الشيخ سعيد بن طحنون يزور معرض العين تقرأ

زار الشيخ سعيد بن طحنون بن محمد آل نهيان أمس الأول معرض " العين تقرأ " وتجول برفقة الدكتور علي بن تميم مدير المشاريع في دار الكتب بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في أرجاء المعرض، واطلع على إصدارات الكتب المتنوعة التي يتضمنها المعرض .

وأكد "يتميز المعرض بأنه يربط ما بين القراء والكتب التي يميلون إليها، وهو يوفر عناوين متخصصة تلبي الاهتمامات المتنوعة لمحبي القراءة، في تظاهرة ثقافية إيجابية ينتظرها الجميع، وخاصة طلبة الجامعات التي تزخر بها مدينة العين" .

أثنى على توجه المعرض للاحتفاء بالثقافة المحلية والكاتب الإماراتي ودعمه لدور النشر المحلية، وقال "هذا توجه مهم ويغني المشهد الثقافي، حيث يناقش الكُتّاب مؤلفاتهم مع رواد المعرض بشكل مباشر يوميًا" .

فيما نظم المعرض جلسة حوارية جمعت ما بين الكاتب سلطان الرميثي مؤلف رواية "قميص يوسف" والناقد محمد وردي، حيث تحاورا عن العلاقة بين الكاتب والناقد، وأدار الجلسة محمد خميس .

واعتبر الرميثي أن الكاتب يمرر مجموعة من الرسائل المختلفة عبر نصه الأدبي، فالأدب أيضا له أهداف، ولكن ليس مثل الكتابات العلمية، وقال "أوافق أن الناقد مهمته تحليل النص لكني لست مع التفكيك" .

وأضاف "الكاتب الجيد هو من يستطيع إقناع الجميع وإمتاع الجميع من قراء ونقاد، غير أن هناك من يهتم باللغة أكثر من الحبكة والتشويق في سرد الأحداث، في حين أن أهم شيء في الرواية هو موضوعها والقيمة المضافة والمعاني التي تحملها، وعند تلقي الردود أفرق بين الآراء ومصادرها وخلفيات أصحابها، وأظن أن هاجسي من الفشل أقوى من مخاوفي من النقد" .

وتابع "بعد صدور روايتي "قميص يوسف" شعرت أنها جزء مني، وتعلمت أنه يجب أن يكون عملي القادم أكثر دقة، وأحاول أن أتعلم تقبل النقد خاصة أننا لسنا معتادين على النقد هنا" .

من جهته شرح محمد وردي أن وظيفة الناقد أن يقدم نصًا على نص أي أنه لا يجترح الكتابة خارج النص الأدبي، وهناك مدارس فنية عدة تقدم وسائل لفهم النص، وهناك ثلاثة مستويات لقراءة النص، الأول للقارئ العادي الذي يبحث عن الاستمتاع، والثاني ما يريد الكاتب إيصاله عبر ما يحمله النص من دلالات ورموز، أما المستوى الثالث فهو ما كان يسميه العرب قديماً الألفاظ الزائدة، أي أن يؤشر على العمارة الفنية والأسلوبية واللغة ومستوى المسرة التي يخلقها النص .

وأكد وردي أن وظيفة الناقد ليست تنميط وتأطير الأدب والفن، وقال "من حق الكاتب أن يجرب كل الأشكال والأساليب الكتابية، لأننا نبحث عن الجمال، فالكتابة بمعنى من المعاني هي اكتشاف للذات وهي مشاركة الآخر بالجمال في مواجهة القباحة، وأنسنة ما تغول وتوحش فينا" .

واستضاف المعرض أيضا الباحث حمدان الدرعي، مؤلف كتاب "قصة النفط في أبوظبي " والفائز بجائزة العويس للإبداع لأفضل كتاب إماراتي هذا العام، حيث حاورته الصحفية إيمان محمد عن خلفيات الكتاب .

واستعرض الدرعي المراحل أهم المراحل التي مر بها اكتشاف واستخراج النفط في أبوظبي والتأثيرات التي حفت بعقوده وتنافس الشركات العالمية من أجل الظفر باستخراجه من الأعماق . والكتاب "يهدف إلى إماطة اللثام عن وسائل الضغط الممنهج التي لجأت إليها حكومة الهند البريطانية للظفر بالامتياز .

وخصصت جلسة في المعرض للحديث عن أدب الأطفال، حيث تحاورت الإعلامية إيمان محمد مع الدكتورة فاطمة حمد المزروعي التي تمتلك رصيدًا مهمًا في الكتابة منذ طفولتها المبكرة .

وقالت المزروعي إنها انطلقت في تجربة الكتابة للصغار منذ ما يزيد عن الأربع سنوات، مؤكدة أن الأدب الموجه للطفل يحتاج إلى الكثير من العناية، وأن هناك تطورًا في النشر لهذه الفئة في السنوات الأخيرة سواء في الإمارات أو الوطن العربي، فأدب الطفل في الغرب انطلق منذ القرن السابع عشر، أما نحن العرب فلم نخض غماره إلا منذ 50 أو 60 سنة، وبدأ بشكل متواضع ولم يكن ناضجًا، لكنه مع الوقت أصبح الكتّاب يتقنونه، فالكتابة للطفل كما تقول الزرعوني "لا بد أن يستمتع بها ويستفيد منها، والرسالة الموجهة للطفل تحتاج إلى آليات وتقنيات فنية مختلفة، لأن ثقافة الناشئة من الأهمية بمكان ولا يجب استسهالها، كما يجب الاعتماد على التشويق ومراعاة مشاعر هذه الفئة الحساسة جدا والبحث عن حلول لها من خلال النصوص الموجهة ليتوسع الخيال والذائقة اللغوية ويمكنهم بالتالي من فهم عواطف الآخرين، وكل ذلك ضمن رؤية واضحة تقوم على إعطاء الأهمية الكافية لهم، وعدم النظر إليهم كأي قراء آخرين"، وخلصت الكاتبة إلى القول "إن أدب الطفل في الإمارات يعيش اليوم العديد من التجارب المختلفة التي ربما غذتها الجوائز والمسابقات في هذا المجال لتؤسس لنسق مختلف قادر على ترك بصماته لدى الأجيال الجديدة" .

واختتمت شركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي أمس الأحد مشاركتها في المعرض .

ولفت عبدالله علي مصلح الأحبابي، رئيس مجلس إدارة الشركة "إن المشاركة في الفعاليات المجتمعية بهدف نشر الوعي البيئي خاصة لطلبة المدارس، هو بمثابة خلق قناة اتصال مع شريحة مهمة في المجتمع، حيث نعوّل على الأطفال ليكونوا سفراء في نشر التوعية"