دبي – صوت الإمارات
أعلنت مؤسسة فن جميل، الخميس، البرامج الافتتاحية لمركز جميل للفنون، الوجهة الثقافية المبتكرة المرتقب افتتاحها في دبي يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018. ويمتد "خام" المعرض الجماعي الافتتاحي، عبر خمس مساحات عرض تزيد عن 500 متر مربع، ويجمع بين 17 فنانًا ومجموعات فنية إقليمية وعالمية، بغية استكشاف أسرار النفط الذي يعد عنصرًا فاعلًا في التحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علاوة على كونه محركًا للتقلبات الجيوسياسية.
ويتناول "خام"، الذي يشرف عليه القيّم مرتضى فالي المقيم في الشارقة وفي نيويورك، الجوانب التاريخية المركبة للنفط، باعتباره بشير الحداثة في الشرق الأوسط وما حولها، عبر أفكار من قبيل الأرشفة والبنى التحتية والتكنولوجيا.
ومن بين أقدم الأعمال في هذا المعرض ما يقدمه الفنان لطيف العاني؛ أحد أشهر المصورين في العراق وأحد أوائل الفنانين الذين تفاعلوا مع شركات النفط في المنطقة
حيث تقدم مجموعة مختارة من الصور التي التقطها الفنان في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، تلك التغيرات الاجتماعية والثقافية والبيئية التي أحدثتها الثروة النفطية الجديدة في البلاد. وتمتزج تلك الأعمال مع نظيراتها الحديثة التي تعود لتناول فترات متنوعة من تاريخ صناعة النفط في المنطقة، بما في ذلك تكوين أبدعه أليساندرو بالتيو-يزبك ويربط فيه بين غزو العراق في العام 2003 وتواريخ أوسع نطاقًا للفنون والدبلوماسية.
ويضم المعرض العديد من التكليفات الجديدة، بما في ذلك أعمال الفنانة حيجرا وحيد التي تستعرض الشخصيات التاريخية في شركة أرامكو؛ وهناك مجسّمات زجاجية لمايكل ويلان صنعها من رمال جمعها من مواقع آبار النفط التاريخية عند ساحل أبوظبي التي اكتشفها جاك كوستو في أوائل الخمسينيات؛ وتدخلات أدائية أبدعها لانتيان شيه لتفحص بعض الطقوس المعاصرة وثقافة السيارات.
الندوات والبرامج المرتقبة
ويمتد معرض "خام" من تشرين الثاني/ نوفمبر إلى نيسان/ أبريل 2019، ويتعزز في ربيع 2019 بمطبوعة جديدة وسلسلة من الندوات والعروض السينمائية، وتغطي البرامج التعليمية المستمرة موضوعات تتعلق بالنفط وتأثيراته التاريخية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية والبيئية والمستقبلية.
وغرف الفنانين عبارة عن سلسلة مستمرة من المعارض التي تركز على فنان منفرد تمثله مجموعة فن جميل؛ ولأنه عرض تعاوني بطبيعته، فإن الفنان هو من يطوره ويشهد تكليفات جديدة تتجاوب مع أفكار القيمين في المركز، وبما يعكس اهتمام فن جميل الدائم والمستمر بتعزيز الروابط الثقافية بين منطقة الخليج واليابان، تم تكليف الفنانة تشيهارو شيوتا بإنشاء تكوين ميداني لغرفة الفنان الخاصة بها في مركز جميل للفنون.
البرامج الدائمة
وبالإضافة إلى المعارض العشرة في مساحة العرض المخصصة، ومركز أبحاث ومكتبة على مساحة 300 متر مربع، يضم مركز جميل للفنون مساحة للمشاريع، استوديو الكاتب، صالة الأعضاء، مطعم، متجر هدايا، وسلسلة من الحدائق؛ وجميعها مدمج في تكوين المبنى ومن تصميم المعمارية آنوك فوغيل، التي عمدت إلى إبراز حيوية البيئة الصحراوية بنطاقيها المحلي والعالمي، وتحتوي الحدائق على مجموعة من النباتات المجسّمة الأصلية من مختلف صحاري العالم، بحيث تكتسب كل حديقة شخصيتها المنفردة من واقع التناسق النباتي المذهل والتدرجات اللونية الذكية والمماشي التي خططت بأسلوب غير معتاد.
ويذكر أن النسخة الأولى من فن جميل للتكليفات الفنية ستعلن عن العمل الفائز في شرفة سطح المركز خلال افتتاحه، ويبقى معروضًا حتى أيلول/سبتمبر 2019. ويستضيف المركز مجموعة فن جميل، علاوة على معارض رئيسية ومتنقلة مقيّمة هي نتاج شراكات طويلة الأمد بين فن جميل ومؤسسات عالمية رائدة، وتأتي برامج المركز المستقبلية تأكيدًا لالتزام المؤسسة باجتذاب وخدمة نطاق عريض من المجتمعات الفنية المحلية والزوار من مختلف أنحاء العالم .
ويرتقب الإعلان عن فعاليات عامة وتعليمية مخصصة لجميع الأعمار، بما في ذلك برنامج خاص بالمدارس، وأول جمعية شبابية إقليمية معنية بالفنون، يديرها شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا، ويعمل مركز الأبحاث والمكتبة المفتوحة في مركز جميل للفنون على مزيد من التفاعل مع المجتمع الإماراتي، بالإضافة إلى شبكة واسعة من المؤسسات الأكاديمية والفنية والثقافية في المنطقة.
برامج متميزة للجمهور
ويطلق مركز جميل للفنون ليؤكد إلتزام المؤسسة بتقديم البرامج المتميزة التي تترك أثرًا قويًا لدى شريحة متنوعة من جمهورها، سلسلة من أربعة عروض فردية؛ تحت مسمى "غرف الفنانين"، تحتضن فنانين مرموقين من الشرق الأوسط وآسيا، وتعتمد في جزء منها على مجموعة فن جميل؛ ومعرض جماعي منظّم، "خام"، الذي يتناول موضوع النفط بتشعباته في السياقات التاريخية والمعاصرة من خلال عمل 16 فنانًا ومعارض جماعية من المنطقة ومن خارجها؛ علاوة على مجموعة مختارة من التركيبات والمجسّمات كبيرة الحجم، والعديد منها تم تكليفها حديثًا لتزين شُرفة السطح وحدائق المركز.
وتقول أنطونيا كارفر المدير التنفيذي في فن جميل، بشأن ذلك "بعد سنوات من الاندماج مع المجتمعات في المنطقة وحول العالم من خلال برامج الحفاظ على التراث، والبرامج التعليمية والفنية، كلنا حماس لإطلاق أول مساحة متخصصة، هنا في الإمارات العربية المتحدة.
حيث تقوم الفكرة وراء تأسيس مركز جميل للفنون على توسيع نطاق مشاركة وتفاعل الجمهور مع مجموعتنا ومكتبتنا المتنوعة، وكذلك تقديم معارض بجودة متحفية بالشراكة مع المتعاونين المحليين والإقليميين والعالميين، ومن خلال تكليفات جديدة للأعمال الفنيّة، ومساحة أبحاث متخصصة، وبرامج فنية عامة لمجموعات متنوعة من مختلف الأعمار، ويهدف مركز جميل للفنون إلى أن يكون مركزًا ثقافيًا جديدًا ومبتكرًا، سواء في المنطقة أو خارجها.