الشاعر الدمشقي الكبير نزار قباني

يرتبط عيد الحب بكلمات الشاعر الدمشقي الكبير نزار قباني، الذي اختار أن يكون سفيرًا للحب في كل زمان ومكان، وجعل من أشعاره طاقة خلود للمشاعر النبيلة والراقية .
واستطاع قباني أن ينفث الروح في قيمة الحب حتى رسخ عبر قصائده مفهوم أن "الحب كالخبز ﻻ يمكن للإنسانية العيش بدونه"، ومجد المرأة ورفعها إلى مرتبة التقديس فاستحق بجدارة اللقب الذي أطلقه عليه النقاد وهو شاعر الحب والمرأة، وظلت قصائده الرسائل التي يتبادلها العشاق والنبع الذي ﻻ ينضب من الكلمات الرقيقة والدافئة.
ولم يقتصر الحب عند قباني على المرأة بروحها وجسدها كأنثى وحبيبة وزوجة وأم بل إنه صور مشاعر الحب للوطن بطريقة مختلفة، فأصبحت دمشق معشوقته الأولى التي تتفوق على النساء وخلدها في عدد كبير من أشعاره، فخص قباني المدينة بكتيب طارت شهرته في أرجاء الأرض بعنوان "دمشق..نزار قباني"، إذ يقول عن كتابه "يشبهني أكثر من كل التصاوير التي أخذت لي منذ ولادتي حتى اليوم، عنوان يجعلني محفورًا في ذاكرة الناس كما رباعيات الخيام وسونيتات بيتهوفن وخمريات أبي نواس".
واعتبر الشاعر والناقد سامر إسماعيل، أن قصيدة نزار قباني امتازت بحضورها عبر  أجيال متنوعة من متذوقي الشعر سواءً من حيث كونها نصا شفهيا أو حتى عبر الأغنية العربية التي أفادت كثيراً من شعبية ووضوح نصوصه التي قاربت الملحمة الشعرية وعبرت عن أحاسيس الملايين من عشاق الأرض والإنسان.
وعن حضور المرأة في شعر نزار كحبيبة، أشار اسماعيل إلى أن المرأة احتلت في شعره مكان الصدارة من خلال تكثيف العالم في هيئة امرأة معشوقة كما في مجموعاته الشعرية التي بدأها بديوانه الأول "قالت لي السمراء" 1944 و"يوميات امرأة لا مبالية" 1968 و"قصائد متوحشة" إذ تتربع الأنثى على الخطاب الشعري لنزار دامجاً بينها وبين الكون والحياة والمصير.
وبيّن أن المرأة  تتحول في النص الشعري القباني إلى هيئة الأرض حتى تصير كائنا سحريا يقبع بين الممكن والمستحيل لتؤسس المكان بحضورها اللامرئي ولتصبح مكمن المعرفة والمغامرة.