز فناني الطرب الأندلسي، الكثير لهذا الفن، وجدد فيه كثيرًا، بإدخال آلات موسيقية لم تكن مستعملة فيه، من قبيل البيانو والأركورديون والكلارنيت، واشتهر بتنسيقه رائعته "المشالية الكبيرة" التي تضم 11 استخبارًا فرديًا من طبوع مختلفة ممزوجة بغيات المشرقي والاستهلال، وفق ترتيب دقيق ومحدد.وأضاف جوار الآلات في الجواب على بعض الصنعات التي يتميز بها الفن الأندلسي المغربي، بينها الكمان الجهير الجالس والواقف، وآلات النفخ ولهارب والمنضولين والكورديون، ونقل بذلك نوبة الآلة من الأداء التقليدي في شكله إلى شكل الأداء الأوركسترالي، دون أن يفرط على وترية الأداء المميزة لهذا الفن التراثي المغربي.ويصفه النقاد بـ"رائد مدرسة تعبيرية قائمة الذات، لها قواعدها أثناء العزف والغناء" و"الرجل الذي سبق زمانه إلى مبتغاه"، بعدما راكم تجربة لا يُستهان بها في جوق الإذاعة الوطنية، الذي تجمع فيه عازفون ومنشدون مهرة، بينهم عازفو الكمان محمد بلخدير ومحمد آيت متجار وأحمد الشافعي، والذين انسجموا معه لصنع لوحات فنية ما تزال شاهدة على عصر زاهر عاشه هذا الجوق. وحافظ الرجل على الأداء الجماعي في الغناء والعزف، لكنه جعل له جماعة من المنشدين تختلف طبقاتهم الصوتية دون الاستغناء عن الغناء الفردي في بعض الصنعات التي يخص بها نفسه، كما جعل العزف الجماعي ضمن لحن موحد تؤديه الآلات الموسيقية ويماثل ما جاء في الغناء، وحافظ على الصنعات المشغولة ورتبها وألغى ما رأى أن غناء الشعر فيها أجمل.