الإسكندرية ـ أحمد خالد
يُعرف المتحف القومي في الإسكندرية بما يحتويه من أثار لكافة العصور التي مرت علي " عروس البحر الأبيض المتوسط" , حيث يضم قرابة 1800 قطعة أثرية لتاريخ المدينة منذ وجدت علي ظهر المعمورة , ليضم بين جنباته آثار يرجع تاريخها لالآف السنين في مكان واحد ويقع المتحف في شارع فؤاد في بداية طريق الحرية وسط المدينة , في مبني كان قصرًا لأحد التجار الأثرياء في ثلاثينات
القرن الماضي قبل أن يبيعه للسفارة الأميركية بمبلغ 53 ألف جنيه مصري عام 1954 لينتقل بعد ذلك إلى المجلس الأعلى للأثار في العام 1996 بقيمه 12 مليون جنيه ,حيث قاموا بتجديده وظل المتحف القومي فاتحًا أبوابه للسائحين الأجانب وعشاق التاريخ من المصريين , خلال الفترة الماضية علي الرغم من الظروف السياسية والامنية التي مرت بها مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير .وبالرغم إحجام شركات السياحة عن تنظيم رحلات إلى مصر في هذه الفترة لظروف أمنية ,إلا أن المتحف القومي ظل من المتاحف القليلة الموجودة في الإسكندرية وفي مصر عمومًا, يستقبل رحلات الإجانب للتعرف علي تاريخ المدينة حيث يفد الاف السياح بشكل دائم عقب نزولهم في ميناء الإسكندرية في رحلاتهم عبر شواطئ البحر المتوسط .أما المتحف من الداخل فيحتوي علي أبرز القطع الأثرية التي شهدتها المدينة العتيقة في جميع العصور بدءًا من الدولة القديمة وحتى العصر الحديث . وتصور تلك القطع حضارة مصر وثقافتها وفنونها وصناعاتها خلال هذه العصور , كما تبين وحدة التاريخ والشخصية المصرية من خلال المعروضات التي توضح كل المراحل التي مرت على تاريخ مصر من احداث تاريخية قومية.
ويقول الدكتور أحمد غانم الاستاذ في كلية الآداب قسم الآثار في الإسكندرية أن المتحف يشمل أثار المدينة بدءًا من العصر الفرعوني مرورًا بالعصور حتي العصر الحديث وأسرة محمد علي .
ويشير إلى أنه تم جمع هذه القطع الاثرية من متاحف عدة في جمهورية مصر العربية من بينها المتحف المصري والمتحف الإسلامي والمتحف القبطي بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني والآثار الغارقة والآثار الإسلامية في الاسكندرية لتكون في مكان واحد ويسهل على المهتمين بأثار الاسكندرية التعرف عليها .
ويوضح غانم أن المتحف يحتوي على أقسام عدة كلا يضم حقبة تاريخية محددة حيث يحتوي أول اقسام المتحف على تاريخ المدينة القديم والاسر الفرعونية في حين يضم القسم الثاني بعض مقتنيات العصور الوسطي مرورا بعد ذلك بالعصر اليوناني والروماني ثم العصر القبطي والاسلامي .
كما يحتوي علي قاعة خاصة للاثار الغارقة وتضم مجموعة رائعة من الاثار الغارقة التي تم انتشالها ويعرض القسم ايضا صورًا حية من عمليات الانتشال ليستطيع الجمهور أن يكوّن تصورًا لشكل وحالة الاثر قبل انتشاله ومن أهم القطع في هذا القسم ثمثال من الغرانيت الأسود لايزيس وتمثال لكاهن من كهنة ايزيس ومجموعة من التماثيل والبورتريهات الرخامية لبعض آلهة الإغريق ومنها تمثال لفينوس آلهة الحب ورأس للاسكندر الأكبر .