القدس- من ميسون أسدي
نظّم المدرس الميدانيّ في مجمع اللّغة العربيّة في حيفا،الشّاعر سيمون عيلوطي، الخميس، فعاليّة عن أدب الأطفال، لطلاب صفوف السّادس في مدرسة "إبراهيم طوقان" في الناصرة، شارك فيها الأديبان جودت عيد ومنى ظاهر.
وافتتح الفعاليّة منظّمها، الشّاعر سيمون عيلوطي متحدّثًا عن الدّور الرّياديّ الّذي يقوم به مجمع
اللَغة العربيّة في سبيل تعزيز مكانة لغة الضّاد، سواء في مجال تعريب المصطلحات أو في نشره للأبحاث اللّغويّة والأدبيّة والّتي تضمّها مجلّته "المجلّة"، أو من خلال المؤتمرات والأيّام الدّراسيّة الّتي يعقدها المجمع بين الحين والآخر. كما تحدّث عن أهميّة هذه الفعّاليّات الّتي تّخصص لطلاب المدارس بهدف تعميق قدرات الطّلاّب والطّالبات في مجال اللّغة العربيّة وحثّهم على قراءة آدابها.
بعد ذلك تحدّثت الأديبة منى ظاهر عن جوانب مختلفة من أدب الأطفال والكتابة لهذا الجيل، مثل ماهيّة مفهوم الإبداع، القصّة والقصّة الشّعبيّة بما فيها الخرافة والأسطورة. وقد سعت من خلال تفعيل الطّلاب إلى التمييز بين المفاهيم المتعدّدة من خلال عصف ذهنيّ وحوار. ثمّ قرأت قصّة عملت على تفصيحها من اللهجة المصريّة بعنوان "الحبّ الأعمى" والّتي تحاول تفسير كيف صار الحبّ أعمى يقوده الجنون، إضافة إلى أهمّيّة إعلاء لغة المحبّة بين أفراد المجتمع. ثمّ قدّمت فعّاليّة تربويّة تمحورت عن "قصّة لكي نرسم صديقنا الكلب" الّتي تفاعل معها الطّلاّب والّتي ترتكز في الأساس على قيمة فهم المقروء والمسموع، خصوصا عندما قاموا بتنفيذ رسم ما جاء في القصّة من عوالم ومضامين أثرت خيالهم وأكسبتهم مفردات جديدة.
أمّا الكاتب جودت عيد فتناول في محاضرته تجربته مع الأدب وخصوصًا أدب الأطفال، متوقّفًا عند نواح عديدة في ما يميّز هذا الأدب، ثمّ عرض بأسلوب مشوّق قصّة من نتاجه تشجّع الطلاب على القراءة وتحثّهم على محاولة الكتابة الإبداعيّة التي بواسطتها يمكنهم أن ينمّوا موهبتهم الأدبيّة ويطوّرا مهاراتهم وقدراتهم اللّغويّة.
وتحدّثت مدرسة اللّغة العربيّة في المدرسة، أميرة بواردي عن إعجابها بهذه الفعاليّة الّتي تفاعل معها الطلاّب، وتمثّل ذلك من خلال النّقاش وتوجيه الأسئلة الّتي دارت بينهم وبين المحاضرين المبدعين.
في نهاية اللقاء عبّر مدير المدرسة، الأستاذ، أحمد حامد عن بالغ تقديره لمجمع اللّغة العربيّة في حيفا على ما يقدّمه من أبحاث تكشف أمامنا نحن، القرّاء والمهتمّين، جوانب جديدة من لغتنا الجميلة، وبشكل خاصّ لجنة المصطلحات الّتي عملت وتعمل على تعريب العديد من المصطلحات التي كنّا نحتاج إلى ترجمة علميّة لها في مؤسّساتنا ومدارسنا العربيّة. وأضاف "إنّنا ننظر بعين التّقدير إلى عمل المركّز الميدانيّ في المجمع، الشّاعر سيمون عيلوطي على تنسيقه الجيّد مع مدرستنا، وبالشكل الّذي ساهم في إنجاح هذه الفعاليّة التي نطمح بإقامة مثيلاتها مستقبلاً".