الأكاديمية الملكية في لندن تشهد السبت افتتاح معرض للفن التعبيري التجريدي

في عام 1959، اقام "متحف نيويورك للفن الحديث"، معرضاً في ثماني مدن أوروبية بعنوان "الرسم الأميركي الجديد" حيث شمل هذا المعرض أعمالًا لـ 17 فناناً مرتبطين بالفن التعبيري التجريدي، من بينهم ويليم دي كوننغ و جاكسون بولوك و مارك روثكو و أرشيل غوركي وبارنيت نيومان.
كانت ردود الفعل حينها منقسمة بين الإعجاب والذهول والغضب، حتى أن ناقدًا فرنسيًا قد تساءل كيف يمكن لهؤلاء الاشخاص أن يعتقدوا بأنهم فنانون. ولكن على الرغم من ذلك، كان الفنانون يشعرون بالثقة تجاه فنهم. وبالفعل كان هؤلاء الفنانون على حق حيث أن الفن التعبيري التجريدي أصبح اليوم واحداً من أهم المذاهب الفنية الموجودة في القرن الـ21. وعلى الرغم من هذه الأهمية، لم تتم اقامة معارض لهذا الفن في أوروبا منذ 1959.
ولكن هذا الأمر سيتغير هذا الأسبوع، وذلك عندما تفتح "الأكاديمية الملكية" في لندن، معرضاً للأعمال التعبيرية التجريدية في 24 سبتمبر/أيلول. في حين أن العديد من الفنانين كانوا يقيمون معارض فردية في بريطانيا، سيوفر المعرض الجديد لأول مرة أعمال الفنانين مجتمعة في مكان واحد. وقال المؤرخ الفني، ديفيد انفام: "سيكون هذا المعرض جماعياً لأن الفن التعبيري التجريدي كان ظاهرة جماعية احتوت على رسامين ونحاتين ومصورين من مدينة نيويورك إلى الساحل الغربي"
لم يكن الفن التعبيري التجريدي حركة محددة ذاتياً، ففي حين أن العديد من الفنانين كانوا يعرفون بعضهم البعض جيداً، لم يكن بينهم أي روابط تجمعهم. ولهذا السبب نجد أن الأعمال التعبيرية التجريدية متنوعة حيث أن لوحة دي كوننغ التي تحتوي على امرأة ليس لديها الكثير من القواسم المشتركة مع لوحات نيومان على سبيل المثال.
وقال روثكو: "أنا اهتم فقط بالتعبير عن العواطف الإنسانية الأساسية مثل المأساة والنشوة والموت، وحقيقة أن الكثير من الناس تنهار وتبكي عندما يرون لوحاتي يعد دليلاً على أنني أتواصل مع تلك المشاعر الإنسانية الأساسية ".
وسيتم عرض لوحات هؤلاء الفنانين معاً للمرة الأولى منذ 57 عاماً في معرض الأكاديمية الملكية من أجل إظهار كثرة الأعمال التي تندرج تحت لواء التعبيرية التجريدية.
واضاف انفام: "كان الفن التعبيري التجريدي ضخماً للغاية بحيث أنه سرعان ما انتشر في جميع أنحاء العالم. لقد ظهرت مذاهب اخرى بعد ذلك مثل "البوب" والتصويرية والتقليلية ولكن كانت التعبيرية التجريدية هي الأبرز". واوضح: "الآن هو الوقت المناسب لرؤية اتساع وعمق هذا الفن من جديد، فهذا الفن لديه طموح كبير وأصالة ونحن بحاجة إلى اظهاره مرة أخرى."