دبا الحصن – صوت الإمارات
تابع جمهور المسرح في دبا الحصن الأحد، مسرحية "كنبال"، لفرقة "كانفاس" الجزائرية، من إعداد سفيان عطية، وإخراج هشام شكيب، وتمثيل سفيان عطية وإدريس بوشرنين، والعمل مأخوذ عن نص مونودرامي للكاتب السوري ممدوح عدوان "آكلة لحوم البشر"، تمكن المخرج من تطويعه ليكون مناسبًا للمسرح الثنائي، على الرغم من حيرة بعض من تابع العرض بين كونه عرضًا "مونودراميًا" أو عرضًا "ديودراميًا".
وكما هو معروف فإن "آكلة لحوم البشر" هو أحد النصوص المسرحية الأربعة لممدوح عدوان التي رأت النور في منتصف تسعينات القرن الماضي، وهي "حال الدنيا"، "القيامة"، "الزبال"، إضافة إلى هذا النص، وتلك النصوص ناقشت وفق رؤية عدوان الفلسفية، قضايا عدة تتعلق بحياة الفرد. وعمومًا تتحدث المسرحية التي عرضت على مسرح المركز الثقافي في دبا الحصن ضمن فعاليات مهرجان دبا الصن الأول للمسرح الثنائي، عن الوجود الإنساني والصراع بين الخير والشر، والشك والحقيقة والحلم والواقع، والبداية والنهاية. ويدعو النص إلى أن نتغير من الأعماق في المستقبل كيلا يكون هناك مكان للصراع الإنساني، من أجل تقوية الروابط الاجتماعية. والنص عمومًا هو نص فلسفي، لكن تم الاشتغال عليه كبناء درامي يخدم مقولة النص ومفاهيمه التي تكدست بين النصوص، وبتسلسل درامي قادر على التواصل مع الجمهور بكل مستوياته الفكرية والثقافية.
وما إن أزيحت ستارة المسرع حتى ظهر رجلان، أحدهما جالس على أرجوحة في بقعة ضوئية دائرية كأنه معزول عن الكون، والثاني جالس في بقعة ضوئية أخرى على مقعد، وبيده قيثارة يعزف عليها، ويبدو الرجل الأول مشوشًا يحس بالخوف، ويتحدث للرجل الثاني عن أنه مراقب من قبل المجتمع، وذلك بسبب الطبيعة المادية النهمة للبشر، وما يقترفونه من جرائم بشعة في سبيل الحصول على المكاسب المادية، وأصبح هو بدوره يراقبهم، ويفضح جرائمهم، ويضرب لذلك مثلًا بالشركة التي تصنع المرتديلا، فقد اكتشف أن أحد العاملين فيها سقط بين آلات صناعة المرتديلا، وتشبث بزميله، لكن الآلات جرفته وجرفت معه زميله وطحنتهما وخلطتهما مع العجينة التي تصنع منها المرتديلا، ليذهبا إلى العبوات، ويصبحا جاهزين للأكل، دون أن يعلم أحد عن ذلك شيئًا، وقد احتج الرجل على ذلك وأدان الشركة، فأصبح أصحابها يراقبونه كما يتوهم، ويصرح بأن كل إنسان وكل شيء في الكون مراقب، ويشعر بأنّ أعينًا تتابعه.
ثم ينتقل الرجل بالحديث إلى حياته الخاصة، وعلاقته بأخيه وزوجة أخيه التي يظن أنها تمتص دم أخيه وتريد أن تقضي عليه، ويأخذ في حديث طويل عن المرأة، وكيف أنها مصاصة دماء الرجال، لا تخطط إلا لإغوائهم وجلبهم إلى الموت، ويتقمص الرجل الثاني أدوار بعض الشخصيات التي يتحدث عنها الرجل الأول، فهو تارة يمثل أصحاب الشركة التي اكتشف الرجل جرائمها، وتارة يمثل دور أخيه، كما أنه يتولى طرح الأسئلة أو الإجابة عن بعض استفسارات الرجل الأول، وهو في الوقت ذاته يعزف الوصلات الموسيقية.
العمل مأخوذ عن نص مونودرامي للكاتب السوري ممدوح عدوان "آكلة لحوم البشر"، تمكن المخرج من تطويعه ليكون مناسبًا للمسرح الثنائي. من المصدر