الشارقة ـــ صوت الإمارات
قبل 35 عاماً، وفي خيمة تقليدية، كان الشاعر محمود درويش يقرأ قصائده في النسخة الأولى من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي شارك فيه حينها 11 دار نشر عربية، حيث لا مبيعات تستحق الذكر ولا حضور ولا زوار ولا جمهور، لكن الإصرار بقي هو العنوان. حينها قام الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بشراء الكتب المعروضة مع نهاية أيام المعرض.
تلك كانت بعض ملامح النسخة الأولى من المعرض، لتصل اليوم إلى النسخة الـ35، ويحتل معرض الشارقة الدولي للكتاب مكانة مميزة على مستوى العالم، فهو أحد أهم ثلاثة معارض كتب في العالم.
35 عاماً من عمر المعرض، هي سيرة العقل التي قادها حاكم الشارقة، تعتبر تاريخاً جديداً للثقافة العربية.
وأكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، في مؤتمر صحافي عقد أمس، في مركز إكسبو الشارقة، (في خيمة داخل إحدى قاعات إكسبو تحاكي الخيمة الأولى)، للكشف عن تفاصيل معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الجديدة من 2 إلى 12 نوفمبر، تاركاً الكثير من المفاجآت ليعلن عنها في الأيام المقبلة، أنه لا رقابة على العناوين في المعرض، وأنه لا تهاون في التلاعب بالأسعار، لافتاً إلى أنه من الضرورة بمكان تثبيت السعر على كل كتاب، كي يكون معروفاً للجمهور.
وأضاف: "ليست هناك مفردة أكثر تكثيفاً لسيرة معرض الشارقة الدولي للكتاب من (الشغف)، فصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قادناً إلى شغفه حتى بتنا اليوم نحتفي بافتتاح الدورة الـ35 للمعرض، واضعين علامة فارقة في تاريخ الثقافة العربية والعالمية، وكاتبين في تاريخ النهوض الإنساني عبارة بليغة لحكاية حضارتنا".
وأوضح العامري: "سيكون جمهور المعرض على موعد مع أكثر من 1417 فعالية، بحضور 235 ضيفاً مشاركاً، ويشتمل برنامج الفعاليات الثقافية على 167 فعالية، بحضور 121 ضيفاً، وبمشاركة 29 دولة، وتجمع فعاليات المقهى الثقافي أكثر من 33 فعالية بحضور 39 ضيفاً وبمشاركة 11 دولة، أما برنامج فعاليات الطفل، فيتضمن 1076 فعالية بحضور 54 ضيفاً، وبمشاركة 19 دولة، أما فعاليات ركن الطهي فتبلغ 76 فعالية، بحضور 14 ضيفاً وبمشاركة 10 دول".
واستعرض العامري أبرز أسماء الضيوف في المعرض من العرب والأجانب، من بينهم النجم المصري عزت العلايلي، تقديراً لبصمته الواضحة في مسيرة السينما المصرية طوال عقود عدة، والشاعر حامد زيد، والشاعر ناصر القحطاني اللذان سيقدمان أمسية شعرية مشتركة، ومن الإمارات: الشاعرة والروائية والتشكيلية الشيخة ميسون القاسمي؛ ومن السعودية: الشاعر والكاتب د.محمد المقرن، ومن الكويت: الشيخ ماجد الصباح، والروائي طالب الرفاعي، والإعلامية أمل عبدالله، ومن الجزائر الروائية والكاتبة أحلام مستغانمي، والروائي واسيني الأعرج.
ومن مصر الإعلامي مفيد فوزي، والإعلامي ومقدم البرامج يوسف الحسيني، والروائي محمد ربيع، ومن لبنان: الشاعر والروائي شربل داغر، والروائي جورج يرق، ومن فلسطين: الروائي إبراهيم نصر الله، والكاتب والقاص محمود شقير، والروائي ربعي المدهون، ومن سورية الروائي محمود حسن الجاسم، والروائية شهلا العجيلي، ومن المغرب الشاعر والروائي عبدالنور مزين، والروائي طارق بكاري. ومن السودان الصحافي والروائي حامد الناظر. ومن أبرز الضيوف الأجانب الروائية الأميركية كاساندرا كلير، والمخرجة السينمائية والكاتبة هولي غولدبيرغ سلون، والكاتب إيريك فان، ومن الهند كايلاش ساتيارتي الشخصية الحاصلة على جائزة "نوبل" للسلام عام 2014، والممثلة الهندية الشهيرة شيلبا شتي، وغيرهما.
وتحدث مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، الدكتور خالد عمر المدفع، عن تحول معرض الشارقة للكتاب إلى ملتقى سنوي، تجتمع فيه قامات الكتابة العربية والمفكرون والناشرون من مختلف أنحاء العالم، فهو مهرجان فكري يجمع المثقفين العرب على اختلاف توجهاتهم. ولفت إلى دور وجهود المؤسسة في تغطية ومتابعة مختلف فعاليات وبرامج وأنشطة المعرض على مدار أيامه.
وذكر مستشار الرئيس التنفيذي، مدير عام اتصالات الإمارات الشمالية، عبدالعزيز تريم، إن مسيرة 35 عاماً من عمر معرض الشارقة الدولي للكتاب وكل ما تحقق خلالها، جعلته يحتل مكانة مرموقة ليكون أحد أهم معارض الكتب العالمية.