مركز هونج كونج للمؤتمرات والمعارض

قرّر التجار المعنيون به تجربة حل تكنولوجي، في محاولة لتعويض بعض ما تكبدوه من خسائر، عندما تسبب فيروس "كورونا" المستجد في إلغاء معرض "آرت بازل"، وهو أحد أكبر الأحداث الفنية في العالم، لذلك، وعوضا عن إقامة المعرض في "مركز هونج كونج للمؤتمرات والمعارض"، الشهر الماضي كما كان مقررا سلفا، هرع الكثيرون من بين أشهر الأسماء في عالم الفن المعاصر، بحثا عن مكان في ما يعتقد أنه سيكون أول معرض بارز في العالمي يقام عبر الفضاء الافتراضي.وقبل أن ينطلق المعرض بشكل ملائم الأسبوع الماضي، كان تم بيع سبعة من أصل 10 أعمال، في "غرفة العرض" الخاصة بتاجر أمريكي يدعى جاجوسيان. وتضم هذه الأعمال، "ذا آذر سايد أوف ذا أويل ستين" لجورج بيلليتز، و"سبليندر إن ذا جراس" لماري ويذرفورد.

وبشكل إجمالي، شارك في المعرض 235 عارضا، وضم المعرض 2000 عمل، تبلغ قيمتها إجمالا 270 مليون دولار (250 مليون يورو)، ولم يكن الأمر مذهلا من حيث التصفح الالكتروني، ولكن كان هناك مستوى مرتفع من الاهتمام. وباع التاجر النمساوي تادايوس روباك، عملا من أعمال الفنان جول دي بالينكور، مقابل 140 ألف دولار (127 ألف يورو) وذلك بعد ساعة واحدة من افتتاح فعاليات المعرض أمام كبار الشخصيات. وكان العمل واحدا من بين العديد من الأعمال التي تمكن روباك من بيعها.وقال التاجر، الذي يمتلك صالات عرض في باريس ولندن وسالزبورج، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن أزمة فيروس كورونا تسببت في تراجع التوقعات، كما لم يتم عرض الأعمال الأغلى ثمنا.

وقال روباك إن إقامة المعرض عبر الإنترنت يمثل تطورا مثيرا للاهتمام، ولكن قبل كل شيء، هو نوع من أنواع العرض الذي أبقى عالم الفن على تواصل، مضيفا: "بعد الساعات الأولى القليلة، أجرينا كثيرا من الاتصالات، وخاصة من آسيا".ورغم النجاح الذي حققته مبيعات المعرض، لا يعتقد روباك أن المساحات الافتراضية تصلح بديلا للمعارض الحقيقية، وأوضح: "سنعمل دائما على أن نشجع مقتني الأعمال الفنية، على رؤية الأعمال الحقيقية".وعلى سبيل المثال، أبدى أحد العملاء اهتماما كبيرا بعمل للرسام الأمريكي روبرت راوشينبرج، المولود في عام 1925، والذي توفى في عام 2008، يبلغ سعره أكثر من مليون دولار. وقرر المشتري المحتمل الانتظار حتى انتهاء أزمة كورونا، ليسافر إلى باريس لمشاهدة الصورة بنفسه.

يشار إلى أن معرض روباك في باريس مغلق حاليا بسبب الإغلاق العام الذي تفرضه السلطات الفرنسية حاليا في سياق مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.وكان ديفيد زويرنر من أوائل التجار الذين أقاموا "غرفة عرض" افتراضية في عام 2017.وتقول إلينا سوبوليفا، مديرة مبيعات الشركة عبر الإنترنت، إن حجم التجارة الإلكترونية زاد بشكل كبير، حيث ارتفع بنسبة 159 في المئة على مدار عام 2018، وبنسبة 400 في المئة في عام 2019.ومن بين اللوحات التي باعها زويرنر في "معرض فنون بازل هونج كونج" الافتراضي، لوحة للفنانة مارلينا دوماس، من جنوب أفريقيا، والتي جرى بيعها مقابل 6ر2 مليون يورو.وقالت سوبوليفا لوكالة الانباء الألمانية إن 40 في المئة من الاستفسارات عن المبيعات كانت من عملاء جدد.

ولا تعتقد سوبوليفا أن النموذج الكلاسيكي للمعارض الحقيقية المقامة داخل المباني، والمعارض التجارية، معرضة للخطر، حيث ترى في غرف المشاهدة الافتراضية بديلا قابل للتطبيق بالنسبة لهواة جمع الأعمال الفنية، الذين ليس لديهم رغبة في السفر إلى دول أخرى بسبب مخاوف بيئية.ويشار إلى أن دار روبرت كيتيرير للمزادات الفنية في مدينة ميونخ الألمانية، تجري بالفعل 90 في المئة من مبيعاتها عبر الإنترنت.ويقيم كيتيرير مزادات عبر الإنترنت، سجلت نجاحا كبيرا، لأعمال تتراوح قيمتها بين 10 آلاف و40 ألف يورو. وبعدما اضطر إلى إغلاق صالات العرض الخاصة به بسبب تفشي وباء كورونا، واجه كيتيرير صعوبة أقل في جذب البائعين إلى للفعاليات التي تقام عبر الإنترنت، ولا يتوقع إجراء مزادات حقيقية من جديد حتى شهر حزيران/يونيو أو تموز/يوليو، على أقل تقدير.والأزمات دائما تخلف الفائز والخاسر. وتخشى صالات عرض كثيرة، وخاصة تلك صغيرة ومتوسطة الحجم، على وجودها في باريس ولندن ونيويورك وبرلين.ويقول فيرنر تامين، وهو صاحب معرض، للإذاعة الألمانية إنه يتوقع حدوث بعض التعسر المالي خلال الأشهر المقبلة في حال عدم وجود حماية مالية. وتامين هو رئيس اتحاد معارض برلين، الذي يضم حوالي 70 عضوا.

قد يهمك ايضا:

بابا الفاتيكان يصلي داخل ساحة القديس بطرس وحيدًا للمرة الأولى في التاريخ

الكشف عن الحاصلين على "جائزة محمود كحيل" والاحتفال العام المقبل