الشارقة - صوت الإمارات
اختتمت مساء أمس الأول في قصر الثقافة فعاليات ملتقى الشارقة الحادي عشر للسرد الذي نظمته دائرة الثقافة والإعلام واستمر على مدار يومين تحت عنوان "هل الرواية سيدة الأجناس الأدبية؟".
وشارك في الملتقى الذي ناقش خمسة محاور أساسية نحو 40 ناقدًا ومتخصصًا من الإمارات وعشر دول عربية هي: مصر، المغرب، سوريا، السعودية، الجزائر، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، اليمن، والعراق .
ناقشت الجلسة الأخيرة للملتقى محور "الرواية في الإمارات الآن" بمشاركة 4 باحثين هم: الدكتور سمر الفيصل "سوريا" ورحاب الكيلاني، وزينب الياسي "الإمارات"، وزكريا أحمد "مصر"، أدار الجلسة القاص محسن سليمان والذي عرف بالمشاركين وأعمالهم .
أوضح الفيصل "إن الرواية الإماراتية تمر بمرحلة انتقالية، كادت البدايات الأولى لها أن تلفظ أنفاسها الأخيرة"، مؤكدًا وأكد أن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أسدل الستار على البدايات الأولى، ونقل الرواية إلى العنصر النسوي، حيث سيطرت النساء على هذا الفن في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين" .
وأدى بروز كتّاب شبان إلى إعادة التوازن إلى هذا الفن بين الروائيين والروائيات
بدورها استعانت رحاب الكيلاني بوصف ميلان كونديرا للرواية "ما هي إلا الشكل الأكبر من النثر الذي يفحص فيه المؤلف حتى النهاية وعبر ذوات تجريبية "شخصيات" بعض ثيمات الوجود الكبرى" .
وطرحت الكيلاني أسئلة حول الرواية الإماراتية من حيث رحلات البحث عن الحقيقة وعن الإنسان، وهل العصر فعلا هو عصر الرواية؟، مضيفًة "يبدو فعلا أن الرواية الإماراتية والتي عمرها من عمر الاتحاد، قد بدأت تتبوأ مكانتها اللائقة بها ضمن الأجناس الأدبية الأخرى، على المستوى المحلي والإقليمي، لأنها الفن الأقدر على محاكاة المجتمع.
وقرنت الكيلاني بين خفوت الشعر خلال السنوات القليلة الماضية وبروز الرواية التي باتت أصعب من أن تحصى بعد ازدياد دور النشر المحلية والمؤسسات الحكومية، وبروز أسماء وعناوين شابة تحتل المراتب الأولى في قوائم البيع في المكتبات الشهيرة في الإمارات ومنها (اسبرسو) لعبدالله النعيمي و"بيكاسو وستاربكس" لياسر حارب.
وتساءلت الكيلاني: هل فعلا وصلت السرعة إلى الرواية الإماراتية وطبعتها بطابع العجلة، كأنها روايات تكتب بلا اختمار، وتأثيرها آني، ولا فكرة محددة لها، ولا قيمة ترسخها غير الاستهلاك؟ .
وأشارت زينب الياسي في ورقتها "واقع الرواية الإماراتية المعاصرة" إلى رسوخ هذا الفن الذي أصبح يعد ديوان العرب، لكنها طرحت عدة إشكاليات تعاني منها الرواية وتتمحور حول: مستوى التشكيل الفني للرواية المعاصرة من حيث الشكل والمضمون، ومقومات وعوامل النهوض والارتقاء بالفن الروائي الذي امتلكته الرواية الإماراتية، وأيضَا كيف يمكن للنص الإماراتي أن ينهض ويواكب الحراك الثقافي العربي ومن ثم العالمي؟".
وأجابت عن هذه الإشكاليات مبتدئة بتصنيف المنتج الروائي الذي رأت أنه منتج كمي متسارع، وأن المشتغلين بهذا الفن لا يتجاوز نتاجهم عملًا واحدًا يتيمًا، باستثناء عدد من الروائيين.
وتوقفت الياسي أمام عدد من التجارب التي توزعت بين هذين المستويين واستشرفت من خلالها فضاء التشكيل الفني من حيث المضمون والشكل، ورأت اختلافاً في موضوعات القص من بيئة إلى أخرى ومن زمان إلى آخر، ورأت أن الرواية الإماراتية عبرت عن حاجة أفرادها وكتابها وتعددت مضامينها وطروحاتها، ومن جهة أخرى سلكت بعض الروايات في أفق الذاتية والتعبير الرومانسي عن قضايا شخصية وتحركت أخرى في فضاء رومانسي يمتزج بالتاريخ القريب لبناء الدولة وجاء الصنف الأعم من الأعمال ضمن هذا المنحى مثل: "طروس إلى مولاي السلطان" لسارة الجروان و(عيناك يا حمدة) لآمنة المنصوري و(رائحة الزنجبيل) لصالحة غابش و(الياه) لهدى سرور و(كارما) لناديا بوهناد وغيرها .
وتوقفت الياسي عند كثير من مضامين وأساليب هذه الأعمال وخلصت إلى أن الرواية الإماراتية ذات الاشتغال الأول للكاتب لم تتوقف عند الرومانسية التقليدية، بل تجاوزتها إلى التعبير عن الهموم المعاصرة كما درست عدداً آخر من الأعمال مثل: (مزون) لمحمد غباش و(للحزن خمسة أصابع) لمحمد حسن أحمد، وغيرها.
وفي ورقته (الثقافة الروائية: البعد الغائب في المشهد الروائي الإماراتي) بدأ زكريا أحمد بالتأكيد على الزخم الروائي الذي شهدته السنوات الأخيرة في الإمارات، الذي لم يحظ بالاهتمام المناسب لا من وسائل الإعلام ولا من معظم المؤسسات الثقافية في الدولة، كما أشار إلى الدور الذي لعبته دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في تبني ملتقى السرد العربي منذ أكثر من عقد من الزمان، ومن متابعته لكثير من الأعمال الروائية أشار أحمد للضعف الذي شاب الكثير من هذه الأعمال وعزاه لغياب موضوع "الثقافة الروائية" التي اعتبرها منظومة شاملة تحتضن جميع المفردات الخاصة بالفن الروائي كما تطرق إلى موجبات الثقافة الروائية للكاتب الذي يبدأ خطواته في هذا المضمار الطويل لأن ذلك يجنبه الكثير من العثرات التي واجهها من يكتبون رواياتهم الأولى دون قراءة كافية للنتاج الروائي المحلي والعربي والعالمي .
واختتمت فعاليات الملتقى بشهادات خاصة لكل من: الروائية الكويتية ميس خالد العثمان والجزائرية آمال بشيري والإماراتيتين ميثاء المهيري ونجلاء العبدولي .