16 فنانًا يرسمون ملامح تراث شرق آسيا

التراث الشعبي لدول شرق آسيا ونقاط التشابه بينه وبين تراث الإمارات؛ كان أحد الموضوعات البارزة التي عكستها الأعمال الفنية التي ضمها معرض "شرق آسيا للفنون والرسم"، الذي أقيم مساء أول من أمس في فندق ميلينيوم الكورنيش في أبوظبي.

ويضم المعرض الذي تنظمه "بن ماضي للسفريات" 16 فنانًا من دول مختلفة، منها كازخستان وأوزبكستان وكرجستان وروسيا وطاجيكستان، وجميعهم غير مقيمين في الإمارات، لكن الشركة المنظمة استضافتهم للتعرف إلى ثقافة الإمارات، وعرض أعمالهم الفنية للمجتمع، على أن ينتقل المعرض إلى الخالدية مول لمدة ثلاثة أيام، لإتاحة الفرصة لأكبر قدر من الجمهور لمشاهدته والتفاعل مع الفنانين الذين سيوجودون خلال فترة المعرض بالأزياء التقليدية لدولهم.

ويضم المعرض العديد من الأعمال الفنية التي تتنوع في خاماتها والمدارس الفنية التي تنتمي إليها، وكذلك موضوعاتها. وإلى جانب هذه الأعمال، يتضمن المعرض صورًا لنسخة نادرة من مخطوطة للقرآن الكريم بالخط الكوفي، تعود إلى الفترة من القرن التاسع إلى الحادي عشر، بحسب ما أوضحت الفنانة التي تمتلك النسخة الأصلية من المخطوطة التي تعرض لأول مرة، مشيرة إلى أن القيمة المادية للمخطوطة قدّرها خبراء بما يراوح بين خمسة وسبعة ملايين دولار. وأشارت إلى أن عائلتها تناقلت ملكية المخطوطة من جيل إلى جيل في سرية تامة.

الخيول والأبل شكلت أحد الموضوعات البارزة في لوحات المعرض، بعضها لوحات مصنوعة بالتطريز التقليدي الذي كان يستخدم في تزيين الملابس في كازخستان، والبعض الآخر لوحات مائية أو زيتية، ومن هذا أعمال الفنانة بيرزيت تاينوفا، التي قدمت مجموعة من اللوحات الصغيرة الحجم، التي جسدت فيها الخيول في أوضاع وبأشكال مختلفة تبرز جمال هذه الكائنات، مشيرة إلى أن تركيزها على الخيول يرجع إلى إعجابها بالخيل العربي الذي تعارف على أنه الأجمل في العالم، إضافة إلى ما يمتلئ به من حيوية وطاقة تظهر في المساحات الصحراوية الواسعة التي تتميز بها بيئة الإمارات، لافتة إلى أنها تشبّه الخيول في لوحاتها بالفتاة التي تبرز جمالها. كما تعرض الفنانة مجموعة من اللوحات التي تعبر عن الطبيعة في كازخستان، لتعرف المقيمين في الإمارات بهذه الطبيعة التي تختلف كثيرًا عن الطبيعة والبيئة في الإمارات.

أما الفنانة مدينة كاربانجاليفا فاستمدت لوحاتها من الرسومات البدائية التي كان يرسمها الإنسان الأول داخل الكهوف في العصور القديمة، والتي باتت تمثل مدرسة فنية معروفة في العالم تحمل سماتها الخاصة، مشيرة إلى أن هذه الرسومات القديمة توجد في مناطق مختلفة من كازخستان. وقد عمدت إلى التنويع في استخدام الألوان بين الألوان الباردة، مثل الأزرق، والحارة مثل البرتقالي والأحمر.

وضم المعرض أعمالًا لفنانين معروفين ولهم أعمال مقتناة في متاحف عالمية. في حين قدم أحد الفنانين مجموعة لوحات مستمدة من سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ومن حياة قريش خلال البعثة النبوية، عمد فيها الفنان إلى إضفاء لمحة من الأجواء الروحانية على هذه اللوحات.