تونس _ حياة الغانمي
كتب الكاتب المسرحي التونسي الذي يعيش في سورية حكيم المرزوقي عن جثث التونسيين التي تنهشها الكلاب في ريف دمشق ولا يريد اي احد دفنها..
وأكد المرزوقي أن "الشباب التونسي يموت في سورية بدافع ما اتفق على تسميته جهاد وتترك جثثه للكلاب او يلقى في القمامة، التونسيون والليبيون هم الاكثر تجنيدا للقتال في سورية، اضافة الى المصريين والسعوديين واللبنانيين وعدد من الجنسيات الأخرى، شباب في عمر الزهور يجندون للجهاد في سورية، تلاميذ وطلبة انقطعوا عن دراستهم والتحقوا بصفوف المجاهدين في ارض الشام، شباب خدعوهم بقولهم ان سورية ارض جهاد وان حوريات العين في انتظار كل من يقتل هناك، مئات التونسيين ان لم نقل الاف قتلوا على الأراضي السورية".
وأضاف المرزوقي: "أشارت تقارير اعلامية رسمية وغير رسمية الى ان العدد يقدّر بالعشرات من المعتقلين دون اعتبار العشرات من المفقودين الذين يرجح انهم قتلوا خلال المعارك التي دارت بين الجيش السوري والجماعات المسلحة خاصة وان هناك اعداد كبيرة من القتلى لم يتم التعرف على هوياتهم بسبب التشوهات التي طالتهم وبسبب عدم حملهم لوثائق تثبت هوياتهم".
اتهموا بالارهاب في 2006
وبدأت أولى تسريبات المعتقلين التونسيين في سورية عندما تقدم مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري بمذكرات رسمية لمجلس الأمن تضمنت أسماء المعتقلين، مع وثائق تتعلق بطريقة دخولهم إلى الأراضي السورية وكيفية اعتقالهم، فضلا عن معلومات أخرى ذات صلة، ويتضح من القوائم أن قسما كبيرا من هؤلاء تونسيون ، وقد سبق لهم أن اتهموا بالتطرف في تونس بين 2006 و 2009 وتمتعوا بالعفو التشريعي العام بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني، وحسب اعترافات المتطرفين الحاملين للجنسية التونسية فقد تسللوا إلى سورية عبر الحدود التركية لتنفيذ هجمات متطرفة بالتنسيق بين تنظيم القاعدة وميليشيا ما يسمى الجيش الحر.
ونشر التلفزيون الرسمي السوري اعترافات لشاب تونسي يدعى محمد علي بلحاج أحمد من مواليد عام 1993 يقر خلالها بانضمامه إلى مجموعة مسلحة تضم مقاتلين من تركمانستان وتونس وليبيا والكويت والسعودية وبتدريبهم وإرسالهم إلى سورية، وأضاف: "عملت أنا والكثير من الشباب في فترة الانتخابات التونسية لمصلحة حزب النهضة وكنا نقوم بتوزيع قصاصات تتحدث عن اهتمامات الحزب وكنا نشارك في الحفلات التي كان يقيمها الحزب وبعدها خرجت من تونس عبر معبر رأس جدير متجها إلى سورية. "
جمعيات متورطة
وتقوم العشرات من الجمعيات المتواجدة على التراب التونسي والتي كوّنها أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين السورية بالتعاون مع أطراف اخوانية تونسية هدفها الظاهر إغاثة ونصرة الشعب السوري أما أهدافها الخفية فتمتد بين جمع التبرعات والهبات المالية لفائدة المسلحين إلى تجنيد الشباب للتوجه إلى سورية من اجل الالتحاق بالجبهة وتقديم الدعم للجيش الحر " وجبهة النصرة وبقية المجموعات الجهادية المقاتلة في سورية و ذلك عن طريق الأراضي التركية .
وكشف أحد المجندين للقتال في سورية أن المنظمة الحقوقية "حرية وإنصاف" تساعد على إرسال مقاتلين عبر وسطاء لـ "الجهاد" في سورية، حيث قال انه تحول الى سورية للقتال بعد مروره في غزة، واكد أن منظمة حرية وإنصاف التي تترأسها المحامية إيمان الطريقي، هي من ساعدت على سفره للقتال.
وأعلن مروان الصادقي أن سفره الى سورية جاء بترتيب من جمعيات عربية و بتنسيق مع ناشطين تونسيين منها منتمين لمنظمة حرية و إنصاف، دون أن يذكر تفاصيل التنسيق مع ممثل حرية وإنصاف للتحول إلى سورية ودورها في محطتهم الثانية، مكتفيا بالقول إن مجموعته قررت استمرار رحلتها إلى سورية للقتال مع الجيش الحر ضد القوات الحكومية السورية مرورا بتركيا.
اللافت في الأمر أن الحكومة التونسية لم تحاكم أيا من العائدين من جبهات القتال في سورية رغم أن القانون الجنائي التونسي يعاقب بالسجن كل شخص ينتمي إلى تنظيم متطرف أجنبي في الخارج.