أبوظبي ـ صوت الإمارات
خرجت مجالس أحياء دبي من عباءة الأدوار التقليدية إلى أدوار أكثر حيوية، تليق بمكانة دبي، وحضورها القوي، وتميزها في شتى المجالات والقطاعات، فبالإضافة إلى كونها تسهم في ترسيخ منظومة القيم الإماراتية، وتوطيد أواصر النسيج الاجتماعي، فهي أيضاً تشكل منصات حية لاستقطاب سكان المناطق من مختلف الفئات العمرية، وإشراكهم في القضايا التي تعنى بالعادات والتقاليد والقيم المتوارثة، بغية تنميتها في نفوس النشء، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لطرح آراء المواطنين، وأفكارهم وإيصالها إلى المسؤولين. وتعمل المجالس كذلك على تنمية روح التسامح والأخوة بين سكان المنطقة، وتربي الأجيال على المبادئ والأخلاق الحميدة.
وتأتي مبادرة تدشين مجالس الأحياء وزيادة عددها في الإمارة، إيماناً من حكومة دبي بدورها في ربط الجيل الحالي بجيل الآباء والأجداد، عبر تحويل المجالس إلى بيئات فاعلة، وحواضن ناقلة للفائدة، ومناخ تحفيزي قادر على تمكين وصقل مهارات الشباب القيادية.وتعمل المجالس على زيادة التلاحم المجتمعي بين أفراد المجتمع الذين يجتمعون في هذه المجالس لمناقشة قضاياهم المجتمعية، كما أنها فرصة لحصول التعارف بين أبنائهم الذين يأتون بصحبتهم، فيتعلمون من ذويهم العادات والتقاليد الإماراتية والسنع، والتي تشكل هوية الشعب الإماراتي ويعرف بها، وبما يعزز هذه العادات ويرسخها في نفوس النشء، باعتبارها موروثاً حضارياً لا يجوز التفريط فيه، ولا سيما أن الشعب الإماراتي يعتبر السنع قوانين ودستوراً في الأخلاق والصفات الحميدة التي تحكم تصرفات الفرد في تعاملاته وعلاقاته.
وتطور دور المجالس ليشمل استضافة حفلات عقد القران والأعراس التي تقام فيها، والمخصصة للرجال ويتم تنظيمها بين فترة العصر إلى المغرب، ويتكفل خلالها أهل العريس بالضيافة التي تميز المجتمع الإماراتي في مثل هذه المناسبات دون مبالغة في التكاليف أو المظاهر بغرض ترسيخ مفهوم ترشيد النفقات في الأعراس، وبهدف تحقيق القناعة والتركيز بشكل أساسي على تكوين أسرة مستقرة وناجحة وسعيدة في المقام الأول، وهو هدف رئيس من إتاحة مجالس الأحياء لإقامة هذه المناسبات.
وتشهد هذه المجالس إقبالاً ملحوظاً من المواطنين، سواء على إقامة حفلات الأعراس أو حتى تقبل العزاء في مجالس الأحياء، ما يدل على زيادة الوعي لديهم بأهمية دور هذه المجالس.وتقود هيئة تنمية المجتمع بدبي، مسيرة تعزيز مكانة مجالس الأحياء، ودورها المحوري، انطلاقاً من إيمان حكومة دبي بأهمية المجالس في ملامسة احتياجات المجتمع المحلي، ودورها في ربط الجيل الحالي بجيل الآباء والأجداد.
وفي إطار حرصها على دعم الأسر المنتجة ومشاريع الشباب الناشئة، تحرص هيئة تنمية المجتمع بدبي على تنظم معارض لإبداعات الأسر المنتجة والشباب للترويج لها، ما يعد فرصة ذهبية لتعريف سكان هذه الأحياء والأسواق بمنتجات المشاركين والترويج لها بشكل جيد وتشجيعهم على الاستمرار وتنمية مشاريعهم لتصبح كبيرة وتضاهي العالمية.كما يتم تقديم الخدمات الاجتماعية وغيرها من الخدمات الحكومية الأخرى داخل مجالس الأحياء السكنيّة، وتقديم الدعم والمساندة لإنجاز هذه الخدمات للإماراتيين من قاطني الأحياء السكنية.وتتيح الهيئة لمواطني إمارة دبي والجهات الحكومية فيها، حجز هذه المجالس عبر التطبيق الذكي «دبي الآن» من دون رسوم.
قد يهمك ايضاً
"ميدان الفروسية" في الأحساء يستضيف الأسر المنتجة السبت المقبل