منذ افتتاحه من قبل عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في تشرين الثاني/نوفمبر 1997، وبيت الشعر بيت للشعراء المواطنين والمقيمين، وضيوفه من كل البلدان العربية، وهو محطة وعنوان الشعراء، فإن أردت البحث عن شاعر ستجده هناك في بيت الشعر بقلب الشارقة، حيث فعالياته المنوعة، من منتدى الثلاثاء الذي تغص قاعته دوماً بالشعراء وعشاق الشعر، إلى حوارات ونقاشات في مجلس الضيافة، أو المكتبة أو قاعة البحوث في بيت الشعر، وها هو اليوم يكمل مشواره في بيوت الشعر في البلدان العربية، التي وجه صاحب السمو حاكم الشارقة بتأسيسها، وأخذت ترى النور منذ فترة في أكثر من مدينة عربية.
وأكد الشعراء أهمية التنوع والتجديد في أنشطة المنتدى والبيت، وإتاحة الفرصة للنقاد في برامج رديفة للنشاط الشعري، بما يحقق تكاملية الحركة الثقافية الإبداعية، وإصدار مجلة فكرية نقدية شعرية، وترجمة النتاج الشعري الإماراتي خصوصاً والعربي عموماً للتعريف بعالمية الشعر العربي وعمقه.
وأوضحت الشاعرة الإماراتية، الهنوف محمد، إن منتدى الثلاثاء في بيت الشعر من المنتديات المهمة في إمارة الشارقة، وهي الإمارة المتألقة بالثقافة والأدب والشعر والمسرح، وأضافت: بيت الشعر أصبح رافداً شعرياً مهماً لكل محبي ومتذوقي الشعر في الإمارة المشرقة وخارجها، واستطاع أن يكسب جمهوراً يحترم المنتدى. وأشارت إلى أن المنتظر من منتدى الثلاثاء أن ينوع ويجدد نوعية الأنشطة، وحتى الأسماء المستضافة، خصوصاً بعد فتح فروع كثيرة لبيت الشعر في الوطن العربي، لافتة إلى أن هناك شعراء كثراً جديرين بالمشاركة، لكن لم يتسن لهم المشاركة والظهور سواء من الجيل المخضرم أو الجيل الجديد من الشعراء.
وذكر الشاعر الإماراتي، الدكتور طلال الجنيبي، يعد بيت الشعر بإمارة الشارقة أحد أهم منابر نشر الوعي الفكري في الشارقة خصوصاً، وفي دولة الإمارات عموماً، من خلال بوابة الشعر باختلاف أشكاله المتداولة وأنماطه المعروفة.
وتابع "هذا البيت الشعري النشط، مميز بحيوية القائمين عليه، فضلاً عن أنشطته المتنوعة المستمرة التي تقدم حراكاً يرتقي بالإدراك الشعري إلى مراتب جديدة، من خلال طرح التجارب الشعرية المختلفة وامتزاج أصحابها مع محيط ثقافي ينفتح على الآخر، لينضج التجارب وينقل الخبرات ويسمو بالذائقة". وأضاف: لطالما قدم بيت الشعر تجارب مهمة وطرح قضايا حيوية تتعلق بالشأن الثقافي عموماً وبالحراك الشعري تحديداً، عبر نشاط أسبوعي تحت مسمى منتدى الثلاثاء، هذا النشاط الشعري الأسبوعي أصبح موعداً مهماً يترقبه المهتمون بالشأن الثقافي، وفتح نافذة مهمة لعرض التجارب وتقديم الأصوات الشعرية والمواهب الواعدة، ما يسهم في ضخ دماء جديدة في شريان الثقافة لإدامة الزخم في وطن يحتفي بالأدب والثقافة والفكر والشعر على الدوام.
من جانبها، قالت الشاعرة العراقية، ساجدة الموسوي، إن بيت الشعر في الشارقة هو أحد معالمها الثقافية الرصينة، وهو ملتقى الأدباء والكتاب منذ سنين عديدة، حيث يزخر ثلاثاؤه بالنخب المميزة والجمهور المحب للشعر والأدب من النساء والرجال.
وأضافت: بيت الشعر مدرسة لتعليم الشعر عبر دورات العروض التي يقيمها سنوياً، وهو رائد في اختيار الموضوعات الحساسة والمهمة لندواته الأدبية، كما أنه المنظم لمهرجان الشعر العربي الذي يقام سنوياً في قصر الثقافة بالشارقة.
وأوضح الشاعر السوري، الدكتور أحمد العقيلي "لبيت الشعر دور كبير في تأكيد أهمية الشعر ودوره المهم في الحياة الثقافية والأدبية، بالإضافة إلى توفيره بيئة ثقافية غنية مناسبة للشعراء على الصعيد المحلي، والعربي والعالمي، وذلك من خلال أنشطة شعرية وفكرية وثقافية متنوعة". ولفت إلى أن النشاط الشعري والثقافي الدائم في منتدى الثلاثاء، يسهم في التعريف بالشعراء المبدعين، والمخضرمين، وإتاحة الفرصة للشعراء الناشئين من مختلف البلاد العربية، لإظهار مواهبهم والإفادة من تجارب الشعراء المخضرمين.
وذكر الشاعر السوري، عبدالرزاق درباس، بيت الشعر هو بيتنا جميعاً منذ البدايات ومازال كذلك، في ظل عملية تطور مستمرة، وننظر إلى منتدى الثلاثاء كزاد أسبوعي وواحة نستريح في ظلها.
وأضاف: "نريد من هذا الصرح الشعري الجميل الاستمرار والانفتاح على التجارب الجديدة، وإيلاءها الاهتمام النقدي الذي يثريها ويأخذ بيدها للأمام، كما نقترح تخصيص يوم في الشهر للدراسات النقدية المتعلقة بالشعر والدواوين الجديدة التي يصدرها الشعراء، فالساحة غنية بالباحثين والنقاد الذين يتصدون لتلك المهمة".