أبو ظبي- صوت الامارات
ما يشاهده زوار متحف اللوفر أبوظبي من مقتنيات ومعروضات نادرة تعكس تاريخ الحضارة الإنسانية على مر العصور، هو واجهة يقف خلفها مجهود كبير، وعمل لا ينتهي من العاملين في المتحف بأقسامه المختلفة، ومنها مركز حفظ الأعمال الفنية الذي يمثل إضافة جديدة للمتحف، ويعمل على ترميم المقتنيات المعروضة في المتحف، وتوفير شروط السلامة للحفاظ عليها في أفضل حالاتها..
وفي السطور التالية نتعرف على مراحل ترميم قطعة تاريخية نادرة، حيث يوجد منها 20 قطعة فقط حول العالم، وهي عبارة عن درع لفارس ولحصان، ويعود تاريخها إلى القرنين الـ16 والـ17، وتتكون من فولاذ وحديد وقماش.
وتعد القطعة من مجموعة المتحف الدائمة، وتعرض حالياً ضمن معرض «فن الفروسية: بين الشرق والغرب»، بحسب ما أوضحت رئيسة وحدة ورش عمل ترميم المقتنيات الفنية في متحف اللوفر أبوظبي، ماريا بابديميتريو.
وأضافت ماريا أن المركز يهدف إلى الحفاظ على مجموعة المقتنيات وسلامتها وعرضها للجمهور، وصونها لتظل ولتصل للأجيال المقبلة في أفضل حالة، مشيرة إلى أن مركز حفظ الأعمال الفنية لترميم المقتنيات في متحف اللوفر أبوظبي، وضع خطة استراتيجية للعمل، تهدف إلى ضمان حماية مقتنيات المتحف على المدى البعيد، وترتكز على إدارة البيئة المحيطة بالمجموعات، والتحكم فيها لتتوافق مع معايير الحماية العالمية اللازمة لحفظ المقتنيات في أفضل حالاتها، وهذا هو الهدف الأساسي للمركز.
بيئة صحية
تابعت رئيسة وحدة ورش عمل ترميم المقتنيات الفنية: «لا يتوقف عملنا على القطع بشكل مباشر ومعالجة وترميم مكوناتها، لكننا نعمل على توفير بيئة صحية وفق أعلى المعايير العلمية للحفاظ على كل المقتنيات في المتحف على اختلاف الخامات المصنوعة منها».
وأكملت: «على سبيل المثال، ندرس القطع والأجواء المحيطة بها لتوقّع أي نوع من المخاطر التي يمكن أن تؤثر، على المدى البعيد، في عُمر القطعة وسلامتها، ونعمل على تجنب أي أضرار متوقعة قبل حدوثها، فنقوم بمراقبة المناخ داخل المتحف، والإضاءة التي تتعرض لها المقتنيات، ومستوى التراب والتلوث اللذين تتعرض لهما، كما نعد خطة طوارئ لمواجهة أي مخاطر أو أزمات أو حوادث خطرة محتملة، ونطور هذه الخطة باستمرار لتغطي كل الاحتمالات».
كما يركز عمل المركز، بحسب بابديميتريو، على التعامل الفردي مع المقتنيات، ويتضمن وضع خطط حماية للقطع، سواء للترميم أو الحماية، ويجري وضعها بناء على عوامل عدة، من أبرزها حالة القطعة وخطط عرضها، والأهداف البحثية التي يعمل المركز وفقاً لها، ويتم تحديد أولويات العمل بناء على هذه العوامل، لاسيما أن المركز مازال في طور الإنشاء واختيار فريق العمل به، لافتة إلى أنه يجري حالياً دعوة أخصائيي ترميم من الخارج لتنفيذ هذه العمليات، ويجري تحديدهم وفقاً لطبيعة القطعة ومكوناتها، فهناك متخصصون في ترميم المعادن، وآخرون لترميم وصيانة الأقمشة المختلفة، وكذلك هناك مختصون بالورق والوثائق والجلود وهكذا.
أولوية
عن ترميم درع الفارس والحصان، أوضحت المختصة في ترميم القطع المعدنية بالمعهد الفرنسي لترميم المقتنيات الفنية، أوبير جيرالدين، أن ترميم القطعة كان أولوية للمركز لسببين، الأول أنها كانت في حاجة سريعة إلى ترميم الأجزاء التالفة بها لتجنب إصابتها بمزيد من الضرر، والثاني هو اختيارها للعرض ضمن معرض «فن الفروسية: بين الشرق والغرب»، وضرورة الانتهاء من العمل بها قبل افتتاح المعرض بوقت كافٍ.
وأضافت أنها تولت ترميم الجزء المعدني من القطعة، وإزالة الأجزاء التالفة واستبدالها بأخرى متناسقة مع القطعة ككل، بينما تولى فريق آخر متخصص في ترميم الأقمشة، التعامل مع ما تتضمنه القطعة من أقمشة.
كوادر إماراتية
أشارت ماريا بابديميتريو إلى أن ترميم مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي، في السابق، كان يجري في باريس، لكن مع إنشاء المركز أصبح يتم فيه، وقطعة درع الفارس والحصان هي الثانية التي تُرمم في المركز، إذ سبق أن شهد ترميم سجادة نادرة.
ونوهت بأن المركز حالياً يستقطب ويدرّب شباباً إماراتيين من الجنسين، ليصبحوا من ضمن فريق العمل به، و«لدينا بالفعل متدربون إماراتيون في فريق الترميم، يتلقون تدريبهم لمدة ستة أشهر، ليتعرفوا إلى سير العمل به، والمتحف بشكل عام وأقسامه المختلفة، على أن يصبحوا في المستقبل القريب ضمن فريق العمل في المكان».
قد يهمك ايضا
متحف اللوفر أبوظبي يفتتح معرضه الجديد "فن الفروسية: بين الشرق والغرب"
عبدالله بن زايد ونورة بنت محمد الكعبي يزوران متحف اللوفر أبوظبي