رسومات سجناء غوانتانامو

وُجّه اتهام للجيش الأميركي بفرضه رقابة على الفن الذي ابتكره السجناء المحتجزين في خليج غوانتانامو، حيث تظهر بعض اللوح التعذيب والإساءة التي تعرضوا لها، وتقوم به وكالة المخابرات المركزية والعسكريين كجزء من ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب".

ويتجه عدد من السجناء وهم 41 في السجن الواقع في القاعدة البحرية الأميركية في كوبا، للرسم من أجل تمرير اليوم والاسترخاء، وفي الأشهر الأخيرة، أفيد بأن المسؤولين في السجن سهلوا للسجناء المشاركة في الرسم والتلوين وصناعة النماذج الفنية، في حين أن المسؤولين في السجن يراقبون دائما الفن، حيث يعتبرونه "حساسا للغاية"، وعلى سبيل المثال يمنعون عرض الرسومات المتعلقة بالتعذيب أو الإضراب عن الطعام، ولكن تم عرضها خارج السجن من خلال محامي السجناء، ولكن الآن، وبعد عرض عدد من الأعمال الفنية للسجناء في معرض نيويورك، علق المسؤولون في معسكر السجن جميع عمليات نقل اللوحات الفنية، وعلاوة على ذلك قيل للسجناء إن جميع أعمالهم هي ممتلكات حكومية وسيتم تدميرها إذا ما أطلق سراحهم.

 

 

وقالت ايرين تومبسون، أستاذة مساعدة في قسم الفنون في جامعة جون جاي للعدالة الجنائية " قيل لهم إذا تم الإفراج عنهم، سوف تحرق أعمالهم الفنية"، وأضافت أن تم إخبارهم أيضا أنه سيتم مصادرة أي لوحات فنية ستوجد في زنازينهم.

ونظمت تومسون معرض نيويورك؛ لتلقي نظرة ثاقبة على أذهان الرجال الذين ألقي القبض عليهم في أماكن مثل أفغانسان وباكستان، وأكدت أنه من المهم إظهار هؤلاء الرجال كونهم بشر بغض النظر عن ما فعلوه أو لم يفعلوه، كما لفتت " من المفترض أن يكون الفن نافذة للروح" موضحة أن السلطات تطلق النار على أقدام المساجين إذا رفضوا تسليم أعمالهم الفنية.

واشار محام يمثل ثمانية من السجناء الذين ما زالوا محتجزين في غوانتانامو إلى أن السلطات كانت دائما تفرض رقابة على الفن، حيث يعبرونه أمرًا حساسًا، وأوضح كليف ستافورد سميث، مؤسس جمعية رابريف الخيرية في المملكة المتحدة، أن أحد زبائنه ويسمى "أحمد رباني"، سائق سيارة أجرة في كراتشي، والذي قالت السلطات الأميركية إنه مرتبط بتنظيم القاعدة، احتجز لمدة 545 يوما في سجن "دارك" في كابول، وهو موقع سري لوكالة المخابرات المركزية، وتعرض للتعذيب والاستجواب، وهو ما أكده مجلس الشيوخ في 2014، أن المخابرات المركزية تمارس التعذيب، وقد وصف رباني ما فعلته مع وكالة المخابرات بأنه يشابه محاكم التفتيش، وقال" أخذوني إلى غرفة وعلقوني من يدي بحديد، وبالكاد كانت أصابع قدمي تلمس الأرض، وتركوني معلقا هكذا عاريا جائعا وعطشان".

 

 

ويظهر المعرض أحد رسومات السيد رباني، بما في ذلك لوحة تعذيبه، وقال ستافورد سميث " هناك الكثير من الحقائق المخبأة في خليج غوانانامو، بما في ذلك التاريخ الطويل من التعذيب والذي تعرض له أشخاص كثيرون مثل أحمد"، ويضيف " لوحته ترسم ألف كلمة كما يقولون، ولم اتخيل كم التعذيب الذي تعرض له حتى شاهدت اللوحة الرائعة".
وتوجد لوحة أخرى رسمها عمار البلوشي، وعنوانه "فيريغو"، وهي دوامة من الخطوط والنقاط والتي توضح التعذيب والدوار الذي تعرض له السجين أثناء عملية استجوابه.