القاهرة ـ محمد الشناوي
اكتشف العلماء مدينة مصرية قديمة ابتلعها البحر المتوسط منذ أكثر من 1200 عام ، ويبدو أنها ستبيح بأسرارها التي ظلت مدفونة طيلة هذه السنوات. وتضم الأثار الغارقة على عمق 16 قدم تحت سطح الماء، عملات ذهبية، وألواح حجرية عملاقة، عُثر عليها في المدينة الساحلية القديمة التي تقع 20 ميل شمال شرقي مدينة الإسكندرية، التي تطل على البحر الأبيض المتوسط. ويُعتقد منذ مئات السنين أن المدينة مجرد أسطورة، ولكن أصبحت
مدينة "هيراكليون"، والتي تُسمى أيضًا "زونيس" حقيقة واضحة، خلال عملية مسح للشواطئ المصرية في بداية العقد الماضي.
ويستعد الآن فريق دولي من علماء الآثار البحرية لعرض بعض الأشياء التي عثر عليها في المدينة الغارقة تحت الماء، وقد تم ذكر المدينة من قبل المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي قال إن هيلين من طروادة زارت مدينة هيراكليون مع عشيقها باريس قبل حرب طروادة، ولم يعثر على أي أدلة على المدينة حتى العام 2000، حتى اكتشفها الباحث الفرنسي فرانك جوديو، مع فريق من المعهد الأوروبي لعلم الآثار تحت الماء، حيث قالت الوثيقة إنه تم اكتشاف قطع أثرية ضخمة من أثينا في الموقع، مؤكدة الاعتقادات أن المدينة كانت قبل ذلك ميناء تجاري مهم.
وأوضحت عالمة الأثار في جامعة أكسفورد، وأحد العاملين في الموقع إليزابيث فان دير ويلت، أن الميناء كان محورًا مهمًا في شبكة التجارة للمسافات الطويلة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأسفرت الحفريات في أحواض المرفأ عن العثور على مجموعة مثيرة للاهتمام من المعادن النفيسة، ومن المحتمل أن تكون قد استخدمت من قبل خدام المعبد والتجار في دفع الضرائب وشراء السلع، ومن بين هذه المعادن مجموعة مهمة من القطع الأثينية، فهي من الاكتشافات الأثرية المهمة لأنها المرة الأولى التي يتم فيها تحديد مثل هذه الأوزان خلال أعمال التنقيب في مصر.
ولا يزال العلماء غير متأكدين لماذا اختفت المدينة فجأة، إلا أنه توجد نظرية واحدة تشير إلى ارتفاع مستوى سطح البحر تدريجيًا، وهو ما تسبب في غرق المدينة، حيث أكد مدير مركز أكسفورد لعلوم الآثار البحرية في جامعة أكسفورد الدكتور داميان روبنسون، الذي عمل في الحفريات، أنها "مدينة كبيرة، ونحن مستمرين في التنقيب عنها، والموقع لديه قدرة حماية مذهلة، وبدأنا الآن في البحث في مناطق أكثر إثارة للاهتمام داخلها في محاولة لفهم الحياة هناك".