أبوظبي – صوت الإمارات
القلق من مستويات متباينة لمجمل الأعمال الأدبية التي تنشر في الفترة الأخيرة، كان الدافع وراء إطلاق الكاتب الإماراتي مانع عبدالصمد المعيني مبادرتي "كشمة" و"المعيون"، ليصبح بذلك أول وكيل أدبي ومحرر أدبي في الإمارات، حيث يقوم من خلال هاتين المبادرتين بمساعدة الكُتاب على تطوير مواد كتبهم قبل نشرها.
وبدَّد المعيني الفكرة المغلوطة حول مهنة "الوكيل الأدبي"، باعتبارها مهنة "سيئة السمعة"، يتولى فيها الوكيل الكتابة عمن يرغب في إصدار عمل أدبي، كما يعتقد البعض، داعياً إلى تغيير هذه الفكرة، وموضحاً أن فكرة مبادرة "كشمة"، التي تعد الأولى من نوعها في الدولة، تقوم على تلقي فريق عمل المبادرة النص الأدبي من الكاتب، على اختلاف الأصناف الأدبية، ومراجعة العمل المرسل، وإبداء الملاحظات المهمة عليه، وإعادته مرة أخرى إلى الكاتب، ليقوم بتنفيذ الملاحظات بنفسه دون تدخل منهم، وليس كما يعتقد البعض أن فريق العمل يتولى الكتابة نيابة عن الكاتب، كما تقوم المبادرة بالتواصل مع مختلف دور النشر في الإمارات، كي يتم قبول العمل، وتتولى إنهاء الأمور الإدارية واستخراج الأذونات من المجلس الوطني للإعلام ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة.
المعيني صاحب رواية "حفلة طلاق"، وغيرها من الأعمال الروائية، أشار إلى أن فكرة "كشمة" بدأت معه عندما قام بشراء كتاب أدبي لكاتب مبتدئ، ووجد محتواه ضعيفاً، رغم أنه يمتلك مقومات جيدة، وكان يمكن أن يخرج بمستوى أفضل إذا تلقى الكاتب بعض الملاحظات البسيطة، مشيراً إلى أنه لا يعتبر عمله وكيلاً أدبياً مهنة، بقدر ما هو هواية يستمتع بها.
10 أعمال
خلال عام، هو عمر مبادرته التي أطلقها خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب 2015، تعامل المعيني مع عدد من أصحاب الأعمال الأدبية، جميعهم من الكتّاب المبتدئين، وهو الهدف الذي تتوجه إليه المبادرة في الأساس، حسب ما ذكر. أما أصحاب التجارب السابقة في الكتابة والنشر، فغالباً يتعاملون معه "بطريقة ودية" بحكم المعرفة والصداقة، وبعضهم حصل على ملاحظات أثارت اهتمامه.
وأوضح مانع المعيني أن "كشمة" تلقت، خلال عامها الأول 10 أعمال أدبية، صدرت منها ثلاثة خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب 2016، واثنان على وشك الصدور، بالإضافة إلى ثلاثة أعمال لم تلق قبولاً من دور النشر لأنها تصنف كنصوص، ولا تنتمي لجنس أدبي معين كالقصة أو الرواية أو الشعر، وهو صنف أدبي غير مطلوب لدى القراء أو دور النشر.
ويذكر المعيني أن هناك حالات كانت لها خصوصية بين الأعمال التي تلقاها في "كشمة"، منها رواية وصلت إليه ولم يكن عدد كلماتها يزيد على أربعة آلاف كلمة، وفي الوقت نفسه كانت تحتمل أن تزيد، وبالفعل عمل مع الكاتبة لمدة 6 شهور حتى تحول إلى العمل إلى رواية مكتملة تتكون من 50 ألف كلمة، وتم نشرها بالفعل، "وهناك عمل آخر عندما عرض علينا وجدنا أنه ضعيف، لكن الكاتب كان مبتدئاً ولديه رغبة كبيرة في التعلم واكتساب الخبرة، وكانت لديه في الوقت نفسه فكرة يريد أن يوصلها للقارئ من خلال كتابه، فقررنا القيام بالتحرير الأدبي للعمل، مع التأكيد على الكاتب أننا لن تقبل منه عملاً آخر اذا كان بالمستوى نفسه، وأن عليه أن يجتهد ويستفيد من الملاحظات والتغييرات التي أضفناها لعمله الأول حتى يطور من نفسه".