الفنان العراقي علي العميدي يبدع في فن المصغرات "الدايوراما"

شغفه بقراءة الروايات والأساطير منذ الصغر، وتعلمه القراءة في سن مبكرة قبل سن المدرسة بكثير بمساعدة أمه، صنعا في داخله حلماً لطالما راوده، فهو يريد أن يمثل هذا العالم الذي يسبح فيه في الخيال، ويعيش مع أبطاله، ولكنه لم يستطع أن يحقق ذلك من خلال برنامج "3D"، فقرر ذات ليلة أن يصنع فنه بيديه، وباستخدام نوع خاص من الخشب وبعد وقت طويل اكتشف أن هذا العمل هو فن المصغرات ويطلق عليه "الدايوراما".
الفنان العراقي علي العميدي، يعتبره رواد هذا الفن من الأجانب أنه رائد فن "الدايوراما" عند العرب، بسبب روعة تصاميمه ودقة مجسماته، والتي يستخدم فيها خامات بسيطة متوفرة حوله، وقد بدأ الفنان على العميدي فنه هذا قبل سبع سنوات، وكان أول مجسم صنعه عبارة عن كوخ قديم من خشب الباسال، ولوّن الخشب بالقهوة ليضفي عليه طابع القدم.
يرى العميدي أن لهذا الفن عشاقه حول العالم، وذلك لأنه وسيلة لاسترجاع الماضي بأسلوب حديث، وباستخدام خامات متعددة، وما يبرع فيه العميدي خلافاً للفنانين الأجانب أنه لا يستخدم أي قطع جاهزة في صنع مجسماته، بل يصنع كل قطعة بيديه مهما كلفته من جهد ووقت، ويصبح الأمر أكبر من تركيب ولصق أجزاء لتصبح شكلاً، لأنه يمر بمرحلة صعبة وهي أصعب مراحل صنع المجسم المصغر، إذ يبقى لفترة طويلة وهو يدقق ويفكر حتى يضع التصور الخاص بالمجسم وكيف سيكون، مثل عمل مجسم مصغر لزقاق في نيويورك.
وهذه الخطوة من أهم الخطوات التي يعتمد عليها نجاح المجسم، كما أنه يقوم بدراسة الطقس الموجود فيه المشهد لكي يعرف تأثير الطقس والزمن على الجدران والأسقف، وبالتالي يخرج المجسم الصغير صورة طبق الأصل من المشهد الحقيقي، ولهذين السببين أصبح لعلي العميدي (مواليد عام 1982)، متابعوه وعشاقه الذين يزيد عددهم على 20 ألف متابع، من جميع أنحاء العالم، وقد كتبت عنه العديد من وسائل الإعلام العالمية.
ويرى العميدي أن أجمل مجسماته هو مجسم لاستوديو تصوير من العصر الفيكتوري، استمر العمل عليه أكثر من 9 أشهر. ويطمح الفنان علي المقيم حالياً في تركيا إلى إخراج كتاب خاص بالأطفال، عبارة عن ريبوتات مصغرة مصنوعة من الورق المقوى، حيث ستظهر بطريقة steampunk.