بيوت مزخرفة في مدينة مغاير شعيب

تعددت المواقع في السعودية ذات الطابع التاريخي القديم، والتي ما زالت شامخة في وجه تغيرات الزمن، وسط جهود من الجهات الحكومية ذات الاختصاص في المحافظة عليها، وتوثيقها ضمن سجلات التاريخ التراثي القديم.من ذلك، ما تزخر به شمال غرب السعودية، من حزمة مواقع اعتبرها المتخصصون بأنها بوابات للتاريخ، فتراكض عدد من المصورين في توثيقها وإظهار جمالياتها، لنقلها إلى العالم والتعريف فيها.

المصور السعودي محمد الشريف، المهتم بتتبع الطبيعة وتصوير الآثار القديمة، قام بنقل مشاهد الجمال التراثي في موقع "مغاير شعيب" والواقع في الجهة الغربية من منطقة تبوك، والتي لا تقل أهمية عن مدائن صالح في الحجر.وقال المصور الشريف: "مغاير شعيب هي واحة قديمة منحوتة بالصخر، لها واجهات تعود للحضارة النبطية، ويعرف علماء التاريخ والحضارة ودارسي الآثار مدى ما بلغته حضارة الأنباط من ازدهار وتطور في ذلك العصر، كما يوجد بها بقايا لمدينة قديمة تعود للفترة الإسلامية المبكرة تعرف

بـ"الملقطة"، وهو مكان المدينة الإسلامية على جهة الشرق من وادي عفال الشهير، وبالتالي فإن مغاير شعيب تكون على الجهة الغربية لذات الوادي، وعلى الضفة الشرقية توجد "بئر موسى" أو ماء مدين، ومدائن شعيب معلم تاريخي يعود إلى ما قبل رسول الله موسى عليه السلام، وفي هذا المكان نزل عذاب الله بقوم بخسوا الناس أشياءهم".وأضاف: "إن الدخول إلى مغاير شعيب يكون عبر أبواب منحوتة في الصخر، فالموقف صعب والمكان موحش، لاسيما أنه مكان عذب الله به قوما عصوه، على الرغم من أنهم بلغوا من العلم والمعرفة الشيء الكثير، فلا غرو أن يصفهم بعض علماء الهندسة وطلاب العلم بأنهم مهندسو عهدهم عندما اختاروا الجبال، فتفننوا فيها رسماً وحفراً ونقشاً وعمروها، بل اختاروا أعاليها، برعوا وأبدعوا وصمموا ثم نفذوا وسكنوا".

 

والمغاير كهوف منحوتة داخل الجبال بطريقة هندسية رائعة، تنم عن حضارة قديمة، وهي بيوت منحوتة داخل الجبال، وداخل هذه البيوت غرف مفصلة تفصيلاً دقيقاً، كما شيدوا لها مقابر داخل البيوت المنحوتة، وهذه المقابر منفصلة عن البيوت، ورسمت بعض النقوش والزخارف الإسلامية بطريقة هندسية جميلة وعريقة.

وتابع: "الملاحظ أن نحت البيوت يأتي من ناحية سفوح الجبال المائلة، وينحتون الجبال بطريقة عكسية حتى إذا جاءت الأمطار لا تدخل إلى الداخل، كما تم اختيار هذه البيوت في مواقع مرتفعة عن خطر السيول لوقوع البدع (مدين) في وادي عفال، أكبر أودية المنطقة طولاً واتساعاً، وكثيرة هي روافده وما يتبعه من أودية وشعاب".وأوضح الشريف أنه يوجد ثلاثة جبال فيها ما يقارب 12 بيتا منحوتا، وهي عبارة عن مقابر جماعية منحوتة في تكوين صخري جبلي متوسط الارتفاع، وعلى بعضها زخارف جميلة، بالإضافة إلى أن هناك منحوتات منها ما استخدم للسكن أو لأغراض أخرى.

قد يهمك ايضا

معلومات لا تعرفها عن الخبيرة المصرفية السعودية رانيا نشار
"مدائن صالح" تروي تاريخ الأنباط لزوّار مهرجان "شتاء طنطورة" السعودي