وزارة الثقافة والشباب

أهدى الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي، المستشار الخاص لحاكم رأس الخيمة، مكتبته الخاصة إلى وزارة الثقافة والشباب، لتواكب توجهات الدولة الهادفة إلى جعل "عام 2016.. عام القراءة"، والاستفادة من محتوياتها في نشر الثقافة والمعرفة، وتحفيز أبناء الوطن على القراءة.وأكد القاسمي أهمية المكتبة، التي تأتي من كونها تعد البنية التحتية التي تستند إليها الساحة الثقافية وتغرس، وبما تضم من الكتب في النفوس مهارة القراءة، وتنشر الثقافة، وتعزز الوعي الفكري في جميع اتجاهاته الإيجابية، وبذلك يكون المجتمع شغوفًا بالقراءة أينما وجد، في البيت والأسواق وحتى في السيارات، قائلًا: "من أجل تلك القناعات الثقافية بادرت بإهداء مكتبتي لدعم جهود القراءة في مجتمع الإمارات".

والشيخ عبدالملك بن كايد، الذي شغل منصب وزير الدولة لشؤون المجلس الأعلى (1971- 1978)، إلى جانب مناصب قيادية إدارية في إمارة رأس الخيمة، حرص على مدى أكثر من 50 عامًا على أن تكون المكتبة جزءًا مهمًا في حياته، فخصص لها غرفة في قصره الكائن في منطقة الزهراء السكنية، ومن أجل ذلك زار معارض الكتب داخل الدولة وخارجها، ودخل العديد من المكتبات، وحضر الفعاليات الثقافية، وأثناء ذلك جمع العديد من الكتب المنتقاة، والمراجع التي خطر له أنها تحوي مادة تغذي الثقافة وتطور الفكر الإنساني، كما حصل على بعضها مهداة من بعض الأفراد والجهات، فأثمرت تلك الجهود عن إنشاء مكتبة تتألف من 3000 كتاب تغطي شتى ضروب المعرفة مثل القضايا الوطنية، الثقافة، التراث، الفقه، التاريخ، السياسة، وأيضًا مطبوعات تحوي المراسيم الرئاسية والقوانين الصادرة من الدولة، بالإضافة إلى المحاضرات العامة والندوات التي شهدتها الساحة الثقافية، علاوة على الأفلام والبرامج.

وتابع: "رغم أن كل مطبوعة كانت على أرفف مكتبتي، لها ذكرى خاصة، سواء تتعلق بمناسبة اقتنائها أو فحوى مادتها المكتوبة، لكن مع ذلك آثرت نقلها من بيتي لتأخذ مكانًا لها في المكتبة العامة في وزارة الشباب وتنمية المجتمع، قناعة مني بأن وجودها هناك أفضل بكثير، إذ يمكن أن تسهم في دفع جهود المكتبة العامة وجعلها أداة فاعلة لنشر الوعي الثقافي، وترسيخ التراث الإنساني والحضاري، وتاليًا خلق جيل يعشق القراءة ومدركًا لمسؤولياته وقادرًا على التعبير عن وطنيته وطموحاته بفكر واعٍ".

ومن واقع تجربته الشخصية، يؤكد القاسمي أهمية المكتبة المنزلية لكونها تنأى بأفراد الأسرة عن قضاء جل الوقت في مشاهدات سالبة، أخلاقًا وفكرًا، وتحفزهم على شغل أوقات فراغهم في مهارة القراءة التي تغذي الروح، وتحسن مستوى الأطفال على وجه الخصوص لغويًا، وتوفر المعلومات التي تساعد الطلاب على إجراء البحوث والمحاضرات، كما أن دور المكتبات لا يقتصر على التثقيف، وإنما أيضًا التصدي للمشكلات الاجتماعية والثقافية. وقال القاسمي: "أشاطر الجميع الرأي بأن اهتمام الدولة بالقراءة لم يأتِ متأخرًا وإنما بدأ في وقت مبكر جدًا، وتحديدًا مع بداية المسيرة الاتحادية، التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كان التركيز بصورة أساسية على التعليم للكبار والصغار، إدراكًا من الدولة بأن تقدُّم الأمة ومواكبة التطورات المعرفية والعلمية يكمنان في قدرتها على القراءة والاطلاع، وهو الشيء الذي يمكنها من معرفة كل ما يدور حولها.